الشهيد رايق بشارات.. شجاعة دائمة وولاء راسخ حتى التضحية بالشهادة

الشهيد رايق بشارات.. شجاعة دائمة وولاء راسخ حتى التضحية بالشهادة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

لم تمض ليلة الأربعاء الماضي في بلدة طمون جنوب مدينة طوباس بالضفة الغربية، كما تمناها أهلها، هادئة ساكنة، حتى اخترقتها طلقات رصاص أفزعتهم قبل أن يتعرفوا إلى صدر من توجهت؛ حيث حوصرت البلدة بقوات إسرائيلية، ولم يزل الحدث مجهولاً حتى تبين لهم لاحقًا أن المستهدف كان الشيخ الأسير رايق بشارات.

وبسيارة تحمل لوحات فلسطينية، قامت قوة إسرائيلية خاصة، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، باغتيال الأسير المحرر الشيخ رايق عبد الرحمن بشارات (48 عامًا) في بلدة طمون جنوب طوباس، واحتجزت جثمانه، كما اعتقلت مطاردًا بعد إصابته بالإضافة إلى اعتقال آخرين.

تضحيات وجهاد

وأكدت مصادر محلية في وقت لاحق وعقب ساعات من عملية الاغتيال، أن شهيد طمون هو القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، رايق بشارات، وهو أسير محرر أمضى أكثر من 9 سنوات في سجون الاحتلال، واستشهدت زوجته في انتفاضة الأقصى بينما كانت حاملًا بطفلهما، كما أن لدى الشهيد بشارات، ابنًا معتقلاً لدى أجهزة أمن السلطة منذ أكثر من أربعة أشهر.

وأصيب الشهيد بشارات، في انتفاضة الأقصى كذلك، وبترت يداه الاثنتين من الكف، وهو مطارد للاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2023، وتزعم قوات الاحتلال أن بشارات هو الرجل الأخطر في طوباس بالنسبة لها، كما يتهم الاحتلال الإسرائيلي الشهيد بشارات، بالوقوف خلف كتيبة طمون في طوباس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي.

“الجهاد” تنعي بشارات

وصباح الأربعاء، أصدرت حركة الجهاد الإسلامي بيانًا، نعت فيه الأسير المحرر القائد رايق عبد الرحمن بشارات، الذي اغتالته قوة (يمام) الخاصة التابعة لجيش الاحتلال، غدرًا، في بلدة طمون.

وقالت الحركة في بيانها إن “للقائد الشهيد دورًا بارزًا خلال انتفاضة العام 1987، وقد تعرض لمحاولة اغتيال في العام 2002، استُشهدت خلالها زوجته، وبُترت يداه، وتعرض للاعتقال مرات عديدة يزيد مجموعها عن 9 أعوام، وخاض إضرابًا عن الطعام لمدة 53 يومًا في العام 2022، رفضًا للاعتقال الإداري، قبل الإفراج عنه، ولم يتوان عن القيام بواجبه يوماً، وتابع مسؤولياته بهمة وعزم لا يلين”.

وأضاف بيان الحركة أن “استهداف عصابات جيش الاحتلال المجرم للقادة والمجاهدين لن تضعف من عزيمة شعبنا، ولا من إرادة المقاومة في المضي قدمًا في مواجهة الاحتلال؛ بل إن دماءهم الطاهرة التي تروي أرضنا ستنبت أجيالًا أشد صلابة وأشد بأسًا”.

دعوات للتصعيد

وبدورها نعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الشهيد الأسير المحرر رايق عبد الرحمن بشارات، مؤكدةً أن “شعبنا ومقاومته لن يهدأ لهم بال حتى طرد الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا”.

كما أكدت في بيان لها الأربعاء أن اغتيال قوات الاحتلال للأسرى المحررين وتصعيد جرائم القتل في الضفة الغربية، يؤكد العقلية الدموية لحكومة الاحتلال الفاشي، التي لا تتورّع عن استهداف كل ما هو فلسطيني، ضمن حرب شاملة تستهدف وجود شعبنا وهويته.

وشددت “حماس” على أنّ جرائم الاحتلال المُتصاعدة تفرض علينا جميعاً الالتفاف في مواجهة حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني، داعية إلى ضرورة إشعال فتيل المواجهة مع الاحتلال إلى أقصى درجة في الضفة والقدس وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما مع وصول جرائم المحتل لمستويات غير مسبوقة، وانتهاكاته الخطيرة لكافة المواثيق والأعراف الدولية.

أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: فقد نعت “القائد الوطني والأسير المحرر رايق عبد الرحمن بشارات، الذي اغتالته غدراً وحدة “يمام” الصهيونية الخاصة”.

وأكدت الجبهة في بيان لها أن جرائم الاحتلال المتواصلة لن تُثني شعبنا عن مواصلة درب المقــاومة، وستزيده إصرارًا وتمسكًا بحقوقه وبدماء الشهداء الزكية.

مقدام وشجاع

وفي مداخلة هاتفية، حكى باسل بشارات (شقيق الشهيد رايق)، أن شقيه كان مقدامًا وشجاعًا، ولم يتراجع نهائيًّا، مشيرًا إلى أن أجهزة السلطة وجيش الاحتلال عرضا عليه تسليم نفسه، وأن عرض أجهزة السلطة تضمن أن يكون احتجازه في فندق، لكنه قابل هذا العرض بالرفض.

وأضاف باسل أن شقيقه رايق، رد على هذه العروض بالقول: “أنا ماض في هذا الطريق ولن أتراجع”.

عائلته ترثيه

وتقول والدة الشهيد رايق بشارات إن العائلة لم تكن ترى ابنها؛ حيث لا ياتي إلى البيت أبدًا، بينما تقتحم قوات الاحتلال منزلهم باستمرار، ويقومون بتحطيمه، بحثًا عن رايق.

وتضيف والدته أنها لم تره ليلة استشهاده؛ حيث سمعت أولاً باقتحام قوات خاصة إسرائيلية للبلدة، ثم عرفت أُخبرت بأنهم اعتقلوا ولدها، حتى تيقنت مع مغرب شمس اليوم ذاته بأن ولدها استشهد، ولكن دون ان تراه.