بعد التطورات الأخيرة.. ما هي التحولات التي شهدتها العلاقات التجارية بين مصر وإيران خلال العقد الماضي؟

أدانت مصر الهجمات العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي على إيران، خلال الأيام الماضية، والتي تمثل تصعيدا إقليميا بالغ الخطورة، وانتهاكًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا للأمن والسلم الإقليمي والدولي، لا سيما أن ذلك الاعتداء يهدد كافة المصالح المشتركة بين دول المنطقة وعلى رأسها المصالح الاقتصادية المتمثلة في التبادل التجاري، ولمعرفة حجم التبادل التجاري بين مصر وإيران، حلل «قسم صحافة البيانات» في «المصري اليوم» حجم الصادرات من مصر إلى إيران خلال عشر سنوات من عام 2012 حتى عام 2022- وفق بوابة الصادرات المصرية
2012 الأعلى في الصادرات المصرية لإيران
من خلال تحليل البيانات، تبين انخفاض ملحوظ خلال تلك الفترة، حيث انخفضت الصادرات المصرية لإيران بنسبة تجاوزت نحو 91% بالمقارنة بين عامي 2022 والذي لم يتجاوز فيه حجم الصادرات 87 ألف دولار مقابل مليون دولار خلال عام 2021.
وأظهرت البيانات أن عام 2012 هو الأعلى في حجم الصادرات المصرية لإيران بقيمة بلغت 64.4 مليون دولار، وفي المقابل جاء عام 2022 في المرتبة الأخيرة .
و بالرغم من تراجع حجم الصادرات المصرية لإيران على مدار السنوات العشرة التي تم رصدها، إلا أنه في عامي 2016 و2017 حققت الصادرات ارتفاعًا ملحوظًا بنسب بلغت نحو 60.4 % و110.7 % بالترتيب، وبعد ذلك عاودت الصادرات الانخفاض مرة أخرى بوتيرة عالية حيث بلغت نسبة الانخفاض نحو 45% خلال عام 2018.
ارتفاع التبادل التجاري في 2024
في نهاية العام الماضي أعلن المتحدث باسم لجنة تنمية التجارة في غرفة الصناعة والتعدين والتجارة الإيرانية روح الله لطيفي، على هامش زيارة الرئيس الإيراني إلى مصر، لحضور قمة مجموعة الثماني، إلى أن الصعود والهبوط في التجارة بين إيران ومصر، بسبب العلاقات السياسية المتقلبة«.
وأشار إلى أنه «مع تحسن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وعضوية مصر وإيران في مجموعة»بريكس«، فقد شهدت التجارة المباشرة بينهما ارتفاعا نسبيا».
وقال أن هناك تطورًا ملحوظًا خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الماضي، حيث سجل حجم التبادل التجاري بين البلدين قفزة بنسبة 67%، ليصل إلى 16.186 مليون دولار، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. جاء ذلك نتيجة تحسن العلاقات السياسية بين البلدين، والانضمام المشترك إلى مجموعة بريكس.
وأوضح المتحدث باسم لجنة تنمية التجارة في غرفة الصناعة والتعدين والتجارة الإيرانية، روح الله لطيفي، أن حجم التبادل التجاري المباشر بين البلدين تجاوز 35 ألف طن من السلع، بقيمة إجمالية بلغت 17.186 مليون دولار، مسجلاً زيادة بنسبة 65% في الوزن و67% في القيمة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وفي تفصيل للصادرات الإيرانية إلى مصر، بلغت 28 ألف طن بقيمة 13.798 مليون دولار، محققة زيادة بنسبة 30% في الوزن و41% في القيمة. وقد استحوذت المنتجات الفولاذية والحديد على الحصة الأكبر من هذه الصادرات، بنسبة 96.8% من الوزن و96.1% من القيمة، تلتها معدات المختبرات، والفستق، وأجزاء السيارات، بالإضافة إلى منتجات أخرى كالرخام، ومعجون الطماطم، والآلات الزراعية.
أما الواردات الإيرانية من مصر، فقد بلغت 7.7 ألف طن من السلع بقيمة 3.387 مليون دولار، مسجلة زيادة كبيرة بنسبة 592% في القيمة. وقد شكل المنغنيز النسبة الأكبر من هذه الواردات، بنسبة 97.5% من الوزن و43.2% من القيمة، تلتها منتجات مثل القواطع الكهربائية، وشفرات الحلاقة، والأجزاء الإلكترونية، وسلفات البوتاسيوم.
وأشار لطيفي إلى أن حجم التجارة الخارجية لمصر بلغ 115 مليار دولار في عام 2023، شملت واردات بقيمة 72.4 مليار دولار وصادرات بقيمة 42.5 مليار دولار، منها 28.5 مليار دولار صادرات غير نفطية، وتضمنت أهم الصادرات الملابس الجاهزة، الأسمدة، البلاستيك، والغاز الطبيعي.
وأكد لطيفي على أهمية الإرادة الحالية لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، معربًا عن أمله في أن تتجاوز التجارة بينهما حاجز المليار دولار مستقبلاً مع إزالة العقبات السياسية والتجارية.
وكانت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران قد انقطعت في سبعينيات القرن الماضي، قبل أن تعود بشكل جزئي في التسعينيات، واقتصر التمثيل الدبلوماسي على مستوى قائم بالأعمال، وتعددت مؤخرا، اللقاءات والاتصالات الرئاسية والدبلوماسية بين طهران والقاهرة وعواصم أخرى، حول تطبيع العلاقات بين البلدين.
وشهدت العلاقات المصرية الإيرانية تقلبات كثيرة غلب على معظمها حالة من عدم التقارب والتوتر، وكان المحدد الرئيسي لمسار تلك العلاقة شكل النظام الدولي، وطبيعة العلاقة بين القوى الإقليمية والقوى الدولية ذات النفوذ في المنطقة.