الجدل حول بوستر الدورة الـ18 لـ«القومي للمسرح» نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي ورئيس المهرجان يعلق (تقرير)

أثار بوستر الدورة الثامنة عشرة، للمهرجان القومي للمسرح، برئاسة الفنان محمد رياض، الجدل والغضب، بعد ساعات قليلة من طرحه عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بين مؤيد ومعارض، عن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في خروج بوستر الدورة المقبلة، حيث أرجع عدد من الكُتاب، إلى استخدام الذكاء الاصطناعي الـ «AI»، يعد استسهال، في طرح البوستر وعدم التعديل عليه بما يتوافق مع رسالة المهرجان الذي هو يعد من أكبر المهرجانات المسرحية في مصر، وفي السطور التالية ترصد «المصري اليوم» أبرز التعليقات، وكذلك رد الفنان الكبير محمد رياض، رئيس المهرجان، حول البوستر.
وقال الكاتب محمود جمال حديني، إن بوستر الدورة الـ 18 للمهرجان، والذي تم طرحه قائلاً إنه بتقنية الذكاء الاصطناعي، ومن الواضح استخدام الـ AI بالنسخة المجانية التي فيها اختلاط للألوان مما اعتبره استسهال وليس به أي مجهود ليخرج بهذا الشكل.
وأضاف «حديني» في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم» أن تقنية الذكاء الاصطناعي حينما نضطر لاستخدامها فيجب مراعاة خروج مفردات والعمل بشكل فني والتعديل عليه ليعبر عن الدورة، خاصة أنه من أهم المهرجانات.
وتابع أن تفاصيل التمثال الذي يظهر مثل «الكلب المكمم» فهذا أداء الـ AI ومخرجاته متعارف عليها وواضحة لأنه لا يفهم ويفترض أنه يشبه كلب مسعور وُضع عليه كمامة، وهذا ما اعتبره متعارف على مخرجات «شات جي بي تي» للصور التي تخرج مشوهة، بينما يرى أنه كان من الممكن التعديل على الأمر إذا كان ضروريًا بتقديم التمثال يعبر على الحضارة المصرية القديمة مثلاً.
وأشار الكاتب إلى أنه يعتقد أن الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، لم يعي للأمر، قبل الموافقة على طرح البوستر لأنه ليس له دراية بالأمر التقني والفني لاستخدام الصور خاصة في هذا الأمر، لافتا أنه أيضا لا يعرف جيدًا كواليس ما يراه مصمم البوستر الفنان محمد فاضل، لأنه لم يتحدث معه ولا يعرف رؤيته حول الموضوع، ولكنه يرى أنه موهوب ويمكن أن يخرج ماهو أفضل من ذلك، مشيرًا إلى أنه لم يكن ليعبر عن رأيه حول البوستر مراعاة لأصدقائه من القائمين على هذا ولكنه وجد أنه من الأهمية أن يعلن انتقاده ورفضه للبوستر الذي أثار غضبه من الوهلة الأولى، متمنيًا تدارك الأمر نظرًا لقيمة المهرجان القومي للمسرح، أمام الجميع، خاصة أن البوستر سيراه الوطن العربي.
وأوضح «حديني» أنه كان هناك وقت كافي لتقديم بوستر للدورة الـ 18، بشكل متأني ليدل على ماهية الدورة ورسالتها، وأن الأمر ليس بالرسم الكبير، والقصة ليست بكثرة التفاصيل ولكن من الممكن تفصيلة واحدة تعطي المغزى من البوستر، مستشهدا ببوستر مهرجان القاهرة السينمائي والذي قدم في إحدى دورات شعاره باستخدام صورة معبرة عن عين الفنانة الراحلة نادية لطفي، وكان هذا اللوجو معبرًا، وهذا ما يراه أوصل الرسالة، مشيرًا إلى أن هذه ليست المرة الأولى حينما حدث في تقديم بوستر لدورة النجم الكبير عادل إمام، وتضمن البوستر صورة من مسلسل له، رغم أنه كان من الممكن تقديم بورتريه للفنان، أو مطالبة أحد المتخصصين رسم صورة له، وهذا ما اعتبره استسهال في تقديم بوستر لمهرجان كبير.
واختتم الكاتب محمود جمال حديني، حديثه بأنه للأسف الذكاء الاصطناعي أو الـ AI، ليس له روح وينكشف سريعًا، وهذا لا يعني عدم استخدامه ولكن يجب مراعاة ذلك والتعديل عليه كما حدث في بوستر هذا العام والذي رأى أن الكتلة الشمال التي تظهر الوجه الضاحك جاءت بشعة، مؤكدًا أن الفنان محمد فاضل القباني، مصمم البوستر لديه الأفضل من هذا، ولكن ما يغضبه أن البوستر يتم طرحه قبل شهر من المهرجان والذي من المفروض أن يعبر عنه، لافتا أن انتقاده ليس إلا دفاعا عن قيمة المهرجان والمسرح.
المؤلف أحمد الملواني: بوستر لا يليق بحدث إبداعي عظيم
واتفق الكاتب أحمد الملواني، أن ما أعلنه الكاتب محمود جمال الحديني، عن رأيه في بوستر الدورة الـ 18 من المهرجان، وغضبه تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي قائلاً: «ألكلام اللي بيقوله الكاتب الكبير محمود جمال حديني، أتفق معه تماما، فعلا البوستر لا يليق بحدث ابداعي عظيم، زي المهرجان القومي للمسرح، وشغل الـ AI، واضح جدا في البوستر وبدرجة من الاستسهال كمان.. أنا حتى مش فاهم إيه معنى البوستر!».
من جانبه علق الفنان الكبير محمد رياض، رئيس المهرجان القومي للمسرح، لافتًا أنه لا يوجد شئ في الدنيا عليه إجماع خاصة أن المهرجان أصبح كبيرًا جدًا ولكننا لم نرى أي تعليق على شئ سلبي عن البوستر.
وأضاف الفنان في تصريح خاص لـ «المصري اليوم» أنه يحترم جميع الآراء سواء المؤيدة، أو التي لها ملاحظات بشكل علمي، أو حتى من ينتقد للنقد فقط دون علم، لافتا أنه يحتوي جميع الآراء وهذا طبيعي لأن المهرجان أصبح كبير ومن حق الجميع الإدلاء برايه حول أي موضوع.
محمد رياض: هذه طبيعة المهرجانان والجدل شئ صحي
وتابع الفنان محمد رياض، أنه بمجرد طرح البوستر، لديه الكثير من الآراء والتي جميعها وبنسبة 99% مؤيدة للبوستر وتراه جيدًا ولديه ردود فعل كثيرة إيجابية مكتوبة تجاه ذلك، فالكثيرون تحدثوا معه مؤيدين للبوستر ومشيدين به، وهناك أيضا من اعترض أو لديه ملاحظات ويحترمهم جميعًا ولكن النسبة الأكبر مشيدة به، فأحدهم من الممكن أن يراه جيد، وآخر يراه مستخدم الذكاء الاصطناعي، فهذه طبيعة المهرجان طالما هناك جدل إذن نحن بصدد مهرجان كبير وناجح.
وأشار الفنان محمد رياض، إلى أن هذا الجدل يحدث كل عام، في كل شئ وهذا يحدث، في جميع المهرجانات، لافتا أن كل دورة يحدث جدل سواء حول لجان التحكيم، أو التكريم، وتساؤلات حول المعايير، والورش التدريبية هل جيدة أو لا، مضيفًا أنه كل شئ في الحياة طالما به جدل فهذا شئ صحي، مستشهدًا بالدورة الماضية من المهرجان حينما تم تأجيل موعده تم الاعتراض.
وأكد الفنان محمد رياض، أنه يحترم جميع الآراء خاصة من تكلم بشكل علمي خاصة أنه يرى أنه أكبر مهرجان في الوطن العربي، لافتا أنه يعمل على هذا الأساس، ويرى أن الكمال لله وحده وأود أن أرد بعبارة واحدة وهي «كل شئ في الحياة ناقص بيكمل برضاك».
واختتم الفنان محمد رياض حديثه، لـ «المصري اليوم» بأنه من الممكن أن يكون لديهم أشياء لم يتوفقوا فيها، ولكن البوستر بنسبة كبيرة رأى أن كثيرون والنسبة الأكبر أشادت به، ولكنه يعتبر أن البعض من يعترض من الممكن بشئ انطباعي، وهناك من تحدثوا بشكل علمي، وهذه طبيعة المهرجانات وشئ صحي، أن يكون الناس حريصين على المهرجان والاهتمام به، وجميعنا نتمنى أن نراه في أفضل صورة سواء المخالفين والمعترضين لوجهات النظر، أو ممن لهم ملاحظات فهذا حقهم، ومن المؤكد أنهم يريدون جميعا خروج المهرجان على أفضل وجه.
ووجه الفنان الشكر للجميع ممن أبدوا رأيهم حول البوستر سواء بالإشادة، أو الاعتراض، أو النقد العلمي البناء، وهذا ما يراه يحدث في المهرجانات الدولية، لافتا أنه لن ترضى جميع الأشخاص، وهذه طبيعة المهرجانات طالما هناك جدل ومناقشات ووجهات نظر مختلفة، واعتراضات تعلم أنه مهرجان ناجح.