حالة من التوتر بين عائلات الضحايا والمصابين قبل صدور الحكم على المتهمين في قضية «انفجار الواحات»

سادت حالة من الترقب والقلق داخل محكمة جنح أكتوبر، صباح اليوم السبت، مع وصول عدد من أهالي الضحايا والمصابين لحضور جلسة النطق بالحكم في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«انفجار الواحات»، التي راح ضحيتها 8 مواطنين وأُصيب 17 آخرين، إثر تسرب غاز أعقبه انفجار مدوٍ على طريق الواحات نهاية أبريل الماضي.
وحضر الجلسة عدد من أُسر الضحايا، بينهم آباء وأمهات فقدوا أبناءهم في الحادث، إلى جانب بعض المصابين الذين تماثلوا للشفاء جزئيًا، وجاءوا على كراسٍ متحركة أو بصحبة ذويهم، لمتابعة مجريات الجلسة التي من المنتظر أن تشهد النطق بالحكم على 6 متهمين، أحدهم يحاكم غيابيًا بعد تغيبه عن المحاكمة.
وشوهدت علامات الحزن الشديد على وجوه الحاضرين، بينما تشبثت بعض الأمهات بصور أحبائهن الراحلين. وفي إحدى زوايا المحكمة جلس أحد المصابين، وقد بدت آثار الحروق على ذراعيه، ينتظر بصمت القرار الذي قد يحدد مصير المتهمين المسؤولين عن الجريمة، كما وصفها.
أم «أحمد» أحد مصابي حادث انفجار خط غاز الواحات أمام المحكمة- تصوير: محمد القماش – صورة أرشيفية
يقول أحد ذوي الضحايا: «إحنا مش طالبين غير حق الناس اللي راحت من غير ذنب.. الحكم هو اللي هيطمننا»، بينما قال شقيق أحد المصابين: «التحقيقات أثبتت وجود إهمال جسيم، ومفيش مبرر لإن حد يرجع بيته ميت لمجرد إنه عدى من الشارع في توقيت غلط».
وتأتي هذه الجلسة بعد أسابيع من التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة، والتي انتهت إلى إحالة ستة متهمين إلى المحاكمة بتهم تشمل القتل الخطأ، والإصابة الخطأ، والإهمال الجسيم، وعدم الالتزام بإجراءات السلامة المهنية خلال أعمال الحفر في أحد المواقع التابعة لمشروعات سكنية بالقرب من موقع الانفجار.
جد «منة» طالبة طب الأسنان ضحية حادث الواحات- تصوير: محمد القماش – صورة أرشيفية
وكانت «المصري اليوم» قد انفردت بنشر شهادات عدد من المصابين، من بينهم الضحية الراحل محمود صلاح الدين، الذي تحدث قبل وفاته عن اللحظات الأخيرة قبل الحادث، قائلًا: «نزلت من العربية أشوف الطريق.. حسيت بسخونة.. وعينيا اسودّت.. والنار كانت حوالينا من كل اتجاه».
الناقد الرياضي عصام سالم والد أحد ضحايا الواحات- تصوير: محمد القماش – صورة أرشيفية
الناقد الرياضي عصام سالم والد أحد ضحايا الواحات- تصوير: محمد القماش – صورة أرشيفية
وتُعقد الجلسة وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث انتشرت قوات الشرطة في محيط المحكمة، وتم منع غير المصرح لهم من الدخول، تحسبًا لأي طارئ، بينما يُنتظر أن تبدأ الجلسة الرسمية للنطق بالحكم في حضور هيئة المحكمة، وممثلي النيابة، ودفاع المتهمين والمدعين بالحق المدني.
ويأمل الحاضرون أن يحمل اليوم نهاية لمسار قانوني بدأ منذ 30 إبريل الماضي، لكنّه لن يُنهي حزن العائلات التي خسرت أعزاءها، بحسب ما قاله أحد الآباء: «الحكم مهما يكون مش هيرجع اللي راح.. لكنها على الأقل دمهم يكون ما راحش هدر».