خبير في الشؤون الإيرانية: الهجمات الإسرائيلية لن توقف البرنامج النووي الإيراني وارتفاع التوترات يدفع نحو الحوار الدولي.

خبير في الشؤون الإيرانية: الهجمات الإسرائيلية لن توقف البرنامج النووي الإيراني وارتفاع التوترات يدفع نحو الحوار الدولي.

في ظل حالة التصعيد المتسارع بين إيران وإسرائيل، خاصة في ظل المستويات غير المسبوقة من التوتر العسكري، تتزايد التساؤلات حول مستقبل المواجهة المفتوحة بين الطرفين، وما إذا كانت ستقود إلى حرب شاملة أم تفتح بابًا لمفاوضات جديدة.

قال أسامة حمدي، محلل الشؤون الإيرانية، أن الضربات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي الإيرانية تسببت في تدمير أجزاء كبيرة من منظومة الدفاع الجوي، ما جعل الأجواء الإيرانية مكشوفة أمام الهجمات الجوية، خاصة مع استهداف عدد من المطارات والمنشآت العسكرية الحيوية.

إيران ترد على إسرائيل

وتابع حمدي في تصريحات لـ «المصري اليوم»، على الرغم أن إيران استعادت جزئيًا نشاط دفاعاتها الجوية خلال الساعات الأخيرة، وجرى تفعيلها في عدد من المحافظات، إلا أن قدراتها لا تزال دون المستوى المطلوب.

وأوضح حمدي أن هذه الضربات، وعلى الرغم من خطورتها، لا تعني القضاء على الجيش الإيراني، مشيراً إلى أن إيران تمتلك جيشاً نظامياً كبيراً يُعد من أقوى الجيوش في المنطقة.

وعن اغتيال إسرائيل لعدد من العلماء النوويين الإيرانيين، أشار محلل الشؤون الإيرانية، أنه في إطار مساعيها للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، لافتاً إلى أن المرافق النووية الإيرانية شديدة التحصين، وموجودة في أعماق تحت الأرض، ولا يمكن للضربات الجوية أن تُخرجها عن الخدمة بالكامل.

وأضاف حمدي أن اغتيال العلماء لن يوقف البرنامج النووي الإيراني، إذ أن البرنامج متجذر في البنية العلمية للبلاد، التي تضم مراكز أبحاث وجامعات تنتشر في مختلف أرجاء إيران، ما يعني وجود أجيال من الباحثين القادرين على مواصلة المسيرة وتعويض الخسائر البشرية، مؤكدًا أن إيران تستطيع استئناف أنشطتها النووية خلال عام إلى عامين إذا تطلب الأمر.

ولفت حمدي إلى أن الضربات الإسرائيلية قد تمنح إيران مبرراً قانونياً وأخلاقياً أمام المجتمع الدولي لتطوير أو حتى اختبار سلاح نووي، على غرار ما فعلته باكستان والهند، خصوصاً في ظل غياب ردع دولي واضح.

وفيما يتعلق بتبادل الضربات، قال أسامة حمدي، إن إسرائيل أكثر تضرراً من الناحية الجغرافية والديموغرافية، فهي دولة صغيرة المساحة ومكتظة بالسكان، ما يجعل أثر الضربات الإيرانية أعمق وأشد وطأة، مقارنة بإيران التي تُعد دولة واسعة المساحة (1.6 مليون كم²) وتتمتع بقدرة أكبر على امتصاص الضربات.

وحول المفاوضات النووية المقررة الأحد، رجّح حمدي أنها لن تُعقد، لأن ذهاب إيران إليها في ظل الظروف الراهنة سيُعد خضوعاً للضغوط الأمريكية والإسرائيلية، وهو ما قد يُفسر داخلياً بأنه تهديد لبقاء النظام الإيراني ذاته.

اطلع أيضاً:

هل تنجح إيران في فرض التفاوض على أمريكا عبر التصعيد ضد إسرائيل؟.. محلل سياسي يجيب