«المينا الشائعة»: طائر نادر يسبب الجدل بين سكان بورسعيد.. فما التفاصيل؟

«المينا الشائعة»: طائر نادر يسبب الجدل بين سكان بورسعيد.. فما التفاصيل؟

فى ظاهرة أثارت تساؤلات المواطنين، ورواد مواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، ظهر طائر غريب الشكل والسلوك على شاطئ البحر المتوسط بمحافظة بورسعيد، حيث أشار البعض إلى قيامه بمهاجمة القطط والطيور الأخرى على الرمال الساحلية، ما أثار الجدل حول هويته وخطورته.

«المينا الشائعة» طائر نادر يثير الجدل بين أهالى بورسعيد

من جانبه، قال الدكتور حسين رشاد، مدير عام محميات مصر الشمالية، والتى تضم محمية أشتوم الجميل، أول محمية طبيعية بمحافظة بورسعيد، فى تصريح خاص، «للمصرى اليوم» إن الطائر الذى أثار الجدل يُعرف باسم «المينا الشائعة» (Common Myna)، واسمه العلمى Acridotheres tristis، وهو من الكائنات الغازية التى تنتمى فى الأصل إلى قارة آسيا، وقد دخلت مصر عبر الأراضى الفلسطينية عام ١٩٩٩.

وأوضح مدير عام محميات مصر الشمالية، أن طائر المينا الشائعة موجود بالفعل منذ سنوات طويلة فى محافظة بورسعيد، وأن انتشاره الحالى ليس جديدًا، بل زادت أعداده بشكل ملحوظ فى مختلف المحافظات المصرية بسبب غياب الأعداء الطبيعيين له، وهو ما ساهم فى تكاثره السريع.

وأشار إلى أن وزارة البيئة المصرية أدرجت هذا الطائر ضمن قائمة الأنواع الواجب اصطيادها فى قراراتها السنوية المنظمة لصيد الطيور، بهدف تقليل أعداده للحد من تأثيره على التنوع البيولوجى، خاصة وأنه ينافس الطيور الأصلية على مواقع التكاثر.

وعن سبب تعلق البعض به، أوضح الدكتور رشاد أن الطائر يتميز بصوته العذب وقدرته على تقليد الأصوات، مما دفع بعض المواطنين إلى تربيته وتفريخه، الأمر الذى ساهم فى تعزيز انتشاره بشكل غير طبيعى فى البيئة المصرية.

وناشد رشاد المواطنين ضرورة عدم الاقتراب من طائر المينا أو أعشاش فراخه، خاصة فى فصل الربيع الذى يشهد موسم التزاوج ووضع البيض، مؤكدًا أن الطيور، حتى الجارحة منها، لا تهاجم الإنسان إلا دفاعًا عن صغارها.

أضاف أن ما يتم رصده من سلوك عدائى تجاه القطط أو الطيور الأخرى على الشاطئ لا يُعد هجومًا عدوانيًا بقدر ما هو تنافس طبيعى على الطعام، نتيجة وجود بعض من مخلفات الطعام والقمامة التى يتركها المصطافون، مما يجذب الكائنات إلى أماكن وجود الغذاء، ومن ثم يحدث التزاحم والتصادم بينها.

وأوضح أن طائر المينا الشائعة عادةً ما يبنى أعشاشه فى الأماكن المرتفعة، مثل أسطح العقارات المهجورة، أو الأشجار العالية، أو حتى مصابيح الإنارة فى الشوارع، ولا يهاجم الإنسان إلا عند الشعور بالتهديد المباشر لأفراده أو أعشاشه.

وأشار إلى أن العدو الطبيعى لطائر المينا الشائعة يشمل مجموعة متنوعة من الكائنات المفترسة، منها الثدييات المفترسة مثل الثعالب والقطط البرية، والطيور الجارحة مثل النوارس والنسور والعقاب، وبعض الزواحف، خاصةً بعض أنواع السحالى والثعابين التى قد تتغذى على بيض الطائر أو فراخه، لا سيما فى البيئات كثيفة التعداد.

كما أن وجود هذا الطائر يشكل تحديًا للطيور المحلية، حيث يتفوق عليها فى الاستيلاء على مواقع التكاثر، مما يقلل من فرص بقاء الأنواع الأصلية.

لافتًا أنه تماشيًا مع القانون رقم ١٠٢ لسنة ١٩٨٣ ولائحته التنفيذية، أصدرت وزارة البيئة اشتراطات فنية تنظم نشاط صيد الطيور البرية المسموح بها خلال الفترة من ١٥ أكتوبر ٢٠٢٣ وحتى ٣١ مارس ٢٠٢٤، تشمل عدة أنواع من الطيور، أبرزها بط بلبول، بط خضارى، بط شهرمان، شرشير، الغراب الهندى، والكيش، وزرقاى أبو شوشة، وطائر السمارى، وقمرى مطوق، والأوز المصرى، ودجاجة الماء، وطائر الغر، وبكاشينه صغير، وشرشير صيفى، وحمام جبلى أو برى، ويمام بلدى، وعصفور بلدى، وبكاشينه شائعة، وطائر الظاى، وغراب البحر، والمينا الشائعة (نوع غازى)، والاسم العلمى له هو Acridotheres tristis – Common Myna، والذى يُسمح من خلاله بصيد هذه الطيور فى محافظات محددة ولأغراض سياحية أو برخص خاصة، ضمن الضوابط التى تضعها الجهات البيئية المختصة للحفاظ على التوازن البيئى ومنع الإخلال بالنظام البيولوجى المحلى.