تقرير: الإدارات الصحية في مؤسساتنا والقانون رقم 73

تقرير: الإدارات الصحية في مؤسساتنا والقانون رقم 73

تظل صحتنا هي التاج الذي يزين رؤوسنا، وبدونها تحلّ المهانة والموت. لم يُقصّر قطاع البترول في حقّ عامليه وأبنائه، وحتى المتقاعدين منهم، في تقديم هذه الخدمة التي لا يختلف عليها اثنان، ولا تجدها بهذه الكفاءة والقوة إلا في قطاع البترول.

كتيبة الأطباء في قطاع البترول هم بحق من ينطبق عليهم القول: “فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى”، فهم يعملون في صمت، وبلا ضجيج. لا تجد لهم مطالب، ولا ينازعونك في الأمر مهما كانت الأسباب، ويتحملون عصبيتك وقلقك بقلوبٍ ونفوسٍ راضية. وجودهم في الشركات مبعث طمأنينة، وملجأ لكل مرهق أو موجوع. يقابلونك بابتسامة طمأنينة وكلمات معدودة: “خير إن شاء الله؟”، ويودعونك بابتسامة أمل: “ألف سلامة عليك”.

هؤلاء هم الجيش الأبيض في قطاع البترول، يدخلون أعمالهم في هدوء، ويخرجون منها في صمت أشد، لا يحتاجون إلى أغانٍ ولا تستقبلهم مكبرات الصوت تهتف بالأناشيد أو تودعهم بها. متواجدون على رأس العمل في الصحاري والبحار، في كل وقت على مدار اليوم. منهم الكثير من النماذج المضيئة في جميع شركات القطاع، شبابًا وشيوخًا، في قطاعات الاستثمار أو القطاع العام، جميعهم جنود يشكّلون جبهة داخلية صلبة، عبرت بالعاملين في فترة الوباء إلى برّ الأمان، في ملحمة لن ينساها التاريخ لهم.

ومن منطلق ثقتنا المطلقة فيهم، فإننا نتوجه إليهم ببعض التساؤلات التي تُلحّ علينا، خاصةً بعد أن أصبحت استغاثات المفصولين بالقانون ٧٣ تصمّ الآذان، من كثرة التظلمات والشكاوى.

هل هناك مخرج لبعض المظلومين بالفعل، نتيجة سجلهم الطبي المتوافر في كل شركة؟ وهل تُفلح بيانات هذا السجل في تبرئة ساحة بعض المتضررين من هذا القانون، لتصبح بارقة أمل لهم بعد طول عذاب؟

ندرك أن هذا الموضوع تحيط به محددات قانونية وتشريعية معقدة، وأن الطعون الدستورية عليه هي من اختصاص الهيئات، لا الأفراد، لكننا نحاول أن نجد أي منفذ أمل لهؤلاء.
سؤال نرجو أن نجد له إجابة.

تحية تقدير واعتزاز لكتيبة الأطباء بقطاع البترول، وأسمائهم اللامعة في سمائه، بدءًا من الدكتور أحمد شيرين ومصطفى إسماعيل وعبدالقوي كروش وماجد صقر وعلاء طرم بهيئة البترول، وشيرين عبد اللطيف في “إيجاس”، وعمرو مهدي في سيدبك وانتهاءً بجيل الشباب: خالد بكري في “عجيبة”، ومروة فخري عيد في “إنبي”، وهيثم في “إيلاب”، وعماد الدين علي في “العلمين”،ومي صلاح في إيكم ، وأحمد شريبه في شركة غازتكوالدكتور خالد في عجيبه، وغيرهم كثيرون من هذه الكوكبة الناصعة البياض، الحاملة وسام الأمانة في هذا القطاع العريق.

المستقبل البترولي