في مثل هذا اليوم: رحيل إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي (17 يونيو 1998)

27عاما مرت على رحيل الشيخ محمد متولي الشعراوي غير أنه لايزال حاضرا كواحد من الدعاة البارزين والذي عرف بأسلوبه في تفسير القرآن بأسلوب بسيط يصل إلى كل قلب وعقل، كما كان نموذجا حيا للوحدة الوطنية وترجمها قولا وفعلا ومما يذكر في هذا السياق أنه كتب شعرًا في مطران كنيسة المنصورة، حين زار قريتهم، وتزامنت الزيارة مع عيد الأضحى فقال فيه الشعراوى: اليوم حل بأرضنا عيدان.. عيد لنا وزيارة المطران»، كما لم تكن كاتدرائية العباسية غريبة على الإمام، فكان يزورها في المناسبات المسيحية مما كان يثلج صدور المصريين.
الشيخ محمد متولي الشعراوي
الشعراوي مولود في 16 أبريل عام 1911 م بقرية دقادوس مركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، ثم التحق بمعهد الزقازيق الابتدائى الأزهرى، وحصل على الابتدائية الأزهرية سنة 1923، ودخل المعهد الثانوى، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.كان يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن والده أصر على اصطحابه للقاهرة لإلحاقه بالأزهر فالتحق بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م.
بعد تخرجه عُين في المعهد الدينى بطنطا، انتقل إلى المعهد الدينى بالزقازيق، ثم المعهد الدينى بالإسكندرية، ثم سافر إلى السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا بجامعة أم القرى.
الشيخ محمد متولي الشعراوي
وفى عام 1963 وعلى إثر الخلاف بين عبدالناصر، والملك سعود ومعاملة المصريين هناك كمبعوثين من الدرجة الثانية، اتخذ الرئيس جمال عبدالناصر قرارًا بعدم عودة المصريين للمملكة، ومن ثم فلم يعد الشعراوى للسعودية، وعين في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشيخ حسن مأمون، ثم سافر إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر لسبع سنوات، وهناك كان يلقى محاضرة دينية أسبوعية في المركز الثقافى الملحق بالسفارة المصرية، وكان الجزائريون يحتشدون لسماع المحاضرة التي تصل إليهم عبر مكبرات صوت ومن الجزائر بدأت انطلاقته الأولى للشهرة وكانت تطبع محاضراته ويتلقفها الجزائريون.
وفيما هو هناك حدثت نكسة يونيو 1967، وقد سجد الشعراوى شكرًا وبرر ذلك في برنامج من الألف إلى الياء بأن مصرلم تنتصر لأنها ارتمت بأحضان الشيوعية، وحين عاد إلى القاهرة عين مديرًا لأوقاف الغربية، ثم وكيلا للدعوة، ثم وكيلاً للأزهر، ثم عاد ثانية إلى المملكة العربية السعودية، للتدريس في جامعة الملك عبدالعزيز.وفى نوفمبر 1976م اختاره ممدوح سالم وزيراً للأوقاف وشؤون الأزهر، حتى أكتوبر عام 1978م، وأنشأ بنك فيصل، وفى سنة 1987م اختير عضواً بمجمع اللغة العربية.تزوج الشيخ الشعراوى وهو في سن المراهقة بناء على رغبة والده الذي اختار له زوجته ورزق بثلاثة أولاد وبنتين، وهم سامى وعبدالرحيم وأحمد، وفاطمة وصالحة. وتوفى في زي النهارده في17 يونيو 1998وخرج كل أساقفة الدقهلية لتشييع جثمانه، كما نعت الطائفة الإنجيلية الفقيد للعالمين العربى والإسلامى، واصفة إياه بأنه كان رمزاً أصيلاً من رموز الوحدة الوطنية،