باحث في الشؤون الدولية: تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل يفتح أمام المنطقة خيارات متعددة.

باحث في الشؤون الدولية: تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل يفتح أمام المنطقة خيارات متعددة.

قال الدكتور عمرو حسين، الباحث في شؤون العلاقات الدولية، إن التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة عقب قيام إيران باستهداف إسرائيل بموجات متتالية من الصواريخ والطائرات المسيّرة، يعد تحوّلًا نوعيًا ينقل المواجهة من حرب الظل إلى مواجهة علنية مباشرة غير مسبوقة منذ عقود، معربا عن قلقه الشديد من التطورات.

وأضاف «حسين» في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن هذه العملية لا تمثل مجرد رد فعل إيراني على استهداف قيادات عسكرية بارزة داخل أراضيها فحسب، بل تكشف عن رغبة واضحة لدى طهران في إعادة صياغة قواعد الاشتباك وفرض معادلة ردع جديدة أمام التفوق العسكري الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا وغربيًا.

واستطرد قائلًا إن تداعيات هذا التصعيد لن تقف عند حدود الرد والرد المضاد، بل ستمتد لتضع المنطقة بأكملها أمام احتمالات مفتوحة لتوسيع رقعة النزاع، عبر استهداف مصالح حلفاء إسرائيل وتحريك أذرع إيران الإقليمية، مثل حزب الله في لبنان والفصائل المسلحة في سوريا واليمن، وهو ما ينذر باشتعال بؤر توتر إضافية قد تشعل حربًا إقليمية واسعة يصعب التنبؤ بمآلاتها.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ستواجه تحديات معقدة في احتواء هذا الموقف، خوفًا من تحول المواجهة إلى نزاع مفتوح مع إيران يهدد مصالح الغرب في الخليج ويزعزع استقرار أسواق الطاقة العالمية.

وأضاف أن المجتمع الدولي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بتكثيف الجهود الدبلوماسية وتفعيل قنوات الحوار لتجنب انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة ستكون كلفتها باهظة على الجميع.

وأكد الخبير في شؤون العلاقات الدولية أن أمن الشرق الأوسط سيظل هشًا ما لم تُعالج الأزمات المزمنة بالحلول السياسية الشاملة، بعيدًا عن سياسة التصعيد التي لا تخدم سوى تعميق معاناة شعوب المنطقة وزيادة مخاطر عدم الاستقرار.