من يقود الصراع في غزة؟ نتنياهو يثير الجدل بتصريح عن “سلاح بديل” لمواجهة حماس.

من يقود الصراع في غزة؟ نتنياهو يثير الجدل بتصريح عن “سلاح بديل” لمواجهة حماس.

أثار وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أفيجدور ليبرمان، عاصفة داخلية بعد اتهامه حكومة الاحتلال بتسليح جماعات مسلّحة في قطاع غزة، وصفها بأنها «ميليشيات إجرامية»، ليفجر هذا التصريح جدلًا واسعًا حول سياسة نتنياهو في التعامل مع التوازنات الأمنية داخل القطاع.

لم يتأخر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الرد، حيث نشر مقطع فيديو عبر منصة «إنستجرام» قال فيه إن إسرائيل تدعم مجموعات تعارض حركة حماس داخل غزة، معتبرًا أن ذلك «إنقاذ لحياة الجنود الإسرائيليين»، الأمر الذي أضاف مزيدًا من التعقيد على الموقف، وفتح الباب أمام انتقادات واسعة من سياسيين وخبراء أمنيين من داخل الاحتلال الإسرائيلي.

ووفقًا لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، وصف نائب رئيس الأركان السابق يائير جالان، الخطوة بأنها «قنبلة موقوتة جديدة»، وأن نتنياهو سبق أن ضخ أموالًا لحماس، والآن ينتقل لتسليح جماعات يشتبه بانتمائها لتنظيمات مثل داعش، ما يجعله في نظره تهديدًا مباشرًا لأمن الدولة المزعومة.

أما زعيم المعارضة يائير لبيد فاعتبر أن تسليح المجموعات المسلّحة في غزة تم بطريقة عشوائية، من دون أي تصور استراتيجي، محذرًا من أن هذه الأسلحة قد تُستخدم لاحقًا ضد الجنود الإسرائيليين.

ولم يقتصر الهجوم على المعارضة، بل وصل إلى داخل حزب الليكود الحاكم نفسه، حيث وصفت النائبة طالي جوتليب الأمر بـ«الجنون»، متسائلةً عما إن كانت إسرائيل أصبحت توزع السلاح على تنظيمات شبيهة بالقاعدة وداعش.

قطاع غزة

فيما كشفت مصادر أمنية عن عملية سرية قادها جهاز الأمن القومي للاحتلال «الشاباك»، تم خلالها نقل مئات الأسلحة من إسرائيل إلى مجموعات محلية جنوب قطاع غزة، وتحديدًا في منطقة رفح الفلسطينية، كجزء من خطة لخلق توازن ميداني ضد حماس.

وتبيّن أن هذه الخطة نوقشت في لجان سرية داخل البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» دون المرور بموافقة مجلس الوزراء.

وفي خضم حرب التصريحات، برز اسم ياسر أبو شباب، أحد قادة هذه المجموعات، كمحور رئيسي في المشهد، حيث نشر مقاطع فيديو يُعلن فيها أن «القوة الشعبية» التي يقودها تسيطر على شرق رفح، وتعمل على توزيع المساعدات وحماية السكان، وفقًا لادعاءاته.

ويزعم «أبو شباب» الذي تبرأت منه عائلته على خلفية تعاونه مع الاحتلال، أنه يتحرك تحت «شرعية فلسطينية» بالتنسيق مع السلطة في رام الله، رغم ارتباطه بجرائم سابقة وتورطه في تهريب المخدرات.

وأكدت مصادر أمنية لموقع «c14» العبري، أن معظم هذه الميليشيات تسعى خلف مصالح مادية، رغم محاولات تصويرها كقوى مقاومة محلية، واعتبرت أن هؤلاء لا يملكون خطة لإدارة القطاع، ولا نية للسيطرة على الأرض بعد انهيار محتمل لحماس.

فيما تزايد القلق داخل المؤسسة الأمنية في تل أبيب من فقدان الرهائن المحتجزين لدى حماس إذا انتقلت السيطرة في غزة إلى هذه المجموعات المسلحة، ما قد يعقّد أي مفاوضات مستقبلية، ويدخل إسرائيل في شبكة تفاوض متعددة الرؤوس.

أحد السيناريوهات التي تحقق فيها المؤسسة الأمنية للاحتلال، هو احتمال تهريب أسلحة من إسرائيل إلى غزة باستخدام طائرات مسيّرة، بفضل شبكات اتصال بين بدو رفح وأقاربهم داخل أراضي النقب.

وفي ردها الرسمي، لم تنفِ حكومة نتنياهو نقل الأسلحة، بل أكدت أنها تتحرك «وفق توصيات الأجهزة الأمنية كافة» بهدف إضعاف حماس، مما اعتُبر تأكيدًا ضمنيًا لصحة ما كشفه «ليبرمان».