الفاكهة المصرية: من المزارع إلى موائد القرى السياحية في البحر الأحمر وارتفاع الطلب الأوروبي عليها (صور)

الفاكهة المصرية: من المزارع إلى موائد القرى السياحية في البحر الأحمر وارتفاع الطلب الأوروبي عليها (صور)

تزين الفاكهة المصرية الطازجة موائد الطعام داخل القرى والمنتجعات السياحية بمحافظة البحر الأحمر، لتتحول إلى عنصر جذب للسياح من مختلف الجنسيات الذين أبدوا إعجابهم بجودة مذاقها وتنوع أصنافها، فمن العنب والتين والمانجو والموز والفراوالةإلى البطيخ والشمام والبلح بأنواعه، باتت الفاكهة المصرية جزءًا أصيلًا من الوجبات اليومية المقدمة للنزلاء، سواء على الإفطار أو الغداء أو العشاء.فالفاكهة المصرية ليست فقط منتجًا غذائيًا، بل هي تراث وثقافة. ويمكن أن تساهم في جذب السياح وتقديم صورة إيجابية عن مصر من خلال النكهة والضيافة”.

واكد محمد جمال، مدير احد فنادق الغردقة ان مطاعم المنتجعات السياحية بالغردقة وسفاجا ومرسى علم، لم تعد بها الفاكهة المصرية مجرد طبق تقليدي يُقدَّم في نهاية الوجبة، بل تحوّلت إلى عنصر أساسي في تجربة السائح اليومية، ومكون جاذب يعكس ثراء الأرض المصرية وجودة إنتاجها الزراعي و تتنافس فيه المقاصد السياحية لتقديم تجارب فريدة لزوارها، وتبرز الفاكهة المصرية كأحد العناصر التي تجمع بين البساطة والأصالة، وتساهم في رسم صورة ذهنية إيجابية عن مصر.فالزائر الذي يبدأ يومه بعنقود عنب طازج أو شريحة بطيخ ناضجة، يحتفظ بتلك النكهة في ذاكرته قبل مغادرة الفندق، وربما تكون تلك النكهة دافعًا لعودته في العام المقبل.

وأكد عدد من الطهاة ومديري المطاعم الفندقية في الغردقة وسفاجا ومرسى علم، أن إدراج الفواكه المحلية ضمن قوائم الطعام اليومية جاء استجابة لرغبة السياح الذين يفضلون المنتجات الطازجة والطبيعية، موضحين أن غالبية المنتجعات تعتمد على التوريد المباشر من المزارع المصرية خاصة من محافظات الصعيد والوجه البحري.

يقول الشيف عبدالرحيم الحونش، أحد كبار الطهاة بأحد المنتجعات السياحية ان السياح الألمان والروس والانجليز على وجه الخصوص يعبرون يوميًا عن إعجابهم بمذاق الفاكهة المصرية، خاصة البلح الأحمر والعنب والرمان والفراولة ويطلبون تكرار تقديمها بأشكال مختلفة سواء طازجة أو في العصائر والحلويات وإنها فواكه لذيذة وناضجة دائمًا، ويتناولها في كل وجبة تقريبًا ويشهد سوق الفواكه داخل المنتجعات ارتفاعًا في الطلب، ما دفع إدارات الفنادق إلى تخصيص أركان كاملة لعرض الفواكه بطريقة فنية على البوفيهات المفتوحة، وأحيانًا تُنظم عروض حيّة لتقطيع الفاكهة وتزيين الأطباق أمام السياح، ما يضيف أجواءً من البهجة ويعزز من تجربة الضيوف.

وتابع« الحونش» ان الكثير من السياح أصبحوا يفضلون طبق الفاكهة على الحلوى الغربية. نحن نقدمها بشكل فني، ونحرص على تنوعها في كل وجبة، خاصة التين والعنب والمانجو والكانتالوب ” و”نقوم أحيانًا بتقديم عروض حية لتقطيع الفاكهة أمام الضيوف على البوفيه، ونشكّل منها مجسمات فنية مثل الزهور والسلال، ما يضيف عنصرًا ترفيهيًا على الوجبة ويثير إعجاب السائحين”.

من جهته، أوضح أحمد عادل، مسؤول التوريدات بأحد الفنادق الكبرى بمرسي علم ، أن نحو 90% من الفاكهة التي تصل للمنتجعات يتم شراؤها من أسواق الجملة في قنا والمنيا والفيوم، وسوهاج والقاهرة نظرًا لجودتها العالية وأسعارها التنافسية حيث تظل الفاكهة المصرية، بطبيعتها الناضجة ومذاقها الأصيل، واحدة من مفردات القوة الناعمة التي تسهم في تحسين صورة المقصد السياحي المصري وتعزيز ولاء السائحين للعودة مجددًا.

في المقابل، دعا عدد من العاملين في المجال السياحي بالبحر الأحمر إلى الترويج للفاكهة المصرية كمنتج سياحي وثقافي، من خلال تنظيم “أيام فواكه مصرية” في الفنادق والقري السياحية، وتوزيع كتيبات تعريفية على السياح لشرح تاريخ ومميزات كل نوع من الفاكهة ورغم بساطة الفكرة، إلا أن أثرها السياحي والترويجي يمتد بعيدًا، حيث يحرص بعض السياح عند مغادرتهم على شراء الفواكه المصرية من الاسواق كهدايا رمزية، ما يمثل دعمًا غير مباشر للصادرات الزراعية المصرية وتحويل الفاكهة المصرية إلى جزء من هوية المنتج السياحي المصري، من خلال تنظيم « مهرجانات فواكه» في الفنادق خلال موسم الحصاد.وطبع كتيبات تعريفية عن تاريخ ومميزات الفواكه المصرية بلغات متعددة مع تقديم “أطباق فاكهة مصرية مميزة” تحمل أسماء المدن الزراعية المنتِجة تشجيع السياح على شراء الفواكه المجففة أو المغلفة كهدايا قبل المغادرة وانه لا شك أن الفاكهة المصرية أصبحت تمثل «قوة ناعمة» جديدة تُضاف إلى عناصر الجذب السياحي، خاصة في القرى السياحية التي تسعى لتقديم تجربة متكاملة تشمل المذاق والثقافة والمظهر البصري.