الضربة الإسرائيلية على إيران تعزز موقف شركة لوكهيد مارتن المنتجة لطائرات F-35

ارتفعت أسهم شركات الدفاع الأمريكية على خلفية الهجوم الإسرائيلي على إيران، ما أدى إلى استمرار الارتفاعات الكبيرة للقطاع الذي استفاد من سلسلة من الصراعات في السنوات الأخيرة.
شهدت أسهم شركات تصنيع الأسلحة الأوروبية ارتفاعًا ملحوظًا هذا العام، إذ تعهدت دول المنطقة بزيادة الإنفاق الدفاعي في ظل التوترات المرتبطة بأوكرانيا ومناطق أخرى. على سبيل المثال، ارتفعت أسهم شركة راينميتال الألمانية بأكثر من 190% هذا العام، بعد أن ارتفعت قيمتها بشكل كبير منذ بداية الحرب في أوكرانيا.
ووصفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الهجوم الإسرائيلي على إيران في تقرير صدر يوم الجمعة بأنه مزعزع للاستقرار، مشيرة إلى أن إسرائيل هي عميل لشركات الدفاع الأميريكة، بما في ذلك شركة لوكهيد مارتن.
وارتفعت أسهم شركات الدفاع صباح يوم الجمعة بعد أن شنت إسرائيل هجومًا كبيرًا على إيران مساء الخميس. وتراجعت أسهم شركات السفر بعد الهجمات.
استخدمت إسرائيل 200 طائرة مقاتلة في الهجوم، وأسقطت أكثر من 330 ذخيرة متنوعة لضرب أكثر من 100 هدف في جميع أنحاء البلاد، وفقًا لما ذكرته شبكة CNN نقلًا عن جيش الاحتلال الإسرائيلي.
في حين أن التقدم في أسعار أسهم شركات الدفاع لم يرق إلى مستوى الارتفاع الذي أعقب الهجوم الذي شنته حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، فقد سجلت العديد من الأسماء الكبيرة في هذا المجال مكاسب قوية.
وكانت شركة لوكهيد مارتن، والتي تعد أكبر شركة لتصنيع الأسلحة عالميًا، وتُنتج طائرات F-35، التي تستخدمها إسرائيل في قصفها المنتظم لغزة، من أكبر المستفيدين من الضربة على إيران.
ارتفعت أسهم شركة لوكهيد مارتن، أكبر شركة دفاعية في العالم، بنسبة 2.77% إلى 469.27 دولارا يوم الجمعة، متجاهلة التخفيضات الأخيرة التي أجراها البنتاجون على برنامجها الرائد للمقاتلة إف-35، حيث غذت الغارة الجوية الإسرائيلية على المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية ثقة المستثمرين في الطلب المتزايد على المعدات العسكرية المتقدمة.
ويعكس ارتفاع سعر سهم لوكهيد مارتن، الذي ارتفع بمقدار 12.67 دولارًا للسهم عند إغلاق التداول، رد الفعل السريع للسوق تجاه الاضطرابات الجيوسياسية، حتى مع انخفاض أسهم الشركة بنسبة 5.93% في البداية، نتيجة قرار البنتاغون في وقت سابق من هذا الأسبوع بخفض طلبات طائرات إف-35 للقوات الجوية الأمريكية إلى النصف.
تُعد طائرة إف-35 لايتنينج 2، وهي من عائلة من مقاتلات الشبح أحادية المقعد والمحرك، عنصرًا أساسيًا في محفظة لوكهيد مارتن في قطاع الطيران والفضاء، حيث تُدرّ أكثر من نصف إيراداتها من هذا القطاع.
بتكلفة تتراوح بين 82 مليون دولار و110 ملايين دولار، حسب الطراز، صُممت هذه الطائرة للتفوق الجوي، والهجوم الأرضي، ومهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
ويجعل دمج أجهزة الاستشعار المتطورة، وقدرات التخفي، والعمليات الشبكية ركنًا أساسيًا في القوات الجوية الحديثة، بما في ذلك إسرائيل، التي تشغّل 50 طائرة إف-35 وتخطط لشراء 25 طائرة أخرى.
يُؤكد اعتماد سلاح الجو الإسرائيلي على طائرة إف-35، إلى جانب أسطوله الذي يضم أكثر من 230 طائرة إف-16 فايتنج فالكون، هيمنة شركة لوكهيد مارتن على سوق الطائرات المقاتلة العالمية.
ولا تزال طائرة إف-16، وهي مقاتلة متعددة المهام، طُرحت لأول مرة عام 1978، تُعدّ سلاحًا فعالًا لـ 24 دولة، حيث بُنيت منها أكثر من 4500 وحدة، وبلغت تكلفة الوحدة حوالي 63 مليون دولار أمريكي لأحدث طراز بلوك 70/72.
كما ارتفعت أسهم شركة RTX Corporation بنسبة 2.51%، وشركة جنرال ديناميكس GD بنسبة 2.30%، خلال جلسة التداول السابقة لسوق الجمعة.
وتزود شركة RTX Corporation، المعروفة سابقًا باسم Raytheon، وهي ثاني أكبر شركة لتصنيع الأسلحة، إسرائيل بقنابل «خارقة للتحصينات»، والتي يُحظر استخدامها في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
وتنتج شركة جنرال ديناميكس GD، وهي شركة أخرى تُصنّع القنابل الخارقة للتحصينات، قنابل BLU-109 التي تستخدمها إسرائيل حاليًا.
كان للتوتر المتصاعد في الشرق الأوسط تأثيرٌ عميق على الأسواق العالمية. فقد أدى الهجوم الإسرائيلي الاستباقي على إيران إلى انخفاض العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، وارتفاع أسعار النفط بنسبة 8%، وارتفاع سعر الذهب إلى ما يزيد عن 3400 دولار.