رأي فقط… هل يمكن تقليص ساعات العمل كوسيلة للتوفير؟

كما توقعنا وحذرنا مرارًا، اندلعت حرب إقليمية طاحنة، وبدأت الطائرات والصواريخ تتساقط من كل الأطراف، مدمرة المدن، مشردة السكان، ومحققة هدفًا استراتيجيًا بتغيير موازين القوى في المنطقة، ودفع جميع دولها إلى حافة حرب شاملة، تهدد بنيتها التحتية واقتصاداتها.
لقد كانت ليلة الأمس “ليلة مريرة” كما وصفها المراقبون. كانت ليلة صعبة على حركة البترول العالمية بطبيعة الحال، خاصة مع إغلاق منصات إنتاج الغاز الواقعة خارج الحدود، والتي تُصدر إنتاجها إلى مصر، في ظل توقعات باستهدافها وإصابتها بأضرار جسيمة بفعل صواريخ موجهة بدقة – وفقًا لما أوردته قناة “العربية”.
وقد أدى ذلك إلى تراجع إمدادات الغاز إلى مصر ، وهو ما يقد يوثر سلبًا على ضغوط الشبكة القومية للغاز (National Grid)، ودفع إلى تفعيل خطط الطوارئ وتشغيل محطات الكهرباء بالمازوت والسولار، وهي بدائل أكثر تكلفة، وبذلت ولا تزال الحكومة تبذل قصارى جهدها لتفادي تخفيف الأحمال والذي قد يحدث بشكل قهري.
وبالإضافة إلى ذلك، تم وقف التوريد إلى عدد من الأنشطة الصناعية، وهو ما أعلنت عنه وزارة البترول في بيان رسمي .
ولا مؤشرات حتى الآن على قرب نهاية هذه الأزمة، خاصة بعد التهديدات المتصاعدة بإغلاق مضيق هرمز، الذي تمر عبره أكثر من 25% من تجارة الطاقة العالمية، بالإضافة إلى استهداف أكبر حقل للغاز في العالم هذه الليلة، ما ينذر بارتفاعات هستيرية في أسعار الغاز.
نحن مقبلون على مرحلة عصيبة ستختبر قدرة قطاع البترول على إدارة الأزمات والتعامل مع المتغيرات الإقليمية والدولية. وهنا تبرز أهمية الترشيد – لا باعتباره تفضّلًا من أحد، بل واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا.
ومن هذا المنطلق، نتساءل:
هل يمكن لوزارة البترول أن تبادر وتُقرر خفض ساعات العمل الرسمية في مقرات الشركات إلى الواحدة والنصف ظهرًا، كإجراء لتقليل استهلاك الكهرباء في الإضاءة والتبريد؟،،وهل يمكن منع العمل بعد ساعات الدوام الرسمية – أيًا كانت الظروف – حتى نهاية شهر سبتمبر المقبل، خصوصًا في ظل وجود وسائل اتصال وتقنية تسمح بالعمل من أي مكان وفي أي وقت؟
كذلك، هل من الممكن تقليل أحمال الغاز المتجهة للمنازل، خاصة في الفترة من الرابعة صباحًا وحتى الثانية عشرة ظهرًا؟ ربما يمكن لخبراء الشبكات تقديم إجابة فنية دقيقة حول هذا الاقتراح.
علينا أن ندرك أن الاستقرار الذي نعيشه اليوم هو منحة من الله، ويجب الحفاظ عليها لا أن نعيش على سجيتنا ونمارس حياتنا كما لو أن شيئًا لم يكن. شئنا أم أبينا، سنتأثر بشدة لأننا نعتمد على الخارج في استيراد جانب كبير من احتياجاتنا من البترول والغاز.
لذا، نتمنى تشكيل خلية أزمة أو طوارئ في أسرع وقت ممكن، تكون في حالة انعقاد دائم، وتتخذ قرارات ملزمة لجميع شركات القطاع في ما يتعلق بالإنتاج، الترشيد، ساعات العمل، أوقات السهر، استخدام السيارات، وضبط رحلاتها واستهلاكها للوقود.
كما نقترح فرض منع كامل لاستخدام السخانات الكهربائية، وتحديد دقيق لسفريات الحقول وأغراضها، وترشيدها إلى أقصى درجة، مع إجراء تفتيشات مفاجئة على مقار الشركات والحقول للتأكد من الالتزام الكامل بالتعليمات.
نريد أن نرى قطاع البترول وشركاته في طليعة من يتحمل المسؤولية تجاه الظروف الراهنة.سَلِّم يا رب…والسلام.
#سقراط