رأي شخصي: خالد موافي وتأثير بتروبل

أثار عدم ظهور اسم المهندس خالد موافي في حركة الترقيات الأخيرة للمساعدين تساؤلات متعددة، كونه يُعد واحدًا من الجيل القديم، وله تاريخ طويل وقوي في شركة “خالدة”، ثم فترة عمله في “إيجاس”. وتبدو فترة توليه المسؤولية في بتروبل هادئة إلى حد بعيد، لا يشوبها ضجيج أو مشاكل، سوى ما يثار حول إنتاج الغاز، الذي أزاح حلم الاكتفاء الذاتي من الإنتاج المحلي من مشهد حياتنا، وإن كان لا يتحمل كامل المسؤولية عن ذلك.
لكن المُدهش هو تجاهل اسم رئيس بتروبل، وكأنها من عوام الشركات! ومهما حدث، ومهما مرّ الزمان، تظل بتروبل ذات هوية خاصة، وقلعة حصينة تضم خيرة رجال البترول في برّ مصر وبحرها، وبها من التاريخ والخبرة وملاحم العمل المجيد ما يملأ الدفاتر.
قواعد العمل في حقولها الممتدة في صحارى وبحار مصر تشبه قواعد الجيوش الكبرى: تعج بالعاملين والمعدات والآلات والسيارات، بانضباط لا يعرف الاعوجاج، وبقواعد صارمة لا تحتمل الجدل أو النقاش. لا يُسمَع فيها صوت إلا هدير الحفارات وأجهزة الإنتاج.
رئيس بتروبل ليس مجرد رئيس شركة، بل هو قائد لجهاز مدني–فني–استراتيجي–اقتصادي كبير.
كان رؤساء هذه الشركة يُعامَلون كمرشحين لكرسي الوزارة، وربما لأبعد من ذلك.
الجيولوجي أحمد عبد الحليم، على سبيل المثال، كان الصديق المقرب للكيميائي عبد الهادي قنديل ومستشاره الأول في إدارة شؤون القطاع بأكمله، لا يفارقه في أي خطوة.
وكان الدكتور فاروق قناوي، وإبراهيم الشافعي، وعبد العليم طه، قيادات تهتزّ الأرض تحت أقدامهم، وكثيرون من قادة بتروبل سطّروا قواعد العمل في قطاع البترول، وكانوا من أوائل المؤسسين لهذا النظام المتماسك.
نقول هذا لأن بتروبل لم تتغير، حتى وإن جار الزمن على إنتاجها، فهي شركة عريقة ضاربة في الجذور. ورئيسها يجب أن يكون دائمًا في صدارة المشهد، قويًا، حافظًا للعهد، ويتمتع بكل أنواع المساندة، طالما أنه باقٍ على كرسيه ويتحمّل مسؤوليته بأمانة.
حديثنا ليس عن أشخاص، فالأشخاص يمكن أن يتغيروا، لكن التاريخ والقوة المعاصرة لا بد أن يُتعامل معهما بما يستحقان من تقدير. تدعيم القيادة – أياً كان اسمها – وتقويتها هو عنوان لشركة قوية قادرة، وهو ليس منحة من أحد، بل انحياز حقيقي للمصلحة الوطنية أولاً وأخيرًا. أما إضعافها، فهو مقامرة بخسارة الثوابت، وتلك إن ضاعت، لن تعود.والسلام،
#سقراط