بحث هولندي: قلة النوم تزيد من خطر الإصابة بالخرف

بحث هولندي: قلة النوم تزيد من خطر الإصابة بالخرف

ذكرت دراسة علمية إلى أن الكائنات الليلية تواجه خطرًا متزايدًا للإصابة بمرض السكري، ومشاكل الصحة العقلية، وحتى الموت المبكر، في إشارة إلى أن «السهر قد يكون غير حكيم».

كشف باحثون عن نتائج صادمة حول تأثير عادات النوم على الصحة العقلية، ووجدت أن أولئك الذين يفضلون السهر لوقت متأخر يعانون من تدهور إدراكي أسرع مقارنة بأولئك الذين يستيقظون مبكرا.

وقالت آنا وينزلر، الباحثة في مجال الخرف بجامعة جرونينجن بتحليل بيانات نحو 23.8 ألف مشارك، ووجدت أن 5% فقط منهم يصنفون كـ«بومة الليل»، وهو الشخص الذي يميل إلى البقاء حتى وقت متأخر من الليل.

وأضافت وينزلر: «الخبر السار هو أنه يمكنك التأثير جزئيًا على هذا التدهور الإدراكي من خلال تعديل سلوكك».

– صورة أرشيفية

الخرف- وهو انخفاض في الذاكرة واللغة والتفكير ومهارات حل المشكلات، وأوضح موقع نيويورك بوست أنه من المتوقع أن يرتفع عدد حالات الخرف الجديدة في الولايات المتحدة من حوالي 514 ألف حالة عام 2020 إلى حوالي مليون حالة عام 2060.

يُعد ارتفاع ضغط الدم، وقلة النشاط البدني، والعزلة الاجتماعية من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالخرف، أراد فريق وينزلر معرفة ما إذا كان توقيت النوم والاستيقاظ مبكرًا أم متأخرًا يلعب دورًا في هذا الخطر.

لكن المفاجأة كانت في اكتشاف أن هذه الفئة تواجه مخاطر أعلى للتدهور المعرفي، وليس بسبب توقيت نومهم بحد ذاته، بل بسبب السلوكيات غير الصحية المرتبطة بنمط حياتهم.

السهر – صورة أرشيفية

وأشارت الدراسة التي أجرتها جامعة غرونينخن إلى أن المشكلة تكمن في السلوكيات المصاحبة لنمط الحياة الليلي. فالأشخاص الذين يسهرون حتى ساعات متأخرة غالبا ما يدخنون أكثر، ويستهلكون كميات أكبر من الكحول، ويقلعون عن ممارسة الرياضة، وهي عوامل تسرع بشكل ملحوظ من تدهور الوظائف الإدراكية.

وبعد تحليل بيانات ما يقارب 24 ألف شخص، توصل الباحثون إلى أن المصنفين في فئة «بومة الليل» يعانون من تدهور إدراكي أسرع من «الطائر المبكر» الشخص الذي يستيقظ عادة في الصباح الباكر ويذهب إلى الفراش في وقت مبكر من المساء، مع فارق قد يصل إلى عشر سنوات في شيخوخة الدماغ.

وأشارت وينزلر إلى أن «الأطفال يميلون إلى السهر. ويتغير هذا مع بلوغ سن البلوغ، عندما يصبح الشخص من محبي السهر».

وأضافت: «في العشرينيات تقريبًا، يعود معظم الناس تدريجيًا إلى السهر»، وأردفت «وبحلول سن الأربعين، يعود معظم الناس إلى السهر».

لسوء الحظ، قالت وينزلر إنه من الصعب ضبط الساعة البيولوجية وأنماط النوم المرتبطة بها، وأضافت: «يمكنكِ محاولة النوم مبكرًا، ولكن إذا لم يكن جسمكِ يُنتج الميلاتونين بعد، فلن يُجدي ذلك نفعًا: ببساطة، جسمكِ لا يرغب في النوم بعد».

وتقترح وينزلر اتباع نمط نومكِ المُفضّل، وإذا كان ذلك يُسبب لكِ إرهاقًا شديدًا في منتصف الليل، فحاولي اتباع نمط حياة صحيّ لتعويض ذلك، نُشرت هذه النتائج مؤخرًا في مجلة الوقاية من مرض الزهايمر.