«تحول فرحة العيد إلى صدمة: مأساة مدرس مساعد تعرض لدهس سائق أثناء هروبه»

«تحول فرحة العيد إلى صدمة: مأساة مدرس مساعد تعرض لدهس سائق أثناء هروبه»

«كنا بنجهز للعيد.. دلوقتى واقفين جنب سرير مريم في البيت، بندعى إنها تفتح عنيها تانى وتتكلم زى الأول»، بهذه الكلمات تبدأ «منال» والدة الشابة التي انقلبت حياتها رأسًا على عقب قبل أيام من عيد الأضحى المبارك، بعدما صدمها «ميكروباص» وهى تسير على الرصيف في طريق عودتها من عملها عند مطلع كوبرى كمال عامر، بعد عمارات المحمودية بمنطقة العمرانية الغربية في الجيزة.

«مريم»، 31 سنة، مدرس مساعد بكلية فنون تطبيقية بإحدى الجامعات الخاصة، وكانت تستعد لمناقشة رسالة الدكتوراه في شهر نوفمبر المقبل، بحسب والدتها، التي تحكى أن ابنتها «كانت راجعة من شغلها لما فجأة اقتحم السائق الرصيف بسرعة جنونية وهو بيهرب من لجنة مرورية، فصدمها بعنف وأطاح بجسدها من أعلى محور مرورى، فسقطت من ارتفاع شاهق».

تم نقل «مريم» في البداية إلى مستشفى خاص، لكن حالتها المعقدة استدعت نقلها بين أكثر من مستشفى. «كل دقيقة كنا بنحسبها الأخيرة»، تصف والدتها تلك الساعات العصيبة التي عاشتها العائلة في أقسام الطوارئ وغرف الإنعاش.

قائمة الإصابات التي تعانى منها «مريم» طويلة وموجعة: تهشم كامل في الحوض، وكسر مفتت في ساقها اليسرى ومفصل الرجل اليمنى، فضلًا عن كسور متعددة في الذراع اليسرى، وكسر في الكتف والترقوة اليمنى، وتوضح الأم: «دلوقتى بنتى في البيت والدارع الشمال كله متكسر ومتركب جهاز بزاوية يساندها، والرجل الشمال معمول لها شدة ومسامير، والحوض الشمال متفتت، وعندها جرح غائر في الجبهة، والترقوة اليمين اتعملت».

مأساة مدرس مساعد صدمها سائق في طريقه للهرب

لم تتوقف الكارثة عند هذا الحد، فقد تسببت قوة الاصطدام أيضًا في كسر عدد من الضلوع التي اخترقت الرئة، مما أدى إلى نزيف داخلى ووجود هواء حول الرئة، فضلًا عن كدمات في الكبد والكلى، ورغم خروجها من العناية المركزة، لا تزال «مريم» طريحة الفراش في منزلها، تقضى أيام العيد بين الأجهزة الطبية والآهات.

وسط هذه المحنة، يتمسّك الأهل ببصيص أمل أن تستعيد الشابة عافيتها: «كل لحظة بنبص فيها عليها، بندعى، بنبكى، وبنحاول نصدق إننا لسه ممكن نشوف ضحكتها تاني»، تقول والدتها التي تحكى القصة من قلب البيت، وسط أنين «مريم».

العيد يتحول لحزن في بيت مريم

وتضيف: «مريم كانت الحياة في البيت.. صوتها، ضحكتها، طيبتها.. لما تبقى البنت اللى كانت شايلة البيت كله نايمة بين الحياة والموت في أيام العيد، بتحس الدنيا وقفت».

بين الحزن والدعاء، يطارد الغضب العائلة، فالسائق الذي صدم مريم «هرب من مكان الحادث»، وفقًا لروايتهم، لكن سرعان ما ضبطته أجهزة الأمن، وقررت النيابة العامة حبسه احتياطيًا، وكشفت التحقيقات أن المتهم سبق وصدر ضده حكم بالحبس 10سنوات في قضية مخدرات.

مأساة مدرس مساعد صدمها سائق في طريقه للهرب

العيد الذي كان من المفترض أن يجمع الأسرة، جاء هذا العام محمّلًا بألم ثقيل، لا زيارات، لا ضحك، لا حلويات، فقط انتظار طويل، وهمس بالدعاء، إذ تختم الأم كلامها برجاء من القلب: «ادعوا لمريم، يمكن بدعوة حد منكم ربنا يشفيها، إحنا بنعيش على أمل.. أمل إنها تقوم تانى، تمشى على رجليها، وتضحك زى زمان».