فيديو – هل تلوح في الأفق حرب شاملة بين إسرائيل وإيران؟

تزايدت التحذيرات في الساعات الأخيرة من اندلاع مواجهة عسكرية شاملة بين إسرائيل وإيران، خصوصًا بعد نشر تقرير أميركي استخباراتي، ما يُنذر باقتراب صراع أوسع بين الطرفين.

وبحسب تقرير لمجلة “نيوزويك” الأميركية، تتصاعد حدة التهديدات بين الجانبين، وذلك مع استمرار التصعيد ما قد يدفع إلى صراع عسكري مباشر يشمل قوًى إقليمية ودولية، ويهدد بإشعال المنطقة، خصوصًا إذا تضررت إمدادات الطاقة العالمية.

وأشارت المجلة إلى أنّ إيران طلبت مؤخرًا آلاف الأطنان من “بيروكلورات الأمونيوم” من الصين، وهي مادة أساسية لإنتاج الصواريخ الباليستية العاملة بالوقود الصلب، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدراتها العسكرية، في وقت كشفت فيه تل أبيب عن تدريبات عسكرية تحاكي هجمات محتملة تستمر لأيام عدة ضد أهداف داخل إيران.

إشعال المنطقة

في هذا السياق، قال الدبلوماسي الإيراني السابق الدكتور عباس خاميار، إنّ اندلاع الحرب سيكون كارثيًا على المنطقة، معتبرًا أنّ “من يسعى لتأجيج الصراع هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يستخدم لغة الحرب للهرب من أزماته الداخلية وتوحيد الشارع الإسرائيلي المشتت”.

وأضاف خلال برنامج ” الليلة” مع الإعلامية آسيا هشام عبر قناة ومنصة “”، أنّ إيران لا تسعى للحرب، لكنها “تملك الحق في الدفاع عن نفسها والاستعداد لأيّ عدوان محتمل”، مشيرًا إلى أنّ “شراء المعدات أو تصنيع الصواريخ لا يعني أننا في طريقنا للهجوم، بل على العكس، هو إجراء وقائي مشروع في مواجهة تهديدات متواصلة”.

وأضاف أنّ “إيران ملتزمة بالفتوى الدينية التي تحرّم تصنيع أو استخدام السلاح النووي، ومن يقول غير ذلك إما جاهل أو يروّج لأكاذيب معروفة”، نافيًا وجود أيّ قناة اتصال مباشرة بين طهران وتل أبيب، ومشددًا على أنّ “إسرائيل لا تملك الشجاعة على تنفيذ هجوم من دون غطاء أميركي مباشر”.

ولفت خاميار إلى أنّ “إيران قوية بدفاعها، وليست بحاجة إلى إثبات ذلك بحرب. وجود مئات آلاف الزوار العرب في طهران يوميًا خير دليل على أمن البلاد”، مضيفًا، أنّ “الولايات المتحدة تفاوض إيران لأنها تعلم أنها ليست دولة ضعيفة، وكل ما يُقال خارج هذا السياق مجرد حرب نفسية مكشوفة”.

مواضيع ذات صلةعقوبات أميركية جديدة على كيانات متصلة بإيراناجتماع أميركي – صيني في لندن بهذا الموعد “تطور خطير”.. هدنة لبنان على شفا الانهيار بعد التصعيد الإسرائيلي

استغلال الانقسام

من جهته، اعتبر العضو الجمهوري والمستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية حازم الغبرة، أنّ “إيران تتعامل بعقلية عدوانية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل، وتظن أنّ الانقسام الداخلي الأميركي فرصة لتمرير أجندتها النووية”.

وأشار الغبرة إلى أنّ “البيت الأبيض يفضّل الحلول الدبلوماسية، وقدّم بالفعل ما وصفه ببرميل من الجزر لطهران، لكنّ القيادة الإيرانية ما زالت تتخبط في تصريحاتها، فتارة يتحدث المرشد بلغة تصعيدية، وتارة ينفي الرئيس أو وزير الخارجية تلك التصريحات”، مضيفًا أنّ “غياب التماسك داخل السلطة الإيرانية، يؤكد أنها غير جاهزة لأيّ تسوية سياسية حقيقية”.

وتابع الغبرة، “اليوم إيران تعاني اقتصاديًا، الريال الإيراني انهار، والمواطن يعيش ظروفًا خانقة، لكنّ النظام يواصل ضخ الأموال في الصواريخ والميليشيات”، مشيرًا إلى أنّ الردع الإسرائيلي وصل إلى قلب طهران، وأجهزة الاستخبارات الدولية أثبتت قدرتها على اختراق العمق الإيراني، وهو ما يُفقد النظام الإيراني توازنه.

ورأى الغبرة أنّ التحالفات الإقليمية التي اعتمدت عليها طهران سابقًا، مثل “الحوثيين” و”حزب الله” وبعض الفصائل في العراق، لم تعد قادرة على دعمها في حال نشوب مواجهة مباشرة”، محذرًا من أنّ أيّ مواجهة لن تكون كسابقاتها، وأنّ إيران قد تجد نفسها وحيدة في مواجهة متعددة الجبهات.

وعن موقف الولايات المتحدة، أكد الغبرة أنّ “الرئيس ترامب هو من يملك القرار، والإدارة الحالية تعطي فرصة للدبلوماسية، لكنها لن تتردد في الحسم العسكري إذا اقتضى الأمر”، مشيرًا إلى أنّ “إسرائيل تعتبر امتلاك إيران لسلاح نووي تهديدًا وجوديًا، ولن تسمح به مهما كلّف الأمر”.

ورأى أنّ “ما تفعله إيران اليوم من تخصيب لليورانيوم بنسبة تتجاوز 60% لا يُستخدم لا طبيًا ولا مدنيًا، وهو ما ينسف مزاعمها السلمية”.

()