ألسنة العنف العنصري تعود على مرتكبيها: مقتل جندي سابق في طبريا نتيجة «خطأ في التعرف على الهوية»

ألسنة العنف العنصري تعود على مرتكبيها: مقتل جندي سابق في طبريا نتيجة «خطأ في التعرف على الهوية»

في ساعات الفجر الأولى من يوم الإثنين، وفي مدينة طبريا المحتلة، قتل مستوطنون إسرائيليون الجندي المسرّح من وحدة «كفير»، دانيال أصلان (22 عامًا) الذي كان يقود دراجة كهربائية بعد حضوره حفلاً عائليًا بمناسبة عيد ميلاد أحد أقاربه.

ووفقًا لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، لم يكن أصلان مستهدفًا، بل لقى حتفه نتيجة خطأ في الهوية، إذ ظنه المتطرفون مواطنًا فلسطينيًا، وبعد إصابته نقل إلى مستشفى «بوريا» في حالة حرجة، لكن محاولات إنقاذه باءت بالفشل.

روت والدته، أفيتال أصلان، كيف استُدعيت إلى المستشفى على عجل بعد أن أخبرها ابنها الأكبر بالحادث، وهناك انتظرت لساعات قبل أن يُبلغها الطاقم الطبي أن الرصاصة التي استقرت في قلب ابنها تسببت في انهيار أجهزة جسده بالكامل ولا مجال لإنقاذه.

وُلد دانيال في طبريا، ونشأ في موشاف كفار حيطيم، وتعلم في مدرسة بيت يرح، خدم في وحدة كفير العسكرية، وكان يعمل مؤخرًا في مجال الطاقة الشمسية، ويحلم بأن يصبح مدرب لياقة بدنية.

دانيال أصلان

شرطة الاحتلال أعلنت أن التحقيق في الحادث مستمر تحت أمر قضائي يمنع نشر أي تفاصيل تتعلق بهوية المشتبه بهم أو ملابسات الجريمة، لكن مصادر أمنية تشير إلى أن كل الدلائل تُرجّح فرضية «الخطأ في الهوية».

فيما عبر إحدى صديقات القتيل المقربات عن صدمتها مما حلّ على دانيال أصلان بعد خروجه للاحتفال رفقة ابن عمه، مشيرةً إلى حالة الرعب المسيطرة على شوارع الاحتلال منذ حرب السابع من أكتوبر 2023، حيث يعيش عدد من المستوطنين تحت تهديد مستوطنين آخرين يطلقون النار على كل من يعتقدون أنه فلسطيني.

لم يكن دانيال أصلان القتيل الوحيد الذي لقى حتفه على يد أخوته من أبناء الاحتلال الإسرائيلي، إذ تصاعدت وتيرة العنف في البلاد المحتلة، وفي الليلة ذاتها التي فقد حياته، قُتلت كوثر زيتاوي (60 عامًا) طعنًا في أم الفحم، والمشتبه به ابنها الذي أصاب زوجته الحامل أيضًا.

وفي مستوطنة دفوريا، أُطلق النار على يعقوب اختيلات، ما أدى إلى مقتله، وفي بلدات أخرى مثل نتانيا، بات يام، جلجولية وكفر قاسم، قُتل آخرون بطرق مختلفة، ليكتمل مشهد رعب ملطخ بالدم.

غياب صوت الأمن.. وحضور سياسي في المحكمة

في ذروة هذه الفوضى، اختار وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير صباح اليوم أن يتوجه إلى محكمة في القدس، ليس ليعقد مؤتمرًا حول العنف المتزايد بين المستوطنين أو لتقديم خطط أمنية، بل لدعم شرطي يُحاكم بتهمة التعدي خلال مظاهرة، ولم يصدر منه تعليق واحد عن المذبحة المتنقلة التي يعيشها الشارع الإسرائيلي بما ينذر بحرب أهلية وشيكة على أرضٍ تغرق في موجات متصاعدة من الجريمة بدافع عرقي وديني.