ترامب دعم الاحتلال في تضليل إيران.. تقرير إسرائيلي يكشف تفاصيل استهداف المنشآت النووية

ترامب دعم الاحتلال في تضليل إيران.. تقرير إسرائيلي يكشف تفاصيل استهداف المنشآت النووية

تحت مظلة الانشغال بمناقشة ملف الرهائن في غزة، عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، مساء الخميس، اجتماعًا عاجلًا كان بمثابة غطاء لتمرير قرار شن ضربة عسكرية على إيران خلف الأبواب المغلقة، حيث ناقش وزراء الاحتلال تفاصيل عملية عسكرية معقّدة رُسمت بعناية، بهدف توجيه ضربة موجعة للبنية النووية الإيرانية التي لطالما استندت عليها طهران في تهديداتها لإسرائيل.

وسط هذا الترقب، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريح أربك مخططي العملية، إذ لمح خلال لقائه بالصحفيين إلى إمكانية تحرّك عسكري وشيك في الشرق الأوسط، ما أثار خشيةً في الأوساط الإسرائيلية من أن ترفع إيران من مستوى استعداداتها، وتُفشل عنصر المباغتة الذي تعوّل عليه تل أبيب نجاح ضربتها «المتهورة»، كما وصفها مراقبون تحدثوا لموقع «N12» العبري.

لكن البيت الأبيض سارع لاحتواء الوضع، إذ صدر عن ترامب بيان إضافي يؤكد التزام واشنطن بالمسار الدبلوماسي، فيما بدا أنه محاولة لتهدئة طهران، وبالفعل كانت الرسالة الأمريكية كافية لتقليص منسوب التوتر، ودفعت القيادة الإيرانية للاعتقاد بأن الوضع لن يشهد تطورات مفاجئة، الأمر الذي سهّل تنفيذ الهجوم في ساعاته الأولى.

المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر

بعد نحو ساعتين من البيان الأمريكي، بدأت الطائرات الإسرائيلية هجومًا واسعًا على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، استهدفت الغارات منشآت تخصيب في نطنز ومراكز قيادة للحرس الثوري، إضافةً إلى قواعد صاروخية.

وأسفر الهجوم عن مقتل كبار القادة العسكريين، بينهم رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري وقائد سلاح الجو التابع له، إلى جانب شخصيات عُرفت بدورها البارز في البرنامج النووي الإيراني.

ما لم يُكشف من قبل، هو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان قد أعطى الضوء الأخضر للهجوم منذ نوفمبر الماضي، عقب انتخاب ترامب، حيث جاء القرار بالموافقة على تنفيذ العملية بينما كانت الأوضاع في جنوب لبنان تتجه نحو التهدئة، ومنذ ذلك الحين، انطلقت التحضيرات المكثفة للعملية التي استغرقت شهورًا وشارك فيها الآلاف من العسكريين والمتخصصين.

ومن أكبر التحديات التي واجهتها إسرائيل كانت إقناع واشنطن بعدم الاعتراض على العملية، وخلال أشهر من التواصل السري بين نتنياهو وسفيره رون ديرمر مع الإدارة الأمريكية، جرى تأمين موقف داعم من واشنطن، تراوح بين السماح الضمني والتأييد الصريح، ما مهّد الطريق للضربة.

السرية المهددة والقرار الأخير

ورغم محاولات إبقاء التفاصيل طي الكتمان، كادت تسريبات متفرقة أن تُفشل الهجوم في اللحظات الأخيرة، فالتسريبات التي خرجت من بعض الدوائر أزعجت صناع القرار داخل الاحتلال الإسرائيلي، لكن في نهاية المطاف تم اتخاذ القرار النهائي يوم الإثنين بالمضي قدمًا دون تردد، حتى قادة الأحزاب اليمينية المتطرفة، الذين كانوا يهددون بإسقاط الحكومة، لم يكونوا على علم بما كان يُحضّر خلف الستار، باستثناء ذي الأصول المغربية أرييه درعي الذي شغل سابقًا منصب نائب رئيس حكومة الاحتلال ووزير المالية ووزير الصحة.