تقرير: ما أسباب ارتفاع حوادث النفط؟

تقرير: ما أسباب ارتفاع حوادث النفط؟

المتابع للشأن البترولي يعرف كثيرًا عن إيجابياته وسلبياته، ولكن عامة الناس لا يرون إلا ما يظهر أمامهم فقط. وما يظهر أمامهم هو مجموعة من الحوادث الغريبة والمميتة في أحيان كثيرة.

التعامل مع المواد البترولية وخطوط نقل الغاز والمنتجات يتطلب نوعًا مختلفًا من أساليب التعامل، لأنها تحوي مواد سريعة الاشتعال، وليس بالضرورة من اللهب المباشر، وإنما تتحكم فيها عوامل أخرى مثل ضغط البخار ودرجة الحرارة وتفريغ الشحنات الأرضية ودورية الصيانة.

كل هذا يتطلب العلم والدراسة في المقام الأول، ثم تأتي الإمكانيات والتكنولوجيا ثانيًا، ويتبعها ثالثًا التدريب والتلقين واحترام القوانين. هذا هو “مثلث السلامة”. وبدون تطبيق هذا المثلث يتولد لدينا تلقائيًا “مثلث الحريق” المعروف للجميع، وتندلع الحرائق.

التزامن مع الحدث هو من أهم العوامل التي يمكن من خلالها تلافي وقوع الحرائق أو الحوادث، بتحقيق أهم ضلع في مثلث السلامة، وهو المتابعة. ولكننا نعرف يقينًا أن مسؤولي السلامة في شركاتنا قد آثر كثير منهم عدم التدخل في التفاصيل، واكتفوا بتأمين خطواتهم الإدارية والورقية، دون متابعة فعالة لما يجري على الأرض.

وقد يقول قائل إن هذا خطأ سائق متهور أو خلافه. نعم، ولكن هذا لا ينفي وجوب تطبيق العديد من الإجراءات التي يمكنها التحكم في نوعية السائق وتصرفاته، مهما شابها من رعونة. وتكنولوجيا الاتصالات والتكنولوجيا أتاحت ذلك وبأقل التكاليف.

ونتذكر أن مجموعة من العاملين (مقاول) بشركة “سوكو” قد تعرضوا لحادث مؤلم قبل عدة شهور، أودى بحياة بعضهم، ولم يحرك مدير السلامة بالشركة ساكنًا بدعوى أن السيارة ليست تابعة للشركة. منطق مغلوط، ويؤدي إلى الإساءة إلى قطاع البترول بأكمله، وكانت إقالته واجبة، وفي نفس يوم الحادث.

منظومة السلامة في أي شركة تمتد إلى مقاوليها حتى وصولهم إلى غايتهم، ويجب أن تتغير استراتيجية التعامل مع مثل هذه الأمور مستقبلًا بطريقة “عملية” و”لوجستية”، لا عن طريق المحاضرات وورش العمل عديمة الفائدة، وبعيدًا عن نظرية المؤامرة، لأنها أسهل طريق للتنصل من المسؤولية.

المستقبل البترولي