قافلة التحدي .. شعور الشعوب يتوجه نحو غزة

قافلة التحدي .. شعور الشعوب يتوجه نحو غزة

المركز الفلسطيني للإعلام

على إيقاع الهتافات والتكبيرات، انطلقت من العاصمة التونسية قافلة الصمود المغاربية، في مشهد نضالي غير مسبوق جمع نشطاء ومواطنين من الجزائر وتونس وموريتانيا والمغرب، بهدف كسر الحصار وإيصال رسالة تضامن حيّة مع غزة، التي تنزف تحت آلة العدوان.

انطلقت القافلة، فجر الاثنين 9 يونيو 2025، وضمّت 18 حافلة وأكثر من 150 سيارة، وسط استقبال شعبي حار عبر المدن التونسية، قبل عبورها إلى الأراضي الليبية، في أول اختبار حدودي لوجستي، مرّ بسلاسة وصفها المنظمون بـ”المبشّرة”.

“قافلة الصمود” تصل ليبيا بانتظار الموافقة لدخول مصر


نبيل الشنوفي، أحد المنظمين، قال: “لم يعترضنا أي إشكال في العبور، والآلاف ودّعونا على طول الطريق… وجدنا دعماً شعبياً لا يُقدّر بثمن”.

بخلاف قوافل المساعدات المعتادة، حملت قافلة الصمود روحاً مغاربية موحّدة، وقدّمت نموذجاً جديداً من التضامن الشعبي العابر للحدود، غير مقيّد بأجندات رسمية أو تحركات دبلوماسية.

محمد أمين بالنور، المنسق الطبي في القافلة، قال: “هذه ليست قافلة سياحية، بل نضالية. نحن لا نحمل فقط أدوية وأغذية، بل صوت كرامة، يحمل صدوراً عارية ضد الإبادة”.

كما أشار إلى نية القافلة التنسيق مع الهلال الأحمر المصري لإدخال مساعدات طبية وأجهزة إنعاش ميداني، وإلى أهمية الضغط من أجل فتح ممر آمن لإجلاء الجرحى من غزة.

رغم تعقيدات الحدود، شهدت القافلة مشاركة جزائرية لافتة، حيث التحق بها نشطاء من المبادرة الجزائرية، وعبّر رئيسها يحيى صاري عن رمزية الحضور الجزائري: “نحن هنا لنقول إن الشعب الجزائري لا يصمت أمام الإبادة، هذه قافلة صوتنا الذي يخترق جدران الصمت العربي والدولي”.

ومن موريتانيا والمغرب، التحق عشرات النشطاء بوسائل فردية، رافعين أعلام بلدانهم جنباً إلى جنب مع العلم الفلسطيني.

وصلت القافلة إلى الأراضي الليبية، في انتظار التنسيق مع السلطات المصرية للسماح لها بالعبور عبر معبر رفح.

وبينما لم يصدر تصريح رسمي مصري حتى الآن، أكد الناطق باسم الحملة غسان الهنشيري أن “المؤشرات مطمئنة”، مضيفاً أن لقاءات تنسيقية تجري في القاهرة لتسهيل مرور القافلة يوم الأحد القادم نحو الحدود مع غزة.

بين الهتافات والدموع، وبين الطرقات الطويلة والعوائق الحدودية، تمضي قافلة الصمود كصرخة شعبية خالصة.

هي ليست فقط شاحنات تحمل الغذاء، بل موكب يحمل أحلام المغاربة جميعاً بفلسطين حرّة، ودليل على أن الشارع العربي لم يمت.

ومهما كانت نتائج الرحلة ميدانياً، فقد حققت القافلة ما عجزت عنه كثير من القمم الرسمية: أن تتوحد شعوب أربعة بلدان على قضية واحدة، في وقت واحد، وباتجاه واحد: فلسطين.