للعام الثاني على التوالي.. غزة تحتفل بعيد الأضحى دون تقديم الأضاحي.

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
للعام الثاني على التوالي، تستقبل غزة عيد الأضحى منزوعة الطقوس، محاصَرة الفرحة، خالية من الأضاحي، في مشهد يعكس حجم الانهيار المعيشي والإنساني الذي بلغه القطاع بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة.
غابت الأضاحي قسرًا، لا بفعل تراجع ديني أو اجتماعي، بل نتيجة دمار ممنهج للمزارع، إغلاق تام للمعابر، وغياب القدرة الشرائية لدى معظم السكان الذين يرزحون تحت خط الفقر، ويكافحون لتأمين أساسيات البقاء.
السوق خاوٍ… والبيوت مدمّرة
على غير العادة، تبدو أسواق المواشي في غزة هذا العام خالية تمامًا.
لا خراف، لا صفقات، لا أصوات تُعلن العيد، المزارع التي كانت تكتظ في مثل هذا الوقت بالأضاحي، تحوّلت إلى أراضٍ مقفرة أو مواقع مستهدفة بالقصف.
حماس تدعو لتكثيف التضامن مع شعبنا في أيام عيد الأضحى
المسالخ الرئيسية في غزة دُمرت، وطرق الإمداد الحيوية من المعابر مغلقة، ما جعل دخول المواشي إلى القطاع شبه مستحيل.
يقول حسام زعرب، تاجر مواشي من منطقة الفخاري جنوب القطاع: “القطاع لم يشهد منذ سنوات أزمة بهذا الحجم، لكن هذا العام هو الأسوأ على الإطلاق، لا مواشي، لا أعلاف، لا إمكانيات. كل شيء توقف”.
جمعيات خيرية خارج الخدمة
اللافت هذا العام، هو غياب المؤسسات الخيرية التي اعتادت تنفيذ مشاريع الأضاحي، هذه الجمعيات، التي لطالما كانت ملاذًا للعائلات الفقيرة، أعلنت اعتذارها عن عدم قدرتها على تنفيذ المشروع، لأسباب لوجستية وأمنية بحتة.
وفق بيانات حديثة صادرة عن مؤسسات محلية، يعيش أكثر من 80٪ من سكان القطاع تحت خط الفقر، وتجاوزت البطالة نسبة 65٪.
ومع استمرار الحرب، فإن تأمين الطعام، الدواء، والمأوى بات أولوية مطلقة، في حين تحوّلت الأضحية إلى رفاهية لا مجال لها في قاموس البقاء.
طقوس العيد… مجرد ذاكرة
“كان الأطفال في السابق ينتظرون رؤية الأضاحي ويلعبون حولها… اليوم ينتظرون وصول شاحنة إغاثة أو وجبة ساخنة، تقول سلوى أبو عابد، ناشطة مجتمعية من مدينة غزة.
في الشوارع المدمّرة ومراكز الإيواء، تغيب مظاهر العيد. لا أسواق، لا ألعاب، لا زيارات،
ويتحول عيد الأضحى من مناسبة دينية واجتماعية إلى محطة جديدة من الصمود والحداد.01:57 PM