يتضمن أربع دول عربية.. ما هو القيود الجديدة على السفر التي أقرها الرئيس الأمريكي؟

يتضمن أربع دول عربية.. ما هو القيود الجديدة على السفر التي أقرها الرئيس الأمريكي؟

وقّع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إعلانًا يحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، من بينهم 4 دول عربية وهم: ليبيا والصومال والسودان واليمن.

وعلى الرغم من أن «ترامب» عزا قراره إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي، إلا آن تقارير صحفية أثارت تساؤلات عدة عن السبب الحقيقي وراء اتخاذ هذا القرار، وما إذا يتعلق الأمر بحماية الأمريكيين من «القتلة»، على حد وصف الرئيس، أم بمعاقبة الدول الصغيرة على عدد محدود من الطلاب الذين تجاوزوا مدة تأشيراتهم.

وذكر تقرير صحفي لشبكة «CNN» الأمريكية، أن الدافع وراء حظر السفر الذي فرضه «ترامب» خلال ولايته الأولى في عامي 2017 و2018 كان واضحًا، إذ أنه كان يسعى إلى الوفاء بوعد انتخابي بمنع جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وقد تحول هذا الوعد، على مر السنين إلى حظر سفر أشخاص من دول معينة، معظمها ذات أغلبية مسلمة، إلى الولايات المتحدة.

ولم توافق المحكمة العليا الأمريكية في النهاية على هذا الحظر، إلا بموافقتها على تجاهل تصريحات ترامب المناهضة للمسلمين في حملته الانتخابية عام 2016 والتركيز فقط على اللغة المتعلقة بالأمن في محاولته الثالثة لحظر السفر، إذ كتب رئيس القضاة الأمريكي جون روبرتس، حينها، في رأي الأغلبية: «يجب ألا نأخذ في الاعتبار تصريحات رئيس معين فحسب، بل أيضًا سلطة الرئاسة نفسها».

وأعاد «ترامب» ترامب هذه السلطة مجددًا في ولايته الثانية، ولكن هذه المرة، كما صرّح يوم الخميس الماضي، من المكتب البيضاوي، يهدف الحظر إلى إبعاد «الأشخاص المروّعين» الموجودين حاليًا في الولايات المتحدة، ومنع دخول «القتلة»، إذ تُشير البيانات إلى أن حظر السفر سيؤثر بشكل أساسي على الطلاب ورجال الأعمال من دول في أفريقيا وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي، بالإضافة إلى الشرق الأوسط.

وبدلًا من ذلك، يشمل حظر السفر دولًا يرى «ترامب» ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اللذان أعدا القائمة، أنها خارجة عن السيطرة، مثل غينيا الاستوائية في أفريقيا، وبورما المعروفة أيضًا باسم ميانمار، في آسيا، ولا تُعتبر أي منهما بؤرةً للإرهاب تُهدد الوطن الأمريكي.

ويوضح أمر ترامب الذي أعلن فيه حظر السفر أن هذه الدول لديها معدلات عالية من الطلاب وغيرهم من المسافرين الذين يتجاوزون مدة تأشيراتهم في الولايات المتحدة، إذ نوه إلى تقرير عن بيانات وزارة الأمن الداخلي المتعلقة بـ«تجاوز مدة الإقامة» لعام 2023، ليُثبت أنه بالنسبة لأكثر من 70% من الأشخاص من غينيا الاستوائية الحاصلين على تأشيرات طلابية أمريكية، لا يوجد سجل يُثبت مغادرتهم الولايات المتحدة عند انتهاء تأشيراتهم، ولكن يُعادل هذا 233 شخصًا يحملون تأشيرات طلابية، وتُعد هذه الأعداد صغيرة أيضًا بالنسبة للدول الأفريقية الأخرى.

ويشمل حظر السفر الجديد أيضًا أفغانستان، مما قد يُعرّض العديد من الأفغان ذوي الصلة بمن ساعدوا الولايات المتحدة خلال حربها هناك للخطر، كما صرّح شون فان دايفر، رئيس منظمة الإغاثة AfghanEvac، لـ«CNN»، قائلًا: «هناك 12 ألف شخص فُصلوا بسبب إجراءات حكومتنا، وينتظرون منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف».

قد يكون لوجود قائمة حظر السفر تأثيرٌ أيضًا على مفاوضات التعريفات الجمركية التي أجرتها إدارة ترامب مع دولٍ حول العالم، بالإضافة إلى جهودها لحثّ الدول على استعادة المهاجرين الذين ترغب في ترحيلهم، إذ يوضح ديفيد بير، خبير الهجرة في معهد كاتو ذي الميول الليبرالية وناقد سياسة ترامب في مجال الهجرة، أن الأمر يتعلق بالسلطة والسيطرة والتلاعب بالشعب الأمريكي لقمع المعارضة وكذلك محاولة التلاعب بالعلاقات الخارجية مع هذه الدول من خلال جعلها تفعل ما يريد من أجل الخروج من قائمة الدول غير المفضلة.