الصحة العالمية: جدري القرود لا يزال يشكل خطرًا صحيًا عالميًا ويتطلب استجابة فورية (توصيات)

أكد المدير العام لـ منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن مرض جدري القرود (mpox) لا يزال يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا، وذلك في بيان صادر عقب الاجتماع الرابع للجنة الطوارئ المعنية باللوائح الصحية الدولية بشأن تطورات المرض.
وأوضح الدكتور تيدروس أن استمرار ارتفاع معدلات الإصابة بجدري القرود، لا سيما في مناطق غرب أفريقيا، يُعد سببًا كافيًا للإبقاء على حالة الطوارئ الصحية، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن ما زال يستوفي المعايير المنصوص عليها في اللوائح الصحية الدولية بشأن الأوبئة ذات الأهمية العالمية.
تهديد دولي
وجاء هذا الإعلان عقب تقييم شامل أجرته لجنة الطوارئ في اجتماعها المنعقد بتاريخ 5 يونيو 2025، حيث أبلغت اللجنة المدير العام بأن المرض لا يزال يُشكّل تهديدًا دوليًا، رغم التقدم الذي أحرزته بعض الدول في تعزيز قدراتها على الاستجابة والاحتواء.
فيروس جدري القرود – صورة أرشيفية
وأكدت اللجنة أن عددًا من العوامل يساهم في استمرار هذا التهديد، من بينها: الارتفاع المستمر في عدد الإصابات، انتشار العدوى إلى بلدان خارج أفريقيا دون اكتشاف، والتحديات التشغيلية في مجالات المراقبة والتشخيص والاستجابة.
كما نبهت إلى محدودية التمويل، مما يجعل من الصعب تحديد أولويات التدخلات الطبية والوقائية، ويستدعي دعمًا دوليًا متواصلًا.
أهم التوصيات الدولية
وقد وافق المدير العام على توصيات اللجنة المؤقتة المنقحة، والتي تم تعميمها على الدول الأعضاء المعنية بتفشي المرض.
وتتضمن هذه التوصيات توجيهات للوقاية من انتشار الفيروس وتعزيز التدابير الرقابية والتشخيصية، كما أكدت المنظمة أن التقرير الكامل لاجتماع اللجنة سيصدر خلال الأسبوع المقبل.
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أعلنت عن تصاعد خطير في حالات الإصابة بجدرى القرود، بداية من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وامتد لاحقًا إلى دول مجاورة، مما دفع المدير العام إلى إعلان حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا في 14 أغسطس 2024.
جدري القرود – صورة أرشيفية
ومنذ ذلك الحين، عقدت لجنة الطوارئ أربعة اجتماعات أكدت خلالها أن التهديد لا يزال قائمًا.
ما هو جدري القرود؟
جدري القرود هو مرض فيروسي نادر يصيب الحيوانات في الأساس، ويسببه فيروس ينتمي إلى عائلة فيروسات الجدري. يظهر المرض في صورة طفح جلدي وأعراض مشابهة للإنفلونزا وأعراض الجدري المائي ولكن بدرجة أقل شدة.
متى تم اكتشافه ولماذا سمي بهذا الاسم؟
تم اكتشاف جدري القرود لأول مرة في عام 1958 عندما ظهر على القرود التي كانت تُستخدم من أجل الأبحاث العلمية أعراض شبيهة بالجدري، ومن هنا جاء اسم «جدري القرود» أو Monkeypox وتغيرت فيما بعد التسمية إلى الإمبوكس Mpox، وفي بعض الأحيان يُطلق عليه أيضًا جدري النسنانس.
تم تسجيل أول حالة إصابة بشرية بجدري القرود في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي انتشرت لاحقًا إلى دول أخرى في وسط وغرب إفريقيا. هناك نوعان معروفان من الفيروس، عادةً ما تسبب السلالة الأولى أعراضًا أكثر شدة.
ما هي أعراض جدري القرود؟
بعد التعرض لفيروس جدري القرود، تكون فترة الحضانة المتوسطة من أسبوع إلى أسبوعين قبل ظهور الأعراض.
تتضمن العلامات المبكرة لجدري القرود الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا ومنها:
قشعريرة ورعشة.
إرهاق.
حمى.
صداع.
آلام في العضلات والظهر.
تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة أو الإبطين أو الفخذ.
التهاب المستقيم، على سبيل المثال الألم أو النزيف من فتحة الشرج.
عادةً ما يتبع هذه الأعراض ظهور طفح جلدي.