الجريدة البريطانية: نتنياهو وترامب وخامنئي.. 3 شيوخ “قد يقودوننا إلى الهلاك”

«سواء كانوا غير أكفاء، أو مدفوعين بالرغبة في البقاء أو فاسدين، ناهيك عن اتخاذ قرارات تعرض العالم أجمع للخطر، فإنهم غير مؤهلين لقيادة بلدانهم»، هكذا بدأ الكاتب الصحفي، سيمون تيسدال، في مقال له على صحيفة «الجارديان» البريطانية، بتوجيه انتقادات لاذعة، للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والمرشد الإيراني، على خامنئي، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وقال «تيسدال»، إن الحرب التي اختارتها إسرائيل لم تكن حتمية، وكان من الممكن تجنبها، لأن المحادثات الدبلوماسية كانت جارية عندما انطلقت الصواريخ الإسرائيلية نحو إيران.
وذكر أنه من غير المرجح أن تحقق الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة، التي وصفها بأنها «غير قانونية وغير مبررة»، هدفها المعلن، وهو إنهاء جهود طهران المزعومة لبناء أسلحة نووية بشكل دائم- بل قد تسرع وتيرة ذلك، باعثًا في رسالة إلى إيران: «يجب أن توقفي صواريخك الآن»، داعيًا تخليها عن تهديداتها التصعيدية بمهاجمة القواعد الأمريكية والبريطانية.
وأوضح أن هذا الصراع، لا يقتصر كما كان الحال في العام الماضي 2024، على تبادل إطلاق النار والضربات الدقيقة، على نطاق ضيق من الأهداف العسكرية، بل وصل إلى مستوى مختلف تمامًا.
«القادة أهداف، الخطاب خارج عن السيطرة، مع خوض إسرائيل معارك على جبهات متعددة، ونظام إيران المنهك في مأزق، أصبح الشرق الأوسط أقرب من أي وقت مضى إلى حرب كارثية»، هكذا وصف الكاتب الصحفي، الدوامة التي تعيشها طهران- تل أبيب، ومن قبلهم الولايات المتحدة الأمريكية، ويغرقون معهم الشرق الأوسط.
وأشار إلى أنه دائمًا يمكن إيجاد أسباب للحرب، موضحًا أنها غالبًا ما تعود جذور الصراعات الكبرى إلى عقود مضت- وهذا ينطبق على الثأر الإسرائيلي الإيراني، الذي يعود تاريخه إلى الثورة الإسلامية عام 1979، وقد اشتدت ما يُسمى بـ«حرب الظل» بين الطرفين في السنوات الأخيرة، ومع ذلك تم تجنب الصراع الشامل.
وطرح الكاتب بصحيفة «الجارديان» سؤال: من المسؤول الآن عن هذا الانفجار المفاجئ وغير المسبوق بين إيران وإسرائيل؟
بحسب «تيسدال»، فإن 3 رجال مسنين غاضبين يثير سلوكهم شكوكًا خطيرة حول حكمهم، وفطرتهم السليمة، ودوافعهم، وحتى سلامتهم العقلية.
وأضاف: « أن سعي أحدهم، وهو«نتنياهو»، جاهدًا لمواجهة إيران لسنوات لا يعني بالضرورة حدوث حرب، متابعًا:» أن ضعف نظام طهران غير المعتاد بعد هجمات إسرائيل العام الماضي وهزيمة حليفه «حزب الله»، اللبناني لا يُبرر بأي شكل من الأشكال هجومًا مفاجئًا على أراضيها السيادية، مؤكدًا أنه بالرغم من أن مفتشي الأمم المتحدة النوويين يقولون إن إيران تنتهك التزاماتها بموجب المعاهدة، لكن هذا لا يُعَدُّ ضوءًا أخضر للحرب.
«نتنياهو» غير مؤهل لقيادة إسرائيل.. ويجب اعتقاله!
وواصل حديثه قائلًا: «إن «نتنياهو»، البالغ من العمر 75 عامًا، غير مؤهل لقيادة إسرائيل، ناهيك عن اتخاذ قرارات مصيرية نيابةً عنها، لقد فشل في حماية الإسرائيليين من هجمات 2023، ثم تهرب من المسؤولية، وفشل في الوفاء بوعده بتدمير «حماس»، وإعادة الرهائن، ومع ذلك فقد قتل جنوده أكثر من 55 ألف فلسطيني في غزة خلال هذه العملية، وغزا لبنان وسوريا، والآن إيران. أين سيتوقف؟ هل سيقاتل تركيا بعد ذلك؟ هذا ليس مستبعدًا».
وأردف إلى أن الحرب خيار «نتنياهو»، لأنها ستجعله يستيقظ من نومه صباحًا، وستبقيه هو ورفاقه من اليمين المتطرف، الخاضعين لعقوبات بريطانية، في مناصبهم وخارج السجن، مشددًا على أنه أضر بسمعة بلاده، مدعيًا أن إسرائيل تحارب من أجل وجودها، بينما بقاءه السياسي هو المقاوم الأول.
ودعى «تيسدال» إلى ضرورة اعتقال «نتنياهو»، وعدم الدفاع عنه وتقيده قبل ارتكاب جرائم أخرى.
«خامنئي» المتهم الثاني.. ويجب إعدامه!
وبشأن المرشد الإيراني، على خامنئي، قال «تيسدال»، إن هذا الرجل البالغ من العمر 86 عامًا، الذي يتربع على عرش نظام ثيوقراطي قمعي فاسد فقد صلته بالمجتمع والشعب الذي يدعي أنه يخدمه، الانتخابات مزورة، والقضاة منحازون، والرقابة الإعلامية متفشية، ويُعرف النظام بعجزه العسكري وسوء إدارته الاقتصادية، مشيرًا إلى «خامنئي» المتهم الثاني، وكان ينبغي إعدامه في «قم» قبل سنوات.
ووفقًا لـ«تيسدال»، فإن خامنئي مثل نتنياهو، حيث يحظى خامنئي بدعم المحافظين المتشددين ومعارضة الإصلاحيين، ولكنه هو من يتخذ القرارات، معربًا عن استغرابه الشديد من إصرار المرشد الإيراني على زيادة تخصيب اليورانيوم والذي وصفه بأنه «مريب»، رغم ندرة التطبيقات المدنية، منح «نتنياهو» في النهاية فرصة، ورغم ما يُقال عن مرضه، يُعد خامنئي سببًا رئيسيًا في عدم تخلي إيران عن برنامجها النووي، لذلك فإن فكرة «نتنياهو»، بإمكانية القضاء عليه تمامًا ضرب من الخيال.
«ترامب».. الرجل الثالث الكسول في هذه المآساة
ويعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، البالغ من العمر 79 عامًا، هو الرجل الثالث في هذه المأساة التي كان من الممكن تجنبها- وفقًا لما قاله الكاتب الصحفي في مقاله بالـ«الجارديان»-، حيث أنه وصف «ترامب»، بأنه كسول جدًا لدراسة التفاصيل، بل إنه يرتجل الأمور، مُعتمدًا على غرائزه التي لا تُقاوم. وهذا ما يجعله فريسة سهلة للمخادعين مثل «نتنياهو»، في إشارة لغبائه في التعامل مع المفاوضات الإيرانية بشأن البرنامج النووي، بحسب «تيسدال».
واختتم سيمون تيسدال، مقاله بتوجيه رسالة عاجلة إلى رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، قائلًا: على كل من لا يزال يعتقد أن «ترامب»، لديه أدنى فكرة عما يفعله عند مواجهة القضايا الدولية الكبرى الراهنة أن يدرس الأحداث المقلقة التي شهدها الأسبوع الماضي. سواءً كان يتنازل لفلاديمير بوتين، أو يستغل الرسوم الجمركية، أو يفسد وقف إطلاق النار في غزة، أو ينمر على جيرانه، فإن ترامب يمثل تهديدًا حقيقيًا من الأفضل والأكثر أمانًا لبريطانيا أن تتجاوزه وتحاول قدر الإمكان التصرف باستقلالية عن الولايات المتحدة من الآن فصاعدًا، مؤكدًا:«هؤلاء الرجال المسنين الغاضبين قد يتسببون في قتلنا جميعًا».