من “بيجامات الكستور” إلى “الملابس الداخلية” … كيف أثّرت حرب أكتوبر 73 وصواريخ إيران على إسرائيل؟

من “بيجامات الكستور” إلى “الملابس الداخلية” … كيف أثّرت حرب أكتوبر 73 وصواريخ إيران على إسرائيل؟

أشبه بلقطة محذوفة من فيلم مُخل بالأداب، خرج عدد من الإسرائيليين إلى شوارع تل أبيب، وحيفا، يركضون مذعورين، بعضهم شبه عراة، وآخرون بملابس داخلية، على وقع صفارات الإنذار وصواريخ إيرانية قررت أن تعيد تشكيل خريطة الرعب في إسرائيل.

في مشهد لن يمحى أو يغسل ليس فقط في الذاكرة الإسرائيلية بل في العالم أجمع، أعادت الصور القادمة من قلب الحرب الراهنة بين إيران وإسرائيل، إلى الأذهان لحظة تاريخية، حين قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إعادة الأسرى الإسرائيليون بعد حرب أكتوبر 1973، إلى تل أبيب بالـ«بيجامات الكستور».

البيجامات الكستور المصرية

واستقبلتهم حينها رئيسة الوزراء آنذاك، جولدا مائير، التي وقفت تحتضنهم والدموع تملأ عينيها، باكية من شدة الحسرة والانكسار؛ لحظة تجسدت فيها الهزيمة لا بالكلمات، بل بالهيئات المنهكة والوجوه المصابة.

واليوم وبعد مرورأكثر من 52 عامًا من الدرس المرير الذي لقنه الجيش المصري للعدو الإسرائيلي في حرب أكتوبر 73، يتكرر المشهد مع بعض التعديلات «اللباسية»، فبدلًا من البجامة الكستور، جاء الدورعلى الملابس الداخلية لتحتل الواجهة، فبين بيجامات الأمس وملابس اليوم، يبدو أن إسرائيل بارعة فقط في شيء واحد في وقت الحروب، وهو الصراخ والعويل والركض في الشوارع دون ملابس.

البيجامات الكستور – صورة أرشيفية

ومن جهة أخرى، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لفتاة إسرائيلية، تركض عارية، في شوارع تل أبيب، عقب سقوط الصواريخ الإيرانية.

فتاة عارية في شوارع تل أبيب بعد سقوط الصواريخ الإيرانية

وبحسب ما ظهر في الفيديو، توجهت الفتاة نحو سيارة إسعاف وهي في حالة هيستيرية، حيث بدأت بالصراخ على أحد المسعفين، ثم انحنت والتقطت شيئًا من الأرض (ربما كرامتها؟)، قبل أن تتابع ركضها العشوائي في الشارع.

كما انتشر مقطع فيديو لمستوطن إسرائيلي، قيل، إنه في شوارع تل أبيب، حيث ظهر وهو يتجول بلا ملابس، وكأن ملابسه قررت تقديم استقالتها والهروب قبله من الواقع، كما بدا عليه الخوف والتوتر، وأخذ يتلفت حوله كمن يبحث عن مخرج طوارئ من كوكب الأرض، أو عن سروال مفقود في عالم موازي، وسرعان ما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الفيديو.

إلى ذلك، ظهرت إحدى النساء في مقطع فيديو وهي تختبئ بجانب سيارة، تضرب وجهها وتصرخ بطريقة جعلت المشهد يبدو كمزيج غريب بين مسرحية تراجيدية وصفحة من كتاب «عجين الفلاحة»، ولكن بثوب إسرائيلي.

وجاءت هذه المشاهد عقب دوي صفارات الإنذار إثر سقوط صواريخ إيرانية على تل أبيب، لكن ردّة فعل هذه السيدة الإسرائيلية خطفت الأضواء.

فبينما اختار البعض الهروب للملاجئ، قررت هي أن تدخل في عرض حي مفتوح للجمهور، تؤدي فيه طقوس الانهيار الكامل وسط الشارع.

وبين الجري بالملابس الداخلية، والتجوال بلا ملابس، واللطم أمام الكاميرات، يبدو أن تل أبيب هذه الأيام لا تحتاج لمسرح، لأنها هي المسرح.