إيهاب رجائي… أين تسير العمليات؟ (تقرير)

إيهاب رجائي… أين تسير العمليات؟ (تقرير)

أوردت بعض المواقع الإخبارية خلال الأسبوع الماضي أن غرفة الطوارئ قد فُعلت في شركات الإنتاج، في ضوء تداعيات الأوضاع الراهنة التي تمر بها المنطقة. وقد أشار الخبر إلى ضرورة تواجد مدير عام العمليات بالحقول خلال تلك الفترة. والخبر في حد ذاته منطقي ولا غبار عليه، بل يعيد الاعتبار للدور الحقيقي لمنصب مدير العمليات داخل الشركات.

فمنذ أكثر من عامين، تم تهميش هذا المنصب بشكل واضح، لا سيما خلال الفترة الأخيرة، وذلك – فيما يبدو – رغبة في تقليص النفقات، إذ تم اتخاذ قرار بأن يتولى رئيس الشركة مهام مدير العمليات أيضًا. ولا نعلم تحديدًا من قدّم هذا الاقتراح وأقنع الوزير به، إلا أن نتائجه جاءت سلبية للغاية، حيث أدّت إلى زيادة فادحة في تكاليف العمليات، خاصة فيما يتعلق بحفر الآبار، بعد أن ظنّ بعض رؤساء الشركات أن أفكارهم “ملهمة” و”منزّلة من السماء”، على حدّ وصف البعض.

إعادة المنصب إلى سابق عهده تتطلب من المهندس إيهاب رجائي التدخل بقوة، لسد الشواغر في شركات الإنتاج، واختيار الشخصيات المناسبة بعيدًا عن معيار الأقدمية المطلقة، أو نهج “تكريم ما قبل التقاعد”. فالوضع الحالي لا يحتمل المجاملات؛ فكل موقع بات عليه دور محوري في معركة الحفاظ على الإنتاج بل وزيادته.

ومن الضروري أن يعقد المهندس رجائي اجتماعًا مع رؤساء الشركات ومديري العمليات – القدامى منهم والجدد – لوضع خطوط واضحة تنظم العلاقة بين الجانبين، وتحدد آليات اتخاذ القرار، وفك شيفرة الخلاف الدائم بين المنصبين. ويجب أن يُدرك كل رئيس شركة أنه ليس صاحب القرار الأوحد في جميع التخصصات داخل شركته، وأن يتيح لمساعديه ومرؤوسيه مساحة من الحرية في الحركة واتخاذ القرار، وذلك في إطار السياسات العامة ونطاق الموازنات المعتمدة.

كما نأمل أن يتم تشكيل لجنة إدارية رفيعة المستوى لدراسة أوضاع مديري الحقول الشباب، الذين تعرضوا خلال السنوات الماضية للتهميش دون أسباب منطقية. فهؤلاء هم وقود العمل وقادة المستقبل، ويستحقون الدعم والتأهيل والتصعيد. ومن هنا، نتوجه إلى المهندس عمرو توفيق والدكتور عبد المنعم حجازي، بضرورة دراسة هذا الملف داخل شركتهم، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، فشبابنا ثروة حقيقية لا يجوز التفريط فيها، وأنتم تملكون من الخبرة والحنكة ما يؤهلكم لصيانة أغلى ما نملك: الثروة البشرية المؤهلة.

ننتظر من المهندس إيهاب رجائي إطلاق حركة قوية لمديري العمليات، تعيد للشركات توازنها، وتدفع بعجلة العمل إلى الأمام، وتحدد المهام والأهداف بوضوح. فجميعنا في قارب واحد، نُواجه التحديات بالعزيمة، والعلم، والإرادة.وما أكثر ما يحيط بنا من شدائد ومحن في هذا الزمن.

المستقبل البترولي