لماذا نفقد ذكريات الأمور البسيطة يوميًا؟ العلم يشرح ويقترح 5 نصائح رائعة

في عصر يشهد طوفانًا معلوماتيًا غير مسبوق، بات النسيان جزءًا يوميًا من حياتنا، فالمفاتيح التي نبحث عنها كل صباح، واسم الشخص الذي قابلناه الأسبوع الماضي، والكلمة التي كانت «على طرف لساننا» لكنها اختفت فجأة، كلها أمور تُظهر كم أصبح الاحتفاظ بالتفاصيل البسيطة تحديًا حقيقيًا.
فوفقًا لعالم الأعصاب الدكتور شارلي رانجاناث، فإن «الإنسان المعاصر يتعرض يوميًا لما يقارب 34 ميجابايت من المعلومات، أي ما يعادل أكثر من 11 ساعة من المحتوى»، وهي كمية تفوق بكثير ما يمكن للعقل استيعابه أو معالجته لحظيًا.
لكن رانغاناث يؤكد في مقابلة مع شبكة CNN، أن «المشكلة ليست في أننا ننسى، بل في أننا لم نُصمَّم لنتذكر كل شيء»، مضيفًا: «العقل البشري يستطيع الاحتفاظ بسبعة عناصر فقط في الوقت نفسه».
وبدلًا من محاولة «تحميل الذاكرة«بمزيد من التفاصيل، ينصح رانغاناث بتقنية بسيطة لكنها فعالة:
«لا تحاول أن تتذكر أكثر… بل تذكّر بشكل أفضل.»
– صورة أرشيفية
![]()
خمسة مفاتيح تُعيد لذاكرتك بريقها
في تقرير CNN، طرح العلماء 5 حيل مدعومة بالأبحاث تساعدك على استعادة ما نسيته، أو على الأقل، أن تنساه بطريقة أذكى:
1. المعنى: لا تحفظ.. اربط
العقل يحب الروابط، لا القوائم. إذا أردت تذكر اسم «شاران»، فاربطه بشيء مألوف، كـ«شارون» الملاح في الأساطير اليونانية. ربط المعلومة بشيء يعني لك شيئًا، يجعلها تترسخ كجزء من قصة.
2. الخطأ: تعلّم من محاولتك الفاشلة
لا تخف من أن تُخطئ، فالذاكرة تتقوى بالتجربة. مثلًا، إن حاولت تخمين معنى كلمة بلغة أجنبية وأخطأت، ثم علمت الجواب الصحيح، فإن هذا «الخطأ» يُفعّل آلية ترسيخ أقوى من مجرد الحفظ المباشر.
3. التمييز: اجعلها تبرز
هل تتذكر الورقة الحمراء الوحيدة في كومة صفراء؟ التميز البصري أو السلوكي (كمكان غريب أو صوت معين) يساعد العقل على استرجاع المعلومة بشكل أسرع. ضع مفاتيحك بجانب شيء غير معتاد لتتذكر مكانها.
4. الأهمية: احكِ دماغك بالدوبامين
عندما يعتبر الدماغ شيئًا مهمًا، يفرز مواد كيميائية مثل الدوبامين التي تُساعد على تثبيت الحدث. الفضول، على سبيل المثال، يُنشّط مناطق التعلم ويجعل التجربة قابلة للتذكر. لهذا نتذكر تفاصيل أول مقابلة عمل أو أول حب، أكثر من آخر اجتماع زووم.
5. السياق: ارجع بالزمن.. وستتذكر
نسيان شيء؟ أعد عقلك إلى اللحظة. أين كنت؟ مع من؟ ماذا كنت تشعر؟ هل شممت عطرًا معينًا؟ هذه التفاصيل «تنقلك» إلى مكان الحدث، وتساعدك على استرجاع ما فُقد.
هل يعني ذلك أن النسيان خطأ؟
ليس بالضرورة.
الدكتور رانغاناث يوضح أن «النسيان» ليس فشلًا، بل آلية طبيعية وفرها لنا الدماغ للتعامل مع الضوضاء الإدراكية. «لو تذكرنا كل شيء، لتوقفت قدرتنا على التركيز».
باختصار، دماغك لا يخونك. هو فقط يحتاج طريقة مختلفة في التخزين والاسترجاع.
تذكّر هذه القاعدة:
«ما تربطه بمعنى، وما تختبره بفضول، وما تُميّزه بوضوح… لن تنساه بسهولة.» ففي زمن تتغير فيه المعلومة قبل أن تكتمل الجملة، ربما أهم مهارة هي أن تتذكّر كيف تتذكّر.