ابنة “الضحية في الدقهلية”: “استقبلت ابن عمي بعد أن طرده والده فخان ثقتها”

ابنة “الضحية في الدقهلية”: “استقبلت ابن عمي بعد أن طرده والده فخان ثقتها”

شهدت قرية ميت عاصم، التابعة لمركز منية النصر، فى محافظة الدقهلية، جريمة قتل بطلها طالب اتفق مع ٣ من أصدقائه على قتل عمته المسنة «نجيبة. م»، ٦٢ سنة، وسرقة ٣ غوايش ودبلة وحلق وساعتين، و٣ هواتف محمولة، و٣٩ ألف جنيه.

«السيد. ص»، زوج الضحية، قال لـ«المصرى اليوم»: «يوم الواقعة خرجت لشراء الخبز ١١ مساءً، وتركت زوجتى فى المنزل تتحدث مع ابنتها فى الهاتف، وتركت المفتاح فى الباب من الخارج كما اعتدت، وعند عودتى لم أجد المفتاح، فحاولت طرق الباب إلا أنها لم تُجب، ما أثار قلقى عليها».

وأضاف: «توجهت لابنتنا التى تسكن بجوارنا وسألتها عن والدتها، وعادت معى لمحاولة البحث عنها، وتسلق نجلها المنزل ودخل الشقة، وعثر على جدته ملقاة على سريرها جثة هامدة، وفوجئ ببعثرة محتويات الغرفتين، وتبين أن الباب مغلق بالمفتاح».

وتابع: «كسرت الباب ودخلنا ووجدناها مقتولة، وبها آثار زرقة على وجهها، وتبين اختفاء مصوغاتها الذهبية التى كانت ترتديها، ووجود قطع فى أذنيها نتيجة العنف أثناء محاولة المتهمين خلع الحلق».

جانب من تشييع جنازة الضحية

وقالت «صابرين»، ابنة المجنى عليها، إنها تقيم بإحدى الدول العربية، وعادت إلى مصر بعدما أخبرتها شقيقتها بأن والدتهما قد قُتلت، ولم يجدوا آثار تكسير فى النوافذ أو الباب، وهو ما أثار شكها حول هوية المتهم، وأنه شخص يعرف مداخل ومخارج المنزل، قائلة: «سألت أختى: محمود ابن خالك موجود؟، قالتلى لا مجاش، فكلمت أختى التانية وزوجها وسألتهم نفس السؤال، قالولى لأ مجاش ومظهرش، وقتها قولت لجوزى محمود ابن خالى هو اللى قتل أمى».

وأكدت الابنة أن والدتها استضافت نجل خالها المتهم فى منزلها لمدة شهر، وذلك بعدما طرده والده بسبب خلافات بينهما لسوء سلوكه، ورفضت تركه فى الشارع، وقررت تقويم سلوكه داخل منزلها، وخلال تلك الفترة علم باحتفاظها بمبالغ مالية داخل خزينة خاصة، وشاهد مصاغها الذهبى، وحاول أكثر من مرة سرقتها وهو مقيم معها ولم يتمكن.

ولفتت إلى أن نجل خالها معروف عنه سوء سلوكه وتعدد سرقاته، وهو ما أثار شكها فيه من أول لحظة، خاصة مع اختفائه وقت اكتشاف الجريمة، لافتة إلى أن المتهم اتفق مع ٣ من أصدقائه على سرقة والدتها، ودلف مع أحدهم للمنزل، فيما انتظر الاثنان الآخران فى الشارع داخل توك توك يراقبان الطريق وعودة والدها.

وأكدت الابنة أن نجل خالها وصديقه تسلقها للشرفة من خلال سور مجاور للمنزل، ودلفا للشقة وأغلقا لوحة الكهرباء الأساسية، وحينها شعرت والدتها بوجود شخص فى الشقة واعتقدت أنه زوجها، ودخلا غرفة نومها وانقضا عليها، وقيدا يديها وقدميها، وكتما أنفاسها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

واستكملت أن المتهمين حاولا البحث عن الأموال فى الدولاب ولم يجدا شيئًا، وسرقا مفتاح الغرفة الثانية التى تحتفظ به والدتها أسفل المخدة، وكسرا الخزنة وكان بها مبلغ مالى سحبته الضحية من البنك قبل مقتلها بيوم، ومبالغ أخرى كانت فى محفظتها، ثم عادا للجثة وخلعا المصوغات الذهبية التى كانت ترتديها، واستوليا على هواتف محمولة كانت فى الصالة، ثم سرقا جهاز «دى فى آر» الخاص بكاميرات المراقبة لإخفاء الجريمة.

ولفتت إلى أن المتهمين استوليا على مفتاح الشقة، وأغلقا الباب على والدتها من الخارج، ونزلا البدروم لسرقة الدراجة النارية الخاصة بوالدها، لكنهما لم يجداها، وفرا بعدها هاربين، واقتسم المتهمون الأربعة حصيلة السرقة فيما بينهم، وحصل نجل خالها على النصيب الأكبر، حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطهم وبحوزتهم المسروقات.

وأكدت الابنة أن والدتها كانت تستعد للسفر لزيارتها لإحدى الدول العربية وقضاء إجازة معها، وقبل الواقعة بساعات قليلة هاتفتها وأخبرتها بأن والدها ذهب للمخبز، وكان الوضع طبيعيًا، إلا أن الشخص الذى أحسنت إليه هو من غدر بها، قائلة: «أمى لما احتوت ابن خالى وقعدته عندها فى البيت، أنا وإخوتى اعترضنا بسبب سوء سلوكه، لكن أمى قالت مستحيل أسيب ضنايا فى الشارع، وده كان جزاءها فى النهاية».

وقالت «حنان»، ابنة المجنى عليها، إن والدتها كانت تعتبر المتهم ابنًا لها، خاصة مع وجود خلافات كثيرة بينه وبين والده، بسبب تعدد سرقاته وسوء سلوكه، مؤكدة أنها استبعدت الشبهة فى البداية عن نجل خالها لأن حالته المادية ميسورة، وأصيبت بصدمة عند علمها بتفاصيل اعترافاته.

وأكدت أن المتهم لم يراعِ حرمة الدم وصلة الرحم، واتفق مع أصدقائه على قتل عمته بدم بارد، وتعدى عليها بالضرب قبل وفاتها ولم يرحم صرخاتها وكبر سنها، مؤكدة أن خالها طلب من المحامى عدم الدفاع عن ابنه، وتركه ليلقى مصيره الذى اختاره بيده، مطالبة بإعدام المتهمين الأربعة بمن فيهم المتهم القاصر، وعدم الرأفة بأى شخص منهم، والقصاص لوالدتها.

بداية الواقعة كانت ببلاغ ورد إلى الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الدقهلية بالعثور على جثة الضحية، وتُدعى «نجيبة. م»، مقتولة داخل منزلها، وتم تشكيل فريق بحث من ضباط مباحث مركز شرطة منية النصر، برئاسة المقدم محمد صبح، رئيس المباحث، والرائد محمد أبوغزالة، رئيس وحدة تنفيذ الأحكام، ونجحوا فى تحديد هوية الجناة، إذ تبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجل شقيق المجنى عليها، ويدعى «محمود. أ»، طالب، وأنه استعان بثلاثة آخرين من أصدقائه، وهم: «عبدالمجيد. م» ١٧ سنة، طالب، و«محمد. أ» ٢٣ سنة، سائق، و«محمد. ر» ٢١ سنة، عاطل، وتسللوا إلى منزل الضحية لسرقتها فى منتصف الليل، ويقيم المتهمون بقرية أبوذكرى دائرة المركز، وقد أُلقى القبض عليهم وأُحيلوا إلى النيابة.

وكان فريق البحث قد فحص منزل الضحية عقب تلقى البلاغ، وتبين اختفاء مشغولاتها الذهبية، وبسؤال زوجها أقر بأنه عند عودته إلى منزله فوجئ بزوجته جثة هامدة، فأبلغ الأجهزة الأمنية على الفور، وناظرت النيابة العامة جثمان الضحية، وتبين أنها ترتدى كافة ملابسها، كما انتدبت الطب الشرعى الذى أفاد تقريره المبدئى بأن الضحية توفيت نتيجة تعرضها لكتم أنفاسها، وصرحت النيابة العامة بدفن الجثة عقب انتهاء الطب الشرعى من عمله. وكشفت التحقيقات أن نجل شقيق المجنى عليها دبر الواقعة لعلمه بوجود مشغولات ذهبية ومبالغ مالية تحتفظ بها فى منزلها، وفشل فى الاستيلاء عليها فى مرات سابقة خلسة، ما دفعه للتفكير فى الاستعانة بأصدقائه لمساعدته وتقسيم حصيلة السرقة بينهم.

وظلوا يراقبون منزلها لعدة أيام قبل ارتكاب الجريمة، ويوم الواقعة استغل وجودها بمفردها بعد خروج زوجها لشراء الخبز، وتسلل إلى المنزل فجرًا وبرفقته المتهم الثانى، فيما ظل المتهمان الآخران فى الخارج لمراقبة حركة الشارع وعودة الزوج. وجاءت الاعترافات أمام جهات التحقيق أن المتهمين الأول والثانى تسللا إلى غرفة نوم المجنى عليها، وأثناء بحثهما عن المسروقات شعرت بوجودهما، وخشية افتضاح أمرهما انقضا عليها وكتما أنفاسها حتى فارقت الحياة، واستوليا على مصوغاتها الذهبية التى كانت ترتديها، ومبالغ مالية كانت تحتفظ بها، كما سرق الأول جهاز تسجيل كاميرات المراقبة وألقاه فى الترعة، وفروا جميعًا هاربين. وتمكن ضباط وحدة مباحث المركز من ضبطهم بعد نصب عدة أكمنة لهم، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة، وجرى نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى المنصورة الدولى، وانتُدب الطبيب الشرعى لتشريحه وبيان سبب الوفاة.

وتحرر عن ذلك المحضر رقم ٦٧٠٧ جنح مركز منية النصر لسنة ٢٠٢٥، والعرض على النيابة العامة لمباشرة أعمالها. وشيع أهالى القرية جثمان المجنى عليها، وذلك عقب أداء صلاة الجنازة بالمسجد الكبير بالقرية، وجرى تشييعها إلى مثواها الأخير ودفنها بمقابر أسرتها، وسط حالة من الحزن بين جيرانها وذويها، وصدمة بعد كشف هوية المتهم الرئيسى، مطالبين بالقصاص العاجل والعادل من المتهمين.