624 سنة من العقوبة تنتظره.. من هو المصري محمد صبري سليمان، المستهدف لـ “جميع الصهاينة” في كولورادو؟

تزامنًا مع احتفالات عيد «شافووت» اليهودي، تحولت فعالية لدعم الرهائن الإسرائيليين إلى ساحة رعب بمدينة بولدر داخل ولاية كولورادو الأمريكية، بعدما اندفع رجل نحو المتظاهرين حاملًا ما وصفه المحققون بـ«قاذف لهب بدائي» وزجاجات مولوتوف مصنوعة يدويًا، ما أدى إلى إصابة 12 شخصًا في الهجوم الذي وُصف على الفور بأنه «عمل إرهابي مدعوم بدوافع كراهية».
اعتُقل المتهم محمد صبري سليمان، البالغ من العمر 45 عامًا، في موقع الحادث على يد الشرطة المحلية، وأظهرت صور التقطتها الشرطة وجهه الخالي من التعابير، مع ضمادة بارزة تغطي أذنه اليمنى.
سليمان، مواطن مصري مقيم في الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية، بعد دخوله البلاد بتأشيرة سياحية انتهت صلاحيتها في فبراير 2023.
ووفقًا لوثائق المحكمة وشهادات مكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن سليمان أمضى عامًا كاملًا يخطط للهجوم، وقرر تنفيذه بعد تخرج ابنته من المدرسة الثانوية، وقد تدرب مسبقًا على إطلاق النار في دورة لحمل سلاح مخفي، واشترى مكونات قنابل المولوتوف من محطات وقود ومتاجر محلية، كما تعلم كيفية تصنيعها عبر مقاطع الـ«يوتيوب».
محمد صبري سليمان منفذ هجوم كولورادو
عُثر في سيارة المتهم على 14 زجاجة مولوتوف غير مستخدمة، ومبيد أعشاب مملوء بالبنزين، ودفتر يوميات ورسائل لعائلته تركها على هاتفه الآيفون في المنزل، كما حملت السيارة أوراقًا كتب عليها كلمات مثل «فلسطين»، و«إسرائيل»، و«الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية».
وخلال مقطع فيديو التقطه أحد الشهود، ظهر محمد صبري سليمان وهو يهتف: «الحرية لفلسطين» بينما كانت ألسنة اللهب تندلع من زجاجات حارقة ألقيت وسط التجمع، لتشتعل النيران في ملابس أحد الضحايا بالكامل، بينما كان آخرون يُرمون بالماء في محاولة لإطفاء الحروق.
تتراوح أعمار المصابين بين 52 و88 عامًا، بينهم من نُقل إلى المستشفى بسبب إصابات خطيرة، وذكر منظم الفعالية لشبكة «abc» الأمريكية أن بعض المصابين خرجوا من المستشفى لاحقًا، في حين بقي آخرون يخضعون للعلاج المكثف.
بدوره، أدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحادث ووصفه بـ«المروع»، محمّلًا إدارة بايدن المسؤولية عن تساهلها مع قوانين الهجرة.
أما مكتب التحقيقات الفيدرالي فأكد أن الهجوم قيد التحقيق كعمل إرهابي بدوافع أيديولوجية، فيما شدد المدعي العام المحلي على أن سليمان يواجه 34 تهمة، منها الشروع في القتل واستخدام مواد حارقة، وقد تصل عقوبته إلى 624 عامًا في السجن، بعدما اتهمته السلطات الأمريكية بارتكاب جريمة كراهية بدافع الأصل والدين.
ما يدعم تهمة السلطات هو تصريحه للمحققين برغبته في «قتل جميع الصهاينة»، مؤكدًا أنه كان سيفعلها مجددًا لو أُتيح له ذلك، وتبلغ قيمة الكفالة المحددة له 10 ملايين دولار أمريكي، فيما لا يزال يقبع في السجن بانتظار محاكمته.
شرطة كولورادو تمشط مكان الحادث بروبوت كشف المتفجرات
وفقًا لما نقلته شبكة «CNN» عن نصوص التحقيقات، يمكن تلخيص أبرز المعلومات حول الشخصية التي نالت اهتمامًا واسعًا داخل الولايات المتحدة وخارجها، في النقاط التالية:
• وُلد محمد صبري سليمان في مصر وعاش في الكويت لمدة 17 عامًا قبل انتقاله إلى الولايات المتحدة.
• أقام في منطقة «كولورادو سبرينجز» مع زوجته وأطفاله الخمسة.
• كان يعمل في مجال المحاسبة ورقابة المخزون، كما عمل سائقًا لشركة «أوبر» قبل أن يُحظر حسابه بعد الهجوم.
• جيرانه في الحي وصفوه بأنه رجل «ودود»، لكن بعضهم لاحظوا صراخًا ليليًا متكررًا من شقته، ما استدعى تدخل الشرطة في عدة مناسبات.
محمد صبري سليمان منفذ هجوم كولورادو
أخبر «سليمان» المحققين أنه تعرف على المجموعة المستهدفة عبر الإنترنت، إذ كانت تنظم وقفات أسبوعية في مدينة بولدر لدعم رهائن غزة.
في يوم الهجوم، ارتدى سترة واقية تحت ملابسه واشترى زهورًا كي لا يثير الشكوك، لكن خطته انكشفت سريعًا بعد إلقاء أول قذيفة، واحتُجز دون مقاومة عقب سقوطه أرضًا نتيجة إصابة ذاتية على ما يبدو في أثناء الهجوم.
في اليوم التالي للهجوم، تجمّع أهالي بولدر في موقع الحادث ووضعوا الزهور والشموع تكريمًا للمصابين، وتجدر الإشارة إلى أن الهجوم جاء بعد أسبوع فقط من حادثة إطلاق نار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ما زاد من المخاوف بشأن تصاعد اتجاه المقاومة ضد التواجد اليهودي في الولايات المتحدة.
وأكدت السلطات الأمريكية أن سليمان لم يكن تحت رقابة أية جهة أمنية قبل الحادث، كما لم يكن له سجل جنائي في الولاية، لكن السجلات أظهرت تلقي الشرطة ثلاث مكالمات من عنوانه منذ أواخر عام 2022، دون أن تُسفر عن توجيه أي اتهامات.