غزة تحتفل بعيدها الرابع amid الإبادة والجوع

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
بين ركام المنازل وصرخات الجوع، يحل عيد الأضحى المبارك هذا العام على أهالي قطاع غزة، وهو العيد الرابع على التوالي الذي يمر على سكان القطاع تحت لهيب حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
الجمعة 6 يونيو/ حزيران 2025، تاريخ يحل على أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في غزة دون فرحة، دون زينة، دون أضاحٍ، ودون حتى كسوة عيد لأطفال أنهكهم الحصار والجوع.
العيد في خيام الموت
تحولت شوارع غزة من مداخل مزينة ومفعمة بالحياة، إلى أطلال مخيمات مهترئة تعج بالنازحين.
فمعظم العائلات فقدت منازلها بالكامل بفعل القصف الإسرائيلي، واضطرت للعيش في خيام لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، ولا تحفظ أدنى مقومات الكرامة الإنسانية.
للعام الثاني.. غزة تستقبل عيد الأضحى بلا أضاحي
وفي ظل التجويع الممنهج، تغيب اللحوم عن الموائد، كما تغيب الحلويات، وحتى الخبز أصبح أمنية صعبة المنال وسط الحصار المشدد ومنع إدخال المواد الغذائية.
نكبة مستمرة
نهاد أبو عمشة، وهي أم لسبعة أطفال، نزحت مرات عدة من مخيم جباليا، وتقول: “العيد فقد معناه.. طفلي ينام جائعًا ويستيقظ جائعًا.. أي فرحة هذه؟ الحرب سرقت كل شيء”.
وتضيف بحرقة: “منذ سبعة أشهر لم أطبخ وجبة كاملة، لا يوجد ماء ولا طعام، نعيش على ما تيسر من فتات المساعدات إن وصلت”.
حماس تدعو لتكثيف التضامن مع شعبنا في أيام عيد الأضحى
وفي خيمتها الممزقة التي لا تقيها برد الليل ولا تحميها من قذائف الموت، تعيش نهاد كما عشرات الآلاف في ظروف أشبه بالجحيم.
الجوع يفتك بالأطفال
ويؤكد المسن عادل شامية (79 عامًا)، النازح من بيت حانون، أن هذا العيد هو “الأسوأ في حياته”.
يقول: “الأطفال يموتون من الجوع أمام أعيننا، لا ماء، لا دقيق، ولا حتى أمل. العيد اليوم موتٌ على هيئة أيام”.
ووفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، توفي حتى الآن 60 طفلًا على الأقل نتيجة الجوع وسوء التغذية منذ بدء العدوان، في ظل إغلاق المعابر ومنع إدخال الغذاء والدواء بشكل متعمد.
كأنها القيامة
طرقات غزة المدمرة لم تعرف الزينة هذا العام، فالجدران التي كانت تحمل عبارات التهنئة أصبحت ركامًا، الأسواق خالية من المتسوقين، والأضاحي غابت عن الشوارع، والبهجة حل مكانها الخوف والحداد.
القطاع بات أشبه بمدينة أشباح، لا صوت فيه إلا للدمار والطائرات الحربية، ولا مشهد إلا لمآسي النزوح والجوع، ولأطفال فقدوا آباءهم، وآباء دفنوا أبناءهم بيدين مرتجفتين.
أمنية البقاء والعودة
عايشة أبو صلاح (72 عامًا)، نازحة تعيش في خيمة دون مقومات الحياة، تقول بحزن: “لا أريد شيئًا، فقط أريد أن أعود إلى بيتي، حتى لو سكنت على ترابه”.
وتتابع: “كان العيد فرحة، واليوم هو نكبة. لا يوجد ماء ولا طعام، ولا دواء. لم نعد نطلب إلا البقاء على قيد الحياة”.
منذ بدء العدوان، ارتكبت قوات الاحتلال سلسلة مجازر جماعية خلّفت أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، وآلاف الحالات من المجاعة الشديدة، وسط تجاهل كامل لقرارات محكمة العدل الدولية ونداءات العالم.
يحمل العيد في غزة هذا العام معاني الموت أكثر من الحياة. لا مظاهر للفرح، ولا أمل يلوح في الأفق.
ما بين خيام العذاب وصوت القصف، يختنق العيد الرابع تحت نار الإبادة الجماعية، بينما العالم يكتفي بالصمت.