مقتل خمسة إسرائيليين وتسجيل أكثر من 100 إصابة جراء هجمات صاروخية من إيران

مقتل خمسة إسرائيليين وتسجيل أكثر من 100 إصابة جراء هجمات صاروخية من إيران

الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام

دخل التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل مرحلة غير مسبوقة، بعد أن شنت إيران فجر اليوم الاثنين هجوماً صاروخياً واسع النطاق استهدف عدداً من المدن الإسرائيلية، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بالإضافة إلى إصابات مباشرة في مبانٍ واشتعال حرائق كبيرة في أماكن متعددة.

وقد أُعلن عن مقتل خمسة إسرائيليين وإصابة أكثر من 100 آخرين جراء القصف، الذي استهدف وسط البلاد، حيث نجحت عدة صواريخ إيرانية في اختراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، وضربت مواقع حساسة في مدينتي تل أبيب وحيفا.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال رصد إطلاق حوالي 100 صاروخ في آخر دفعة صاروخية، سقطت في عدد من المناطق المركزية.

وأعلنت ما تُسمّى بـ”الجبهة الداخلية الإسرائيلية” أن نطاق الهجوم الإيراني امتد من إيلات جنوباً إلى الناقورة شمالاً، فيما دوت صفارات الإنذار في تل أبيب ومناطق أخرى عقب رصد عمليات إطلاق الصواريخ من الأراضي الإيرانية. وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الهجوم شمل مناطق متعددة، من بينها حيفا، وعكا، والجليل الغربي، وخليج حيفا، والجليل الأسفل، وطبرية.

وفي مدينة بتاح تكفا القريبة من تل أبيب، أكد رئيس البلدية سقوط صاروخ إيراني على المدينة ما أدى إلى إصابة أحد المباني، مع استمرار عمليات الإنقاذ. وفي ذات السياق، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية فشلت في اعتراض عشرة صواريخ على الأقل.

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى انهيار مبنى في منطقة تل أبيب جراء إصابة مباشرة بصاروخ إيراني، مؤكدة أن ثلاثة أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين في أحد المواقع في حيفا، وسط مخاوف جدية على حياتهم.

وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تُظهر دماراً واسعاً في المناطق التي تعرضت للقصف الإيراني، رغم فرض الجيش الإسرائيلي رقابة عسكرية مشددة تمنع النشر حول تفاصيل الهجمات.

في السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن القصف الإيراني استهدف مجمع “مصفاة بازان” للمواد الكيميائية في مدينة حيفا. ويُعد هذا المجمع الأكبر في إسرائيل، حيث يعالج نحو 10 ملايين طن من النفط الخام يومياً، ويُزوِّد أوروبا بالنفط والطاقة، ويُنتج 200 ألف برميل نفط يومياً.

من جهته، صرح السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أن السفارة الأميركية في تل أبيب تعرضت لأضرار طفيفة نتيجة سقوط صاروخ بالقرب منها، دون أن يُسجل وقوع إصابات بين الموظفين. وأشار إلى أن السفارة والقنصلية الأميركية في إسرائيل ستبقيان مغلقتين اليوم، في ظل استمرار الإجراءات الاحترازية.

في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن تنفيذ موجة جديدة من الهجمات الصاروخية على إسرائيل، واصفاً إياها بأنها “الأعنف والأكثر تدميراً” مقارنة بالعمليات السابقة. وأكد الحرس أن الضربات استهدفت بشكل مباشر منظومات القيادة والسيطرة الإسرائيلية، في تصعيد نوعي من حيث طبيعة الأهداف والتكتيكات العسكرية المستخدمة.

وأوضح أن العملية استخدمت تقنيات متطورة ووسائل معلوماتية متقدمة، ما أتاح للصواريخ إصابة أهدافها بدقة عالية، رغم الدعم الأميركي المقدم لإسرائيل وتقنياتها الدفاعية المتطورة. واعتبر الحرس الثوري أن هذه الهجمات تثبت “خطأ الحسابات الإسرائيلية بشأن قدرات إيران وردّها”.

وفي وقت سابق من صباح اليوم، فعّلت القوات الإيرانية أنظمة الدفاع الجوي في عدد من المدن الكبرى، بينها طهران، ومشهد، وكرج، وبندر أنزلي، على خلفية الهجمات الجوية الإسرائيلية المتكررة على الأراضي الإيرانية. وفي المقابل، واصلت الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحذيراتها من هجوم إيراني وشيك، بينما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن ملايين الإسرائيليين احتموا داخل الملاجئ.

كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) أن دوي انفجارات سُمع في شرق طهران، وأن نيران الدفاع الجوي أُطلقت بكثافة. كما سُجّل انفجار في مدينة شهريار غرب العاصمة، فيما ذكرت وكالة “مهر” الإيرانية أن الدفاعات الجوية تصدت لأهداف في جنوب شرقي طهران، كما جرى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في مدينتي مشهد وكرج.

وأعلنت وكالة “مهر” الإيرانية، أن الدفاع الجوي الإيراني أحبط هجوما إسرائيليا على منطقة بارشين شمالي البلاد، في حين ذكرت وكالة “تسنيم” أن الدفاعات الجوية أسقطت أجساماً وطائرات مسيرة إسرائيلية في سماء بندر أنزلي، ودمرت طائرتين مسيرتين في باقرشهر شمالي إيران.