زلزال بقوة ٥.٨ ريختر يُسجل شمال العريش.. «الهيئة الفلكية»: لم نتعرض لـ«حزام الزلازل»

أعلن المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية وقوع زلزال بجنوب الحدود التركية، صباح أمس، مؤكدًا أن حدوث الزلازل ظاهرة طبيعية، وأن مصر لم تدخل حزام الزلازل، وأن مركز الزلزال الحالى هو دولة تركيا الواقعة فى منطقة نشطة زلزاليًا.
وقال المعهد إن محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد سجلت هزة أرضية بقوة ٥.٨ درجة على مقياس ريختر على بعد ٥٠٠ كيلومتر شمال العريش. وأشار إلى أن الهزة الأرضية رُصدت وقت وقوعها فى تمام الساعة ٢:١٧ دقيقة من صباح أمس، وجاءت بقوة ٥.٨ درجة على مقياس ريختر، وعلى خط عرض ٣٦.٥٧ شمالاً، وخط طول ٢٨.٣٨ شرقًا، وبعمق ٥٣ كم، وشعر المواطنون بها دون خسائر فى الأرواح أو الممتلكات.
وقال الدكتور عباس شراقى، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن محطات الزلازل سجلت عدة توابع خفيفة أقل من ٣ درجات خلال النصف ساعة الأولى بعد وقوع الزلزال بقوة ٥.٨ درجة على مقياس ريختر.
وأوضح شراقى أن مركز الزلزال يقع فى مكان مختلف عن مواقع الزلازل المدمرة فى تركيا (١٩٣٩، ١٩٩٩، ٢٠٢٣)، حيث يقع على القوس القبرصى الذى يقع على الحد الفاصل بين الصفيحة الأناضولية فى الشمال والصفيحة الأفريقية فى الجنوب، ويبعد مركز الزلزال عن آخر زلزال قوى فى تركيا فى ٢٣ إبريل الماضى بقوة ٦.٢ درجة على مقياس ريختر، على عمق ١٠ كيلومترات، بمنطقة بحر مرمرة على بعد نحو ٧٠ كيلومترًا جنوب غرب إسطنبول.
وأكد شراقى أن الزلزال الحالى غير متوقع أن يتسبب فى تسونامى أو أن يلحق أضرارًا سوى فى بعض المبانى القديمة (قبل ١٩٩٩)، ولكن يظل الفزع كما حدث فى إبريل الماضى من أن يكون مقدمة لما هو أقوى.
وقال الدكتور زكريا هميمى، أستاذ الجيولوجيا بجامعة بنها ورئيس اللجنة الوطنية للعلوم الجيولوجية بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، إن تكرار الزلازل فى الفترة الأخيرة لا يعنى مطلقًا أن مصر دخلت حزام الزلازل. وأضاف: «الحزام الزلزالى النشط عالميًا معروف جيدًا، ومصر بعيدة تمامًا عنه، سواء عن حافة المحيط الهادئ حيث حزام النار، أو عن حزام جبال الهيمالايا الممتد عبر الأناضول والبلقان وشمال إفريقيا».
وأوضح أن ما يحدث من هزات أرضية ضعيفة إلى متوسطة يمكن تفسيره علميًا، فالقشرة الأرضية تتفاعل نتيجة ضغط ثلاث كتل أرضية رئيسية: القارة الإفريقية، وشبه الجزيرة العربية، وأوراسيا، وهذا الضغط يؤدى إلى تحرك الكتلة الأناضولية – التى تقع عليها تركيا – فى اتجاه الغرب بمعدل يتراوح بين ٢٠ إلى ٣٠ مليمترًا سنويًا، ما يسبب ضغوطًا عند القوس الهيلينى (أو القوس اليونانى)، وهى المنطقة النشطة زلزاليًا التى تأتى منها معظم الهزات التى نشعر بها فى مصر«.
ورغم الشعور بالهزات، طمأن «هميمى» المواطنين بأن «تأثير هذه الزلازل على مصر محدود وضعيف»، مشيرًا إلى أن مصر لا تحوى صدوعًا نشطة بالمعنى الجيولوجى المعروف، وإنما فقط «صدوع قديمة فى معظمها خاملة»، بعكس مناطق مثل الأناضول، أو شرق البحر المتوسط، أو صدع البحر الميت وخليج العقبة.
وأضاف: «لا يمكن لأحد أن يتنبأ بموعد زلزال كبير بدقة، لكن حتى لو حدث، فسيكون مركزه فى مناطق الصدوع التركية أو اليونانية، وتأثيره على مصر سيكون ضعيفًا بطبيعته الجيولوجية».