هل يمكن للمازوت أن يحل أزمة انقطاع الكهرباء ويعوض نقص الغاز؟

أفادت مصادر في صناعة الأسمدة المصرية لوكالة الأنباء «رويترز» بأن منتجي الأسمدة اضطروا إلى وقف عمليات الإنتاج، يوم الجمعة الماضي، بسبب انخفاض واردات الغاز الطبيعي، على غرار التوترات الناتجة عن الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، والتي تثير مخاوف من صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وقالت المصادر لـ«رويترز»، إن حقول غاز كبرى أوقفت عملياتها في أعقاب الضربات العسكرية الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ، وفي رد فعل على ذلك، تم تنفيذ خطة طوارئ تعطي الأولوية لتخصيص الغاز، بما في ذلك خفض الإمدادات لبعض الصناعات، وهو ما أكدته وزارة البترول المصرية، في بياناتها الرسمية.
وكانت وزارة البترول، قد قالت إن محطات الطاقة كثّفت استخدامها للوقود لأقصى مستوياتها المتاحة، ويجري تحويل بعض المحطات إلى الديزل للمساعدة في حماية استقرار شبكة الغاز وتجنب انخفاض أحمال الطاقة، ولم تحدد الوزارة موعد عودة إمدادات الغاز إلى وضعها الطبيعي، بحسب المصادر.
وكانت وزارة البترول، ذكرت في بيان، أمس، أنه استجابة للأعمال العسكرية التي نشبت بالمنطقة وتوقف إمدادات الغاز من الشرق، قامت وزارة البترول والثروة المعدنية بتفعيل خطة الطوارئ المعدة المسبقة الخاصة بأولويات الإمداد بالغاز الطبيعي، وذلك بإيقاف إمدادات الغاز الطبيعي لبعض الأنشطة الصناعية مع رفع استهلاك محطات الكهرباء للمازوت إلى أقصى كمية متاحة والتنسيق لتشغيل بعض المحطات بالسولار، وذلك في إجراء احترازي حفاظًا على استقرار شبكة الغاز الطبيعي وعدم اللجوء لتخفيف أحمال شبكة الكهرباء، ترقبًا لإعادة ضخ الغاز الطبيعي من الشرق مرة أخرى.
رئيس الوزراء: الحكومة كان عليها أن تسرع الخطى لاستجلاب سفن لتغييز السائل
من جابنه، قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أمس خلال كلمته في مؤتمر صحفي من مستشفى وادي النطرون، عقب تفقد عدد من المشروعات بمحافظة البحيرة، إن الحكومة كان عليها أن تسرع الخطى لتنفيذ خطتها لاستجلاب سفن لتغييز السائل (الغاز المسال).
وأضاف مدبولي: «نحن في مصر كان لدينا خطة نعمل عليها بقوة مع وزير البترول، حيث كانت هناك سفينة واحدة، خلال الصيف الماضي، وتم الاتفاق على أن يكون لدينا 3 سفن خلال هذا الصيف تصل طاقاتها إلى 3 أضعاف الذي كان متوافرا العام الماضي، والذي يأتي في سفن يتم تغييزه وربطه على الشبكة القومية؛ وذلك بهدف استيعاب الزيادة المتوقعة لاستهلاك الكهرباء، والأهم هو تحقيق هدف تحسين كفاءة تشغيل محطات الكهرباء، حيث تزداد كفاءة محطات الكهرباء عندما تعمل بالغاز مقارنة بالوقود التقليدي»المازوت«.
واستكمل مدبولي توضيحه لهذه النقطة بقوله: «السفن الثلاث موجودة الآن على أرض مصر، والسفينتان الإضافيتان اللتان تم إحضارهما، واحدة منهما في ميناء السخنة وجار تجهيزها فنيا، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة يوم 27 أو 28 يونيو الجاري، وهى إضافة مهمة جدا لأنها ستضيف 750 مليون قدم مكعب».
وتابع: «أما السفينة الثالثة فستدخل الخدمة في أول أسبوع من شهر يوليو المقبل، وهى حاليا في ميناء الدخيلة وسيتم تحريكها إلى السخنة أيضًا، وبذلك يكون لدينا 3 سفن تغييز تعمل بكفاءة وتضخ الغاز في الشبكة المصرية بمعدل 2250 مليون قدم مكعب في اليوم؛ وبذلك لن نكون معرضين لأي مشكلة إذا حدث أي انقطاع للشبكات الأخرى المربوطة مع الدول الأخرى المحيطة».
وأضاف رئيس مجلس الوزراء: هذه هي خطتنا، ونعمل في إطارها ونتابعها يوما بيوم، وبذلك نؤمّن الدولة في هذا الأمر، وفي غضون الأسبوعين القادمين سيتم تزويد المازوت، وتبلغ الاحتياطات لدينا حاليا ضعف احتياطات العام الماضي في نفس الوقت، ونتج ذلك عن خطة تعمل عليها الحكومة لمضاعفة الاحتياطات على أرض مصر؛ لتأمين أكبر حجم ممكن، ولأيام أطول من الوقود المطلوب في محطات الكهرباء.
من الجدير بالذكر أن سفن إعادة التغييز الثلاث قد وصلت إلى مصر وأن سفينة منهم تقوم حاليا بإعادة التغييز وضخ الغاز إلى الشبكة القومية للغازات الطبيعية والسفينتين الآخرين جاري أعمال تجهيزهم وربطهم على المواني لبدء ضخ الغاز الطبيعي منهم.
استهلاك مصر من الغاز
أوضح «مدبولي» أنه عند تشغيل جميع السفن فإن إجمالي طاقة مصر اليومية لإعادة التغويز ستصل إلى 2250 مليون قدم مكعب، وهو ما يزيد على ضعف طاقة العام الماضي، مضيفا أن مصر لا تزال تأمل في استئجار وحدة رابعة لاستخدامها في حالات الطوارئ.
وتعتمد مصر بشكل متزايد على الغاز المستورد منذ أن بدأ إنتاجها في الانخفاض في عام 2022، وفقًا لبيانات مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (JODI).
ووفقًا لرويترز، وقعت مصر اتفاقيات مع شركات طاقة وشركات تجارية هذا الأسبوع لشراء ما لا يقل عن 150 شحنة من الغاز الطبيعي المسال في أكبر مشتريات استيرادية في البلاد على الإطلاق، والتي تتجاوز قيمتها الإجمالية 8 مليارات دولار بالأسعار الحالية.
يذكر أنه في تصريحات لـ ميريت مبروك، مديرة برنامج دراسات مصر في معهد الشرق الاوسط للأبحاث، قالت إن مصر قامت بوقف إمدادات الغاز الطبيعي إلى عدد من الأنشطة الصناعية بعد وقف العمل في منصات غاز تستورد منها بعد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وقررت زيادة استخدام ما يسمى «المازوت»، وهو وقود ثقيل وأقل نظافة، لطالما حاولت مصر التقليل من استخدامه، لكنها الآن أطلقت الضوء الأخضر لاستخدامه في محطات الطاقة وهى تعمل على تلافي انقطاع الكهرباء.
فجوة بين العرض والطلب على الغاز في مصر
كان النائب السابق بمجلس النواب المصري، الدكتور محمد فؤاد، قال إن هناك فجوة بين العرض والطلب على الغاز في مصر تقدر بـ3.5 مليار قدم مكعبة يوميا.
وتوقع فؤاد، في تصريحات سابقة لقناة العربية Business، أن مصر ستتجه خلال الصيف لزيادة الاعتماد على المازوت والغاز المسال لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء خاصًة في شهري مايو ويونيو.
وتابع: «بعض القطاعات الصناعية قد تشهد خفضا في استهلاك الغاز من 15% إلى 25% من إجمالي الاستهلاك، والتي تشكل في الأساس نحو 46% من إجمالي استهلاك الغاز الصناعي».
وأضاف: «عودة مصر للإكتفاء الذاتي من الغاز قد تتطلب نحو 4 أعوام».
النائب السابق بمجلس النواب المصري د. محمد فؤاد:
📌هناك فجوة بين العرض والطلب على #الغاز في #مصر تقدر بـ 3.5 مليار قدم مكعبة يوميا
📌مصر ستتجه خلال الصيف لزيادة الاعتماد على المازوت والغاز المسال لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء
📌بعض القطاعات الصناعية قد تشهد خفضا في استهلاك… pic.twitter.com/iJWEmGgVFw
— العربية Business (@AlArabiya_Bn) May 20، 2025