يس محمد: كيف يتعامل الرجل الذي يتولى عرش الغاز مع كل هذه التحديات؟

يس محمد: كيف يتعامل الرجل الذي يتولى عرش الغاز مع كل هذه التحديات؟

في واحدة من أكثر الفترات تحديًا في تاريخ قطاع البترول المصري، يبرز دائماً اسم المهندس يس محمد، رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، كأحد القيادات الفاعلة التي تعمل بصمت وكفاءة بجوار وزير البترول ، في سبيل تأمين إمدادات الغاز الطبيعي، وضمان استقرار السوق المحلي، وتطوير البنية التحتية للقطاع، رغم الظروف الإقليمية والدولية المعقدة.

لا شك أن المهندس يس محمد يتحمل مسؤولية جسيمة في إدارة ملف الغاز الطبيعي في مصر، خصوصًا مع ما يشهده العالم من اضطرابات في سلاسل الإمداد، وتغيرات حادة في أسعار الطاقة، وتحديات داخلية تتعلق بزيادة الطلب، واحتياجات القطاعات المختلفة من الوقود.

وقد لعب يس محمد منذ توليه المسئولية دورًا محوريًا في التعاقد على مراكب التغييز (FSRUs)، والتي تمثل أحد الحلول الحيوية لتوفير الغاز المسال بسرعة وكفاءة، بما يضمن سد الفجوات بين الإنتاج المحلي والاستهلاك المتزايد، خاصة خلال فترات الذروة كفصل الصيف. هذه التعاقدات الاستراتيجية كانت نتاج مفاوضات دقيقة ورؤية استباقية، تعكس إدراكه العميق لحساسية المرحلة وأهمية التخطيط بعيد المدى.

وفي ظل ما تمر به البلاد من ضغوط اقتصادية متزايدة واحتياجات تنموية مستمرة، أظهر المهندس يس محمد قدرة نادرة على الموازنة بين الحفاظ على استقرار السوق المحلي وضمان استدامة الإمدادات، وبين إدارة الموارد المتاحة بكفاءة. ولم يكتف بإدارة الأزمة بل ربما أراد تحويلها إلى فرصة لتعزيز دور الغاز الطبيعي كركيزة أساسية للأمن القومي الاقتصادي ، لكن الظروف الحالية لا تسمح حتى لالتقاط الانفاس .

كما حرص على الشفافية في التحديات التي تواجه القطاع، من خلال تواصله المستمر، لتوضيح الحقائق، ورفع درجة الوعي العام، ومشاركة الرأي العام في الصورة الكاملة، وإن لم يظهر ذلك في حوارات ولقاءات صحفية ، لكنه يظهر مع كل تصريح أو اجتماع يضم المسئولين داخل القطاع وخارجه .

لكن من أبرز إنجازات يس محمد العمل على تطوير البنية لشركات الغاز التابعة لإيجاس، سواء من خلال دعم الكوادر البشرية وتدريبها على أحدث التقنيات، وأختيار الجيد منها والعمل على ترقيته أو عبر إدخال النظم الرقمية في متابعة الإنتاج والتوزيع وتحليل البيانات. وقد انعكس هذا التطوير في تحسين الأداء، وخفض معدلات الفقد والفاقد، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين والمصانع على حد سواء.

ويُحسب له أيضًا التواصل المستمر مع رؤساء الشركات التابعة ومتابعته الدقيقة لحالة الشبكات والبنية التحتية، مما ساهم في اكتشاف المشكلات مبكرًا والتعامل معها بشكل احترافي قبل أن تتفاقم.

ربما لا ينعزل المهندس يس محمد في مكتبه بإرادته ، في معظم الأرقات يكون مجبراً على ذلك لضخامة العمل وثقل الملفات ، لكن أيضاً عُرف عنه أنه من أكثر القيادات تواصلًا مع العاملين، حيث يحرص على حضور الاجتماعات الميدانية، وزيارة المواقع، وتقديم الدعم المعنوي والفني للعاملين. كما يُشيد به الجميع على احترامه للكوادر الشابة، وتشجيعه للكفاءات، ومتابعته الشخصية للملفات التي تمس الحياة اليومية للعاملين .

في ظل ما يشهده العالم من تقلبات، وفي وقت تتزايد فيه الضغوط على قطاع الطاقة عالميًا، فإن وجود المهندس يس محمد على رأس الشركة القابضة للغازات الطبيعية يمثل مكسبًا حقيقيًا لقطاع البترول. خاصةً وهو خير خلف للدكتور مجدي جلال الرئيس السابق لإيجاس، فهو ليس فقط إداري ناجح، بل يمتلك رؤية استراتيجية متكاملة، ومرونة في التعامل مع التحديات، وجرأة في اتخاذ القرارات التي تعكس حنكة وحس وطني عالٍ

المهندس يس محمد يعد نموذجًا فريدًا لقائد يُدير بالأمانة والمسؤولية والتخطيط الذكي. وبينما تواجه البلاد مرحلة دقيقة، فإن وجوده في هذا المنصب يعكس ثقة وزارة البترول في كفاءته، وقدرته على قيادة قاطرة الغاز نحو بر الأمان. هو رجل المرحلة بلا منازع، ويستحق أن يُذكر اسمه حين يُذكر الغاز في مصر، فهو من يعتلي عرشه الآن .

#سقراط