شخصيات: هاني ضاحي.. الرجل الذي يضفي جاذبية على المنصب

شخصيات: هاني ضاحي.. الرجل الذي يضفي جاذبية على المنصب

يتحرك قطار العمر نحو محطات بارزة في رحلة الزمن الطويل، وتظل محطة المهندس “هاني ضاحي” واحدة من تلك المحطات المحورية، حيث تتقاطع فيها الاتجاهات وتزدحم فيها الأحداث، لكنها – وعلى الرغم من زخمها – تبقى محطة منضبطة، لا تقديم فيها ولا تأخير، لا تهاون فيها ولا تقصير، لكل شيء فيها موعد ومقدار، كساعة ثمينة تعمل بدقة متناهية.

رجل يعرف للعلم قدره، وللخبرة قيمتها. آمن بأن الحياة المهنية الناجحة تقوم على التدريب المستمر والتحديث المنهجي. تعامل مع معطيات العمل والحياة بحرفية بالغة، مدفوعًا بعلم غزير، وهدوء شخصي أرستقراطي، مترفّع عن الصغائر، ومؤمن بأن العمل الحقيقي لا يحتاج ضجيجًا.

في “بتروجت”: الأب الروحي ومهندس النهضة:-

في شركة بتروجت، حيث نشأ وترعرع مهنيًا، كان بمثابة الأب الروحي للمؤسسة. قاد قطاعاتها المختلفة بأسلوب إداري علمي، ساهم في تطوير بنيتها التحتية، وإعادة هيكلتها على أسس حديثة. ترأس مجلس إدارتها، وترك بصمة واضحة في تحديث أساليب العمل، وتوسيع نشاط الشركة إقليميًا، لتصبح أحد الأذرع التنفيذية الأقوى في قطاع البترول والمشروعات القومية.

في “إنبي” و”صان مصر”: فترات قصيرة…لكنها مؤثرة:-

مرّ ضاحي بـ”إنبي” و”صان مصر”، ورغم قصر المدة، إلا أن بصماته كانت واضحة في تعزيز ثقافة الجودة، والارتقاء بالمستوى المهني للعاملين، والإسهام في إعداد كوادر هندسية واعية مدربة، تعي متطلبات السوق المحلي والدولي.

رئيسًا لهيئة البترول: استعادة الهيبة والرؤية:-

عندما تولى رئاسة الهيئة العامة للبترول، أعاد للهيئة بريقها وهيبتها. قادها في واحدة من أصعب الفترات الاقتصادية التي مرت بها البلاد، وتمكن من تنظيم سوق المنتجات البترولية، وتحسين منظومة التوزيع، ورفع كفاءة الأداء المالي والإداري.
أعاد للمنصب طابعه المؤسسي الذي ميّز رموزه الكبار مثل الدكتور إبراهيم البنبي والدكتور مصطفى شعراوي والمهندس محمد طويلة. نظم دولاب العمل بمنهجية علمية واضحة، عكس من خلالها قدرته المتميزة في علم الإدارة والتخطيط، والتي حصل فيها على أعلى الدرجات الأكاديمية.

وزيرًا للنقل: مواجهة التحديات بمنظور علمي

عُيّن وزيرًا للنقل في حكومة المهندس إبراهيم محلب، وهو اختيار عكس ثقة الدولة والمجتمع في قدراته. تصدى لأصعب الملفات، أبرزها ملف تطوير السكك الحديدية، والبنية الأساسية للموانئ والنقل البحري، وإعادة تنظيم منظومة النقل العام. وضع خططًا تطويرية كانت نواة لبرامج الإصلاح المستقبلي في هذا القطاع الحيوي.

في قلب العمل العام والنقابي

بعد خروجه من الوزارة، لم يبتعد عن الساحة العامة، بل كان دائم الحضور والتأثير. انتُخب نقيبًا للمهندسين، ونجح في إعادة ضبط مسار النقابة الأكبر في مصر، وعمل على رفع كفاءة المهندسين، وتحسين أوضاعهم المهنية والتدريبية، وتوسيع مظلة الخدمات المقدمة لهم.

كما شارك في مجالس الأعمال المصرية الأجنبية، والغرف التجارية المتخصصة، وترأس شركات كبرى في مجالات البناء والتشييد، وكان مستشارًا فنيًا للعديد من المشروعات القومية. جسّد نموذج “المؤسسة المتكاملة” لشخص واحد، جمع بين العلم والخبرة، والحنكة والدبلوماسية، والمهنية والرؤية الوطنية.

مفاوض دبلوماسي :-

في ظل الأزمة الاقتصادية التي أعقبت أحداث يناير 2011، برز هاني ضاحي كدبلوماسي من الطراز الأول، عندما أدار ملف تأمين احتياجات مصر من المواد البترولية من الدول الشقيقة، وعلى رأسها الجزائر، ونجح باقتدار في تأمين الإمدادات في أصعب الفترات، وهو ما يُعد إنجازًا وطنيًا عظيمًا.

كما تولّى مؤقتًا إدارة وزارة البترول عقب سفر الوزير الراحل شريف إسماعيل للعلاج، وهي فترة حساسة أدارها بحكمة وثقة واستقرار.

هاني ضاحي : القيادة الهادئة الناضجة

اسم هاني ضاحي ظل ولا يزال لامعًا في كل موقع شغله، وترك أثرًا لا يُمحى في كل مؤسسة مرّ بها، حتى بات واحدًا من رموز قطاع البترول والعمل العام في مصر. لم يكن مجرد مسؤول، بل كان قدوة في الانضباط، رمزًا للقيادة الهادئة الناضجة، التي تؤمن بأن القيمة في العمل، لا في العنوان، وفي الأثر، لا في الضجيج.

نقف أمام هذه الشخصية الهامة ذات التنوع والثراء الكبير، لنتأمل ونتعلم كيف تكون القيادة الحقيقية: رؤية، وعلم، وأخلاق، وهدوء، وثمار يانعة.

تحياتنا وتقديرنا لواحد من أبناء مصر المخلصين، الذي أعطى للوطن والمهنة “ولايزال يعطي من خلال موقعه مرئيس لأكبر شركة لصناعة الأسمدة”، كل ما استطاع من أيام عمره وجهده، وأعاد للعلم والتخطيط والتدريب مكانتهم، وللمنصب وقاره وهيبته وأرستقراطيته،،، والسلام،،

#سقراط شخصيات…هاني ضاحي..الرجل الذي يجعل للمنصب بريق

يتحرك قطار العمر نحو محطات بارزة في رحلة الزمن الطويل، وتظل محطة المهندس “هاني ضاحي” واحدة من تلك المحطات المحورية، حيث تتقاطع فيها الاتجاهات وتزدحم فيها الأحداث، لكنها – وعلى الرغم من زخمها – تبقى محطة منضبطة، لا تقديم فيها ولا تأخير، لا تهاون فيها ولا تقصير، لكل شيء فيها موعد ومقدار، كساعة ثمينة تعمل بدقة متناهية.

رجل يعرف للعلم قدره، وللخبرة قيمتها. آمن بأن الحياة المهنية الناجحة تقوم على التدريب المستمر والتحديث المنهجي. تعامل مع معطيات العمل والحياة بحرفية بالغة، مدفوعًا بعلم غزير، وهدوء شخصي أرستقراطي، مترفّع عن الصغائر، ومؤمن بأن العمل الحقيقي لا يحتاج ضجيجًا.

في “بتروجت”: الأب الروحي ومهندس النهضة:-

في شركة بتروجت، حيث نشأ وترعرع مهنيًا، كان بمثابة الأب الروحي للمؤسسة. قاد قطاعاتها المختلفة بأسلوب إداري علمي، ساهم في تطوير بنيتها التحتية، وإعادة هيكلتها على أسس حديثة. ترأس مجلس إدارتها، وترك بصمة واضحة في تحديث أساليب العمل، وتوسيع نشاط الشركة إقليميًا، لتصبح أحد الأذرع التنفيذية الأقوى في قطاع البترول والمشروعات القومية.

في “إنبي” و”صان مصر”: فترات قصيرة…لكنها مؤثرة:-

مرّ ضاحي بـ”إنبي” و”صان مصر”، ورغم قصر المدة، إلا أن بصماته كانت واضحة في تعزيز ثقافة الجودة، والارتقاء بالمستوى المهني للعاملين، والإسهام في إعداد كوادر هندسية واعية مدربة، تعي متطلبات السوق المحلي والدولي.

رئيسًا لهيئة البترول: استعادة الهيبة والرؤية:-

عندما تولى رئاسة الهيئة العامة للبترول، أعاد للهيئة بريقها وهيبتها. قادها في واحدة من أصعب الفترات الاقتصادية التي مرت بها البلاد، وتمكن من تنظيم سوق المنتجات البترولية، وتحسين منظومة التوزيع، ورفع كفاءة الأداء المالي والإداري.
أعاد للمنصب طابعه المؤسسي الذي ميّز رموزه الكبار مثل الدكتور إبراهيم البنبي والدكتور مصطفى شعراوي والمهندس محمد طويلة. نظم دولاب العمل بمنهجية علمية واضحة، عكس من خلالها قدرته المتميزة في علم الإدارة والتخطيط، والتي حصل فيها على أعلى الدرجات الأكاديمية.

وزيرًا للنقل: مواجهة التحديات بمنظور علمي

عُيّن وزيرًا للنقل في حكومة المهندس إبراهيم محلب، وهو اختيار عكس ثقة الدولة والمجتمع في قدراته. تصدى لأصعب الملفات، أبرزها ملف تطوير السكك الحديدية، والبنية الأساسية للموانئ والنقل البحري، وإعادة تنظيم منظومة النقل العام. وضع خططًا تطويرية كانت نواة لبرامج الإصلاح المستقبلي في هذا القطاع الحيوي.

في قلب العمل العام والنقابي

بعد خروجه من الوزارة، لم يبتعد عن الساحة العامة، بل كان دائم الحضور والتأثير. انتُخب نقيبًا للمهندسين، ونجح في إعادة ضبط مسار النقابة الأكبر في مصر، وعمل على رفع كفاءة المهندسين، وتحسين أوضاعهم المهنية والتدريبية، وتوسيع مظلة الخدمات المقدمة لهم.

كما شارك في مجالس الأعمال المصرية الأجنبية، والغرف التجارية المتخصصة، وترأس شركات كبرى في مجالات البناء والتشييد، وكان مستشارًا فنيًا للعديد من المشروعات القومية. جسّد نموذج “المؤسسة المتكاملة” لشخص واحد، جمع بين العلم والخبرة، والحنكة والدبلوماسية، والمهنية والرؤية الوطنية.

مفاوض دبلوماسي :-

في ظل الأزمة الاقتصادية التي أعقبت أحداث يناير 2011، برز هاني ضاحي كدبلوماسي من الطراز الأول، عندما أدار ملف تأمين احتياجات مصر من المواد البترولية من الدول الشقيقة، وعلى رأسها الجزائر، ونجح باقتدار في تأمين الإمدادات في أصعب الفترات، وهو ما يُعد إنجازًا وطنيًا عظيمًا.

كما تولّى مؤقتًا إدارة وزارة البترول عقب سفر الوزير الراحل شريف إسماعيل للعلاج، وهي فترة حساسة أدارها بحكمة وثقة واستقرار.

هاني ضاحي : القيادة الهادئة الناضجة

اسم هاني ضاحي ظل ولا يزال لامعًا في كل موقع شغله، وترك أثرًا لا يُمحى في كل مؤسسة مرّ بها، حتى بات واحدًا من رموز قطاع البترول والعمل العام في مصر. لم يكن مجرد مسؤول، بل كان قدوة في الانضباط، رمزًا للقيادة الهادئة الناضجة، التي تؤمن بأن القيمة في العمل، لا في العنوان، وفي الأثر، لا في الضجيج.

نقف أمام هذه الشخصية الهامة ذات التنوع والثراء الكبير، لنتأمل ونتعلم كيف تكون القيادة الحقيقية: رؤية، وعلم، وأخلاق، وهدوء، وثمار يانعة.

تحياتنا وتقديرنا لواحد من أبناء مصر المخلصين، الذي أعطى للوطن والمهنة “ولايزال يعطي من خلال موقعه مرئيس لأكبر شركة لصناعة الأسمدة”، كل ما استطاع من أيام عمره وجهده، وأعاد للعلم والتخطيط والتدريب مكانتهم، وللمنصب وقاره وهيبته وأرستقراطيته،،، والسلام،،

#سقراط