العيد وقصة .. سيد سالم

العيد وقصة .. سيد سالم

 

العيد ،، وحكاية :
كعادته كل يوم كان صاحبنا منشغلا بعمله فى مكتبه وفى هذا اليوم من العام ألفين وخمسه ميلادى ، إجتمع مع فريق من المهندسين والجيولوجيين العاملين معه وكذلك ممثل الشريك الاجنبى ، يتباحثون فى امكانية زيادة انتاج شركة البترول التى يرأسها وذلك من خلال دراسة واعتماد أماكن آبار جديدة ؛ أعدت لها التقارير الفنيه والخرائط المفصله بغية مضاعفة الإنتاج وزيادة الاحتياطى المؤكد من الخام لهذه الشركة الناشئة والتى تولى رئاستها منذ أقل من عام ، وعند منتصف النهار إستأذنه أحد المديرين فى الإنصراف للضرورة ، فاستفسر صاحبنا عن هذه الضرورة التى تستوجب إنصرافه قبل نهاية هذا الاجتماع المهم ، فأخبره بانه يريد الذهاب إلى قسم الشرطة ليقدم طلب التسجيل فى حج القرعة وان اليوم هو آخر أيام التسجيل ؛ فسمح له بالانصراف متمنيا له كل التوفيق . إنتهى الإجتماع بعد ان تم الاتفاق على مواقع الابار وجداول التنفيذ وأولوياته ، وتلى ذلك اجتماع آخر مع ادارات المالية والعمليات والمهمات لاستكمال مناقشة الموازنات ذات العلاقة والإعداد للمناقصات اللازمة . ثم عاد صاحبنا إلى مكتبه وتناول ملف لكى ينظره ، لكنه فجأة ودون سابق إندار هب واقفاً وأخذ يتذكر بأنه لم يحج حتى وقته هذا ، وانه منشغل بامور كثيره لم يكن الحج من بينها !! رغم أنه قد تعدى الخمسين عاما من عمره وانه لحج البيت مستطيع ؛ فهل هذا يجوز !!! أفهل يجوز ذلك ؟؟ ،، فما هى إلا لحظات وقد انطلق كالسهم خارجاً من مكتبه وأخبر سائقه على عجل ،،، أن إذهب بنا إلى قسم الشرطة فى أسرع وقت . فأسرع السائق مرتبكاً يحاول الوفاء بما أمر به وقال ؛ المشكله بس عند الميدان جنب جامع فاروق ، وقد صدق حدثه ففى ذلك الميدان أحاطت بنا السيارات من كل جانب حتى توقفت الحركة تماماً . عندئذ ترجل من السيارة صاحبنا الذى هو أنا وأسرعت مهرولا إلى قسم شرطة المعادى القريب ، حيث وجدت الموظف المدنى يغلق باب مكتبه هامًا بالمغادرة وهو يتحدث بحده مع شخص آخر .. وفى لهفة طلبت منه تسجيلى فى قرعة الحج فأجابني دون ان يلتفت إلى قائلاً بصوت مرتفع ” التسجيل إنتهى وقفلنا ” ثم واصل حديثة الحاد مع الشخص الآخر فيما يشبه العتاب ، فتركته على الفور حرصاً على الدقائق القليلة المتبقية قبل مغادرته لقسم الشرطة ، واتجهت إلى السيد مأمور القسم الذى تفهم الأمر بعد أن شرحته له فى عجاله ؛ واستدعى الأخ الموظف من عند باب الخروج ، وأمره باتخاذ اللازم نحو تسجيلى ؛ فشكرت له حسن صنيعه ، وتم التسجيل وكان بفضل الله تسجيلاً مباركاً فيه ، حيث كنت واحداً من حجاج بيت الله الحرام لذلك العام ،،، وانهمرت دموعى غزيرة عندما لمست قدماى صحن الكعبة المشرفة ورأتها لأول مرة عيناى … عندما حل العام التالى سنة ألفين وسته ميلادى ؛ كنا بعون الله وجهد العاملين بمختلف تخصصاتهم قد حفرنا عدداً من الآبار حققنا بها طفرة فى إنتاج شركة نوربيتكو للبترول ، حيث ضاعفنا الإنتاج خمس مرات ، وحصلنا على درع التميز للإنتاج فى عيد البترول لذلك العام .
إخوتى وأخواتى الأعزاء اليوم الاربعاء يوم التروية وغدا الخميس يوم عرفة فيه يقف المسلمين جنباً إلى جنب كلهم سواسية لا فرق بين عربى وعجمى أو غنى وفقير أو أمير وأجير كلهم يبتغون فضل الله ومغفرته . فاللهم زدنا من فضلك وإحسانك واغفر لنا زنوبنا بكرمك يا كريم وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ،
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ،
لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
هذا وبإذن الله تعالى سيهل علينا فى يوم الجمعة ؛ عيد الأضحى المبارك بالخير واليمن والبركات ، فكل عام وحضراتكم جميعاً بخير وفى أحسن حال .

كاتب المقال : مهندس سيد سالم -رئيس شركة خالده للبترول الاسبق 
———————————