«في مثل هذا اليوم»… رحيل الأديب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس في 14 يونيو 1986

«في مثل هذا اليوم»… رحيل الأديب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس في 14 يونيو 1986

خورخى لويس بورخيس، كاتب وشاعر وناقد أرجنتينى، ويعد من أبرز كتاب القرن العشرين، فهو أحد أبرز وأهم أدباء أمريكا اللاتينية والعالم،ومن نخبة مفكرى هذا القرن ومبدعيه،نظرًا لثقافته الموسوعية واطلاعه على ثقافات الشرق والغرب. وقيل إنه لو لم يتجه إلى الإبداع الأدبى لكان من كبار المفكرين المنهجيين في العالم. وقد أحب مصر، خاصة بعد زيارتهما لها عام 1984، كثيرًا ما ذكر بورخيس مصر في الكثير من مؤلفاته ومن أهم مؤلفاته: «كتاب الرمل»، «الصانع»، «سداسيات بابل»، «مرآة الحبر»صنعة الشعر«،»وسم السيف« »تقرير برودي«، »النمر الآخر«وغيرها تعرّفَ خورخي لويس بورخيس على ثقافات الشرق ــالعربية خصوصا ــ من الصغر وقال في هذا الصدد:»طفولتي كلها مرَّت من المكتبة ــ مكتبة أبي الكبيرة، سمح لي بقراءة أي الكتب حتى المحرّمة على سنّي.. قرأتُ «ألف ليلة وليلة» من أولها لآخرها، احتشدت بالسحر، كنتُ مأخوذا به، ثم اكتشفت أني لم أخرج قط عن هذه المكتبة، ولمدة طويلة شعرت أني غير كُفْء لكتابة القصص، رغم ذلك كانت النوع الذي فضّلته على الدوام ويكاد لا يخلو أيّ حوار مع بورخيس، أو أي كتاب من كتبه، من إشارة إلى «ألف ليلة وليلة». وكان قد اكتشف هذا الكتاب في طفولته المبكرة بعدما قاده تسكُّعه الأدبي في مكتبة أبيه –هذا التسكُّع الذي يحدوه فضول لا نهاية له- إلى العثورعلى ترجمة بيرتن بالإنجليزية لهذا الكتاب. ووصل هَوَس بورخيس بـ«ألف ليلة وليلة» إلى درجة قراءة ترجماته كافة باللغات التي يعرفها ظهر وَلَع بورخيس بالأدب العربي، وبالقصص التي تدور أحداثها (الخيالية غالبًا) حول حياة العرب في الشرق، حتى أنه في مقدّمات بعض قصصه استشهد بآيات من القرآن الكريم،ما في «مرآة الحبر»،«المعجزة السرّية»«ابن حقّان»، واستوحى من «ألف ليلة» قصّته «حجرة التماثيل»التي دارت حول عرب إسبانيا.يتميّز بورخيس بأسلوبه في الكتابة، وطريقة قراءاته الشاملة، وجُرأته في إزالة الحدود ويُعد من أشهر وأبرز كُتّاب أمريكا اللاتينية في النصف الأول من القرن العشرين، وأحد أهم كُتّاب الواقعية السحرية.

خورخي بورخيس
خورخي بورخيس

وتقول سيرة خورخي لويس بورخيس أنه ولد في بيونس آيرس في 24 أغسطس عام 1899، بعدها عاش في أوروبا حتى سنة 1921،حيث عاد إلى بلاده حتى رحيله في عام 1989، حياته الشخصية كانت غامضة وهادئة، كان أمين مكتبة في الضواحي، أبدله «بيرون» لفترة عملًا كمفتّش دواجن، وما إن سقط حتى قلّدوه منصب الأمين العام للمكتبة القومية بالإضافة إلى محاضراته عن الأدب الإنجليزي في الجامعة وظلّ أحد شعراء الطليعة حتى أواسط الثلاثينيات، اتجه بعدها لكتابة القصةوقد خَفَتَ نورعينيه سنة 1955 فكان يقول: «أنا كاتب يهتم بالشكل، منذ حين لا أستطيع القراءة أو الكتابة، فأقوم بتصميم النص في ذهني، ثم أفتّش عن الطرائق المؤدّية، ولمّا أجد الشكل قرب النهائي، أبدأ الإملاء »سألوا خورخي لويس بورخيس لماذا لا يكتب الرواية؟، رد: «لا أستطيع، أنا كسول، والرواية تتطلب مجهودا.. ثم إننا نكتب ما نقدر عليه، المهم أن يبقى أربع أو خمس صفحات من كل ما يكتبه كاتب»أما المترجم صالح علماني، فيذهب إلى أن خورخي لويس بورخيس، عندما وصل لجامعة هارفرد الأمريكية في عام 1967، كمحاضر زائر ليلقي سلسلة محاضرات عن الشعر، ولا تزال أعمال الشاعر والأديب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس تشكّل حضوراً متميزاً في النسيج الثقافي العالمي والعربي، وتأثيراً كبيراً بين الأوساط الثقافية، حتى الآن،وقد توفي «بورخيس» زي النهارده«في 14 يونيو 1986 عن عمر ناهز الـ 86 عاما، بعد صراع مع مرض السرطان.

خورخي بورخيس