رأي شخصي… هل سيُؤجل منتدى التعدين إلى ما بعد افتتاح المتحف الكبير؟

رأي شخصي… هل سيُؤجل منتدى التعدين إلى ما بعد افتتاح المتحف الكبير؟

ما زلنا نعيش أجواء حرب عصيبة تهز أركان المنطقة بأكملها، حيث تسرح وتمرح الطائرات والمسيرات والصواريخ في السماوات. أصبحت الليالي سوداء مريرة، وباتت الأحياء السكنية والمرافق في البلدان المتحاربة تتعرض للقصف المباشر.

انتقلت الحرب الآن إلى تدمير البنية التحتية والمقدرات الاقتصادية، وبدأت ضربات مكثفة تطال حقول النفط والغاز بشكل مفزع. كما انقطعت تقريبًا إمدادات الغاز، بالتوازي مع ارتفاعات كبيرة في أسعار النفط والغاز عالميًا.

في خضم هذه الأجواء المشحونة والخطيرة، تتأهب قوات الدول الكبرى للدخول إلى المنطقة لبسط نفوذها بشكل أو بآخر، بعد أن بدأت الأمور تخرج عن السيطرة أو تتحول إلى ضربة موجعة تنتهي كما اعتدنا في جولات سابقة.
وفي هذا السياق، اتخذت الحكومة المصرية قرارًا تكتيكيًا رائعًا بإرجاء افتتاح “المتحف الكبير”، الذي كان مقررًا في الثالث من الشهر المقبل، إلى موعد لاحق.وهو تصرف سليم وواقعي يدل على وجود خلية أزمة تدرس جميع تداعيات الموقف، بما فيها الأجندة الدولية واحتمالات امتداد زمن الحرب لأسابيع.

وفي الوقت نفسه، نعلم أن منتدى التعدين المصري من المزمع عقده في ذات التوقيت تقريبًا، ولم يصدر حتى الآن أي تصريح رسمي يفيد بتأجيله أو تأكيد موعده.

الإصرار على عقد المنتدى في هذا التوقيت غير مبرر ويفرغه من مضمونه، لأن العالم منشغل بما ستؤول إليه الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، ولن تتشكل أي اتجاهات استثمارية جادة في هذه الظروف.

إضافة إلى ذلك، هناك مخاطر حقيقية تتعلق بالسفر في الأجواء الشرق أوسطية، فضلاً عن أن الشركات العالمية لن تكون مستعدة للتفاعل أو التفاعل مع مخرجات المنتدى في هذه اللحظة الحرجة.

كما تجدر الإشارة إلى أن الهيئة الاقتصادية الجديدة للتعدين لم يمضِ على تشكيلها سوى أيام قليلة، ولا نعلم ما إذا كانت اللائحة التنفيذية للقانون الجديد قد صدرت أم لا تزال قيد الإعداد.

أما من الناحية الأمنية، فهناك احتمال خطير يتمثل في استغلال هذا الحدث من قبل بعض النشطاء القادمين من الخارج لإحداث فوضى داخل البلاد تحت ستار حضور المنتدى. والوضع دقيق للغاية ولا يتحمل المراوغة أو الإلحاح في الإقناع، فالصورة واضحة وضوح الشمس.

قرار التأجيل سيكون قرارًا تكتيكيًا مرحليًا، ولا يعني التخلي عن فكرة المنتدى، وإنما يتعلق باختيار التوقيت المناسب لعقده، حتى تكون الفائدة حقيقية، لا مجرد إلقاء كلمات وتصوير إعلامي ينتهي بلا أثر.

لقد طالبنا سابقًا بتأجيل مؤتمر “MOIC” دون جدوى، فذهب كما أتى، دون بيان ختامي، وكأن شيئًا لم يكن. ولولا حضور الرئيس لمؤتمر “إيجيبس”، لكان أيضًا لقي نفس المصير.

نحن لا نبتغي سوى الصالح العام، ولسنا في منافسة على مصلحة أو منصب. ونثق في وطنية الوزير والمحيطين به، وندعوهم فقط إلى عدم التشبث بالرأي تحت دعاوى “الارتباطات الدولية” وما شابه.
فإذا كان افتتاح المتحف الكبير — وهو حدث عالمي جلل كان العالم بأسره يترقبه، وتم تحديد موعده منذ سنوات، بل وأُرسلت دعوات رئاسية لكبار قادة العالم — قد تأجل، فهل يكون منتدى التعدين أكثر أهمية؟.الإجابة لديكم…وقد انتهى دورنا.والسلام،

#سقراط