هل تفضل العسل الفاتح أم الغامق؟ لون العسل يكشف لنا عن نكهته وجودته.

هل تفضل العسل الفاتح أم الغامق؟ لون العسل يكشف لنا عن نكهته وجودته.

من أبرز خصائص العسل التي تلفت انتباهنا فورًا «لونه» فمن الأبيض إلى الكهرماني، ومن الأصفر الفاتح إلى البني الداكن تكاد ألوان العسل لا تنتهي.

إن تعدد لون العسل ليس مجرد ميزة جمالية، بل هو مؤشر مهم على أصله وتركيبه الكيميائي وحتى خصائصه الحسية، وغالبًا ما يُشير اللون إلى نوع الرحيق أو المن الذي أُنتج منه العسل، والمنطقة التي جاء منها، وحتى إلى سرعة تبلوره.

فيما يلي، سنلقي نظرة فاحصة على ما يؤثر على لون العسل ونستعرض الأنواع الأكثر شيوعًا، بحسب ما جاء بمجلة «city magazine».

من أين يأتي لون العسل؟

يعتمد لون العسل بشكل أساسي على أصله النباتي، أي نوع النبات الذي يجمع النحل الرحيق منه. يحتوي رحيق الأزهار على أنواع مختلفة من الصبغات والمركبات الطبيعية (مثل الفلافونويدات والكاروتينات والبوليفينولات) التي تُحدد درجة اللون الأساسية للعسل، يتميز العسل أحادي الزهرة، المُنتَج من نبتة واحدة، بلون مميز وأكثر تناسقًا، بينما يتميز العسل متعدد الأزهار، المُنتَج من مزيج من أزهار مختلفة، بتنوع ألوان أكثر.

بالإضافة إلى أصله النباتي، يتأثر لون العسل أيضًا بعوامل فيزيائية وكيميائية، مثل محتواه من المعادن، ومضادات الأكسدة، ووجود حبوب اللقاح، بالإضافة إلى ظروف التخزين ودرجة الأكسدة، غالبًا ما يحتوي العسل الداكن على معادن أكثر، وله نكهة أقوى وأكثر كثافة، بينما يُعتبر العسل الفاتح أكثر اعتدالًا وحيادية ،كما تلعب عملية التبلور دورًا بالغ الأهمية: فعندما يتبلور العسل، يصبح أكثر عكارة وأفتح لونًا، ولكن هذا لا يعني فقدانه لجودته، بل على العكس، إنها عملية طبيعية.

أنواع العسل الأكثر شيوعًا وألوانها وهويتها الحسية

عسل الزهور

اللون: من الأصفر الفاتح إلى الأحمر الكهرماني
الطعم: حلو، متوازن، وفي بعض الأحيان زهري قليلاً
التبلور: عادة ما يكون سريعًا إلى متوسط ​​السرعة، اعتمادًا على نسب الزهور الفردية
يُنتج عسل الأزهار من أنواع مختلفة من حبوب اللقاح، مما يعني أن تركيبته تختلف اختلافًا طفيفًا باختلاف الموسم والموقع الجغرافي والنباتات المحلية، وبفضل تعدد استخداماته، يُعدّ العسل الأكثر استخدامًا في السوق ،يختلف طعمه ولونه اختلافًا كبيرًا بين الدفعات، بدءًا من الأنواع الرقيقة جدًا والفاتحة وصولًا إلى الأنواع الداكنة ذات الطابع الأكثر وضوحًا، إذ يحتوي عادةً على نسبة عالية نسبيًا من الجلوكوز، مما يجعله يتبلور بسرعة نسبية.

عسل الغابة

اللون: من العنبر الداكن إلى الأسود تقريبًا
الطعم: ممتلئ، مكرمَل قليلاً، أقل حلاوة
التبلور: بطيء أو غير محسوس تقريبًا.

لا يُستخرج عسل الغابة من رحيق الأزهار، بل من عسل المن، وهو إفراز حلو تُفرزه الحشرات على أوراق وإبر الأشجار، أكثر أنواعه شيوعًا هي البلوط، والكستناء، والتنوب، والزيزفون.

يتميز عسل المن بمحتوى معدني أعلى، وخاصة البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم، وهو ما ينعكس أيضًا في لونه الداكن، كما أنه أكثر كثافة وأقل حلاوة وأكثر ثباتًا، وبسبب انخفاض محتواه من الجلوكوز، يتبلور ببطء شديد.

عسل الأوكالبتوس

اللون: العنبر الداكن
الطعم: مكثف، طبي قليلاً مع ملاحظات من الأوكالبتول
التبلور: سريع وكثيف جدًا

هذا العسل أحادي الزهرة شائع في مناطق البحر الأبيض المتوسط، حيث تنمو أشجار الأوكالبتوس. يتميز هذا العسل برائحة وطعم مميزين، يُذكران بالأعشاب أو حتى البلسم، يُستخدم بكثرة في الطب التقليدي، وخاصةً لتخفيف السعال والتهاب الحلق، لونه الغني ومحتواه العالي من المواد النشطة بيولوجيًا يجعلانه عسلًا ذا قيمة علاجية.

عسل الكستناء

اللون: من العنبر الداكن إلى الأسود تقريبًا
الطعم: واضح، مرير قليلاً، ترابي
التبلور: بطيء
يُستخرج عسل الكستناء من رحيق شجرة كستناء الحصان، وهو معروف برائحته العطرية القوية. لونه عادةً داكن جدًا، يكاد يكون بنيًا، وذلك بفضل محتواه العالي من مضادات الأكسدة والمعادن. مرارته مميزة، وغالبًا ما يُقدّرها الذواقة ،ونظرًا لارتفاع محتواه من الفركتوز، يتبلور ببطء أكثر من عسل الزهور ،وهو ممتاز في الأطباق الطهوية، وخاصةً مع الجبن واللحوم.

عسل الأكاسيا

اللون: لون القش الفاتح، شفاف تقريبًا
الطعم: خفيف جدًا، رقيق، مع رائحة زهور الأكاسيا
التبلور: بطيء للغاية أو لا يحدث تقريبًا
من أشهر أنواع العسل وأكثرها طلبًا. يُستخرج من أزهار الأكاسيا ( روبينيا سودواكاسيا )، وبفضل محتواه العالي من الفركتوز، يبقى سائلًا لفترة طويلة، يكاد يكون عديم اللون وله طعم خفيف جدًا، مما يجعله مثاليًا للاستخدام في المشروبات التي نرغب في تجنب رائحتها القوية ،كما أن عسل الأكاسيا هو الأقل تسببًا في الحساسية، لذا غالبًا ما يكون الخيار الأول لتغذية الأطفال.