حياة بشار الأسد في موسكو: منفى فاخر ومبالغ ضخمة من الدولارات تكشفها التسريبات

كشف تقرير فرنسي جديد كيف يعيش الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد حياة غامضة محاطة بالثراء والسرية بين ناطحات السحاب اللامعة غرب العاصمة الروسية.
وبحسب التقرير الذي نُسب إلى صحفي روسي، استقرت عائلة الأسد منذ ديسمبر الماضي في شقة فاخرة ضمن مجمع “مدينة العواصم” الذي يُعرف بارتفاع الإيجارات فيه وخصوصيته الأمنية العالية، حيث لا يسكنه سوى الأثرياء وكبار الشخصيات السياسية والمالية.
وقال الصحفي الروسي لقناة “فرانس إنفو”، طالبا عدم الكشف عن اسمه: “الإيجارات في هذه المنطقة خيالية، ولا يقطنها سوى أبناء الطبقة الثرية. من الواضح أن عائلة الأسد لم تغادر سوريا خاوية الوفاض”.
وتُقدّر قيمة الشقة الواحدة في هذا المجمع بنحو 1.9 مليون دولار لمساحة 119 مترا مربعا فقط، بحسب مواقع العقارات الروسية.
أطنان من الدولارات
ووفقا للتقرير، لم تصل عائلة الأسد إلى روسيا خالية الوفاض.
ويُؤكد الباحث في البرنامج السوري للتطوير القانوني في لندن إياد حامد، أن العائلة بدأت منذ سنوات نقل أصولها إلى موسكو، من خلال شراء العقارات وتأسيس الشركات، وفق ما قاله للقناة الفرنسية.
وتُفيد تقارير إعلامية أن بين مارس 2018 وسبتمبر 2019، شُحنت إلى روسيا مبالغ بقيمة 250 مليون دولار(220 مليون يورو)، عبر عدة رحلات جوية هبطت في العاصمة الروسية، محمّلة بفئات نقدية صغيرة من فئة 100 و500 دولار، وأطنان من النقود.
وفي عام 2022، قُدّرت ثروة العائلة بما لا يقل عن ملياري دولار، وهذا المبلغ يكفي لإعالة أبناء الأسد: حافظ (24 عاما)، وزين (21 عاما)، وكريم (20 عاما).
من جهته، يرى الخبير المتخصص في الشأن السوري والذي التقى الأسد عام 2016، فابريس بالانش، أن الكرملين فرض عليه العزلة، وقال في حديث لـ”فرانس إنفو”: “من المرجح أن الأسد خاضع لحماية ومراقبة الأجهزة الأمنية الروسية، ويُمنع من الظهور العلني. تحركاته محدودة للغاية، خصوصا أن حيّ مدينة العواصم يُستهدف من حين لآخر بهجمات بطائرات أوكرانية مسيّرة”.
أمّا حافظ، الابن الأكبر لبشار، فيُقدّم لمحات نادرة عن حياته في المنفى عبر وسائل التواصل الاجتماعي. في 12 فبراير، ظهر في مقطع فيديو وهو يتجول قرب جسر البولشوي القريب من الكرملين.
وبعد 4 أيام، نشر صورة له أمام جامعة لومونوسوف الحكومية، وناقش أطروحته في الرياضيات داخل هذا الصرح العلمي الروسي المرموق.
وتعيد هذه التسريبات تسليط الضوء على الفجوة بين شعارات “الصمود” التي رددها النظام لعقود، والحقيقة المعيشية لعائلة الأسد اليوم من أموال طائلة، وعيش فاخر، ومنفى آمن في موسكو، فيما تعاني سوريا من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وأغلب شعبها بين لاجئ أو نازح أو محروم من أبسط مقومات الحياة.
مواضيع ذات صلة
(ترجمات)