خبير يطالب وزير الزراعة بتشكيل فرق لحماية سكان العاصمة من خطر النحل البري

طالب الدكتور نصر بسيونى، باحث سابق بقسم بحوث النحل التابع لمركز البحوث الزراعية وخبير تربية النحل بالعديد من المنظمات والجهات الدولية، علاء فاروق، وزير الزراعة، بتشكيل فريق عمل من المختصين بقسم بحوث النحل للحد من إنتشار النحل البري أو النحل القزم في مدينتي القاهرة والجيزة والأحياء الجديدة لحماية السكان سواء الكبار او الصغار حتي لا يتحول إلي مهاجمة هذه الأحياء والمنشات السكنية، محذرا من خطورته علي المناطق السكنية والمواطنين.
وقال «بسيوني»، في تصريحات صحفية لـ«المصري اليوم»، إنه يجب إن يتم إختيار فريق العمل بعناية خاصة ومن لديهم خبرات علمية وبحثية وعملية، خاصة ممن تبنى تربية وحماية هذا النوع لدرايتهم به وبسلوكه لإزالة خلاياه من المنازل وحماية المواطنين منه وحمايتهم من أستغلال النصابين ممن ليس لهم صفة كخبرات عملية في أعمال المكافحة لهذا النوع من النحل.
وأضاف الخبير في تربية النحل أن هذا النوع بدأ في الأنتشار في الشهور الأخيرة في بعض المناطق الأثرية مما يمكن أن يسبب كارثة لا قدر الله على ان تتم أزالة هذه الخلايا بمقابل مادى ميسر للمواطنين وان يحمل القائمون بهذه العملية ما يثبت شخصيتهم وأنتمائهم للجهات المختصة ، وأن يتم نشر تليفونات الطوارئ للإستعانة بهذه الفرق واللجان للمكافحة.
وأوضح «بسيوني»، إنه تلاحظ لدى الكثيرون إنتشار هذا النوع الجديد من النحل البرى (النحل القزم) في مدينة القاهرة الكبرى وضواحيها خلال الأعوام الأخيرة موضحا إن هذا النوع من النحل رغم انه غير ميال للسع إلا انه يهاجم من يحتك به أو يهاجمه ولو بالخطأ ، وينتج أعسال ملوثة.
وأشار خبير تربية النحل إن هذا النوع من النحل يفضل المنازل و المناطق السكنية لبناء أعشاشه مما يشكل خطورة على سكانها وخاصة الأطفال كما أن سروحه لا يزيد عن بضع مئات من الأمتار لذلك يكون عسله داخل المدن ملوث وغير صالح للأستهلاك الأدمى.
ولفت «بسيوني»، إنه بمتابعة صفحات ومجموعات النحل على وسائل التواصل تلاحظ عشرات الشكاوى اليومية من تواجد أعشاشه في المنازل والتي بدأت من شرق القاهرة وفى خلال عدة سنوات أنتشر في أغلب ضواحيها وإستغل بعض فاقدى الضمير هذه الظاهرة للأعلان عن تطوعهم لأزالة هذه الخلايا بمقابل مادي كبير عند وصولهم لمنازل المواطنين.
وأوضح خبير تربية النحل إن عددا من فاقدي الضمير إستغلوا إنتشار هذا النوع من النحل في مساومة المواطنين من أصحاب الشكاوي للقيام بأعمال التخلص من هذا النوع من النحل حيث تبدأ المساومة لتصل الى ألاف الجنيهات مما يمثل عبئ أضافى على المواطن البسيط الذى يشعر بالرعب من تواجد خلايا نحل حى داخل منزله .
يأتي ذلك بينما كشفت مصادر لـ«المصري اليوم»، عن إن النحل البري جزءًا حيويًا من النظام البيئي، إلا أن اللسعات خاصة للحساسية المفرطة والأضرار المحتملة للممتلكات في بعض الحالات هي المخاطر الرئيسية التي قد تنجم عن وجوده بالقرب من البشر، موضحة إنه على الرغم من أهميته الكبيرة في التلقيح البيئي والزراعي، إلا أن هناك بعض المخاطر المحتملة المرتبطة به، خاصة عند التفاعل البشري معه أو عندما يكون وجوده غير مرغوب فيه بالقرب من المناطق السكنية.
وأوضحت المصادر إن لسعات النحل البري، كغيرها من لسعات النحل، تسبب ألمًا فوريًا واحمرارًا وتورمًا في المنطقة المصابة، ويصاحبه حكة، ويختلف حجم التورم من شخص لآخر، مشيرا إلي لسعات النحل البري تسبب ردود فعل تحسسية تتراوح من خفيفة سواء إحمرار، أو حكة، أو طفح جلدي إلى شديدة ، وقد تشمل أعراضًا مثل تورم الشفتين أو الوجه أو الحلق، صعوبة في التنفس، دوخة، وإغماء.
وأشارت المصادر إلي إن أضرار بعض أنواع النحل البري، مثل نحل النجار، يحفر أنفاقًا في الأخشاب لبناء أعشاشه. إذا كانت هذه الأعشاش داخل المنازل أو المنشآت الخشبية، يمكن أن تؤدي هذه الأنفاق إلى ضعف هيكلي للأخشاب بمرور الوقت، وقد يختار النحل البري بناء أعشاشه في أماكن غير مرغوبة حول المنازل، مما قد يسبب إزعاجًا.
ولفتت المصادر إلي إن النحل البري الأكثر تعرضا لمخاطر المبيدات الحشرية، خاصة تلك التي تستخدم في الزراعة، وأن أكثر من 70% من أنواع النحل البري التي تعشش تحت الأرض معرضة لمخاطر بقايا المبيدات الحشرية في التربة، ويؤدي التوسع العمراني والتغيرات في استخدام الأراضي إلى فقدان الموائل الطبيعية للنحل البري، مما يقلل من أماكن التعشيش ومصادر الغذاء.
وأوضحت المصادر أهمية إدارة التعامل مع النحل البري من خلال تجنب الاستفزاز حيث أن النحل البري ليس عدوانيًا بطبيعته وعادة ما يلدغ فقط إذا شعر بالتهديد، وإنه من الأفضل تجنب الاقتراب من الأعشاش أو محاولة لمس النحل.
ولفتت المصادر إلي إنه إذا كان هناك عش للنحل البري في مكان غير مرغوب فيه داخل المنزل، فمن الأفضل الاتصال بمتخصص في إزالة الحشرات أو مربي نحل لنقله بأمان، بدلاً من محاولة القضاء عليه، مشيرة إلي إنه في حالة التعرض للسعة، يجب إزالة الإبرة وهي أداة اللسع لدي النحل البري بحذر عن طريق الكشط، ثم تنظيف المنطقة المصابة بالماء والصابون ووضع الثلج لتقليل التورم والألم.
وشددت علي إنه يجب طلب المساعدة الطبية الفورية في حالة ظهور أعراض رد فعل تحسسي شديد في حالة لدغات متعددة، خاصة عند الأطفال وكبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية.