أهالي الضفة يحتفلون بعيد الأضحى في ظل تصاعد احتجاجات الاحتلال والمستوطنين

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام

أدّى آلاف الفلسطينيين في مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة، صباح اليوم الجمعة، صلاة عيد الأضحى المبارك، في ظل استمرار الحرب الشاملة التي ينفذها الاحتلال ومستوطنوه، لاسيما في مخيمات شمال الضفة، التي تواجه عدوانًا متواصلًا وتضييقات مشددة وحصار مطبق.

وأقيمت صلاة العيد في المساجد والساحات العامة بمختلف مدن وبلدات الضفة، التي تشهد توسعًا استيطانيًا متسارعًا، وعمليات تهجير منظمة، إلى جانب حصار خانق على حرية الحركة والتنقل.

وفي مخيم جنين شمال الضفة، منعت قوات الاحتلال عشرات العائلات من الوصول إلى المقبرة لزيارة قبور ذويهم، في انتهاك إضافي لحرمة المناسبات الدينية وحقوق الأهالي الفلسطينيين.

ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، يشن جيش الاحتلال عدوانًا متواصلاً على محافظتي جنين وطولكرم، تخللته عمليات قتل واعتقال ونزوح قسري، إضافة إلى تحويل منازل إلى مواقع عسكرية، وهدم أخرى، وتدمير واسع للبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة.

وفي بيت لحم، شارك آلاف المواطنين في صلاة العيد بساحة مسجد عمر بن الخطاب، الواقع بالقرب من كنيسة المهد، في مشهد يؤكد على تلاحم الفلسطينيين بمختلف انتماءاتهم الدينية والثقافية.

أما في مدينة الخليل، فقد أدى المصلون صلاة العيد في المسجد الإبراهيمي الشريف، وسط إجراءات عسكرية إسرائيلية مشددة على مداخل البلدة القديمة. ورفضت قوات الاحتلال مجددًا تسليم المسجد كاملاً للجهات الفلسطينية، بعد أن امتنعت عن فتح بابه الشرقي للمرة السابعة خلال هذا العام، ما دفع الأوقاف الإسلامية إلى رفض استلامه بشكل منقوص.

وتزامنًا مع حلول العيد، نفّذ جيش الاحتلال فجر اليوم سلسلة اقتحامات لعدة مدن وبلدات في الضفة، أسفرت عن اعتقال عدد من المواطنين، في إطار حملة تصعيد مستمرة منذ أشهر.

وتترافق هذه الاعتداءات في الضفة مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والذي أدى حتى الآن إلى استشهاد ما لا يقل عن 973 فلسطينيًا في الضفة الغربية وحدها، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إلى جانب اعتقال أكثر من 17 ألف مواطن منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وفي قطاع غزة، يواصل الاحتلال حربه المفتوحة والإبادة الجماعية، مخلفًا أكثر من 180 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل تفشي المجاعة وسقوط ضحايا جراء الجوع والمرض، وسط تجاهل تام للنداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية المطالِبة بوقف العدوان.

وانطلقت دعوات واسعة في الضفة الغربية والقدس المحتلة والداخل المحتل، لعدم إبداء مظاهر الفرحة في عيد الأضحى المبارك، تضامنًا مع الأهالي المكلومين في قطاع غزة والذي يتعرضون لحرب إبادة متواصلة منذ أكتوبر 2023.

وأكدت الدعوات على عدم إبداء مظاهر الفرح والاحتفال بعيد الأضحى المبارك، في ظل حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة.

كما دعت للاقتصار على الشعائر الدينية المتمثلة بالصلاة وذبح الأضاحي وزيارة صلة الرحم، دون إبداء الفرحة الزائدة تضامنًا مع أهالي غزة.

وناشدت الدعوات الشعبَ الفلسطيني في الضفة لزيارة أسر الشهداء والأسرى، والوقوف بجانب النازحين من مخيمات شمال الضفة والذين يتعرضون لعدوان شامل منذ أشهر.