ما الذي يحدث لك خلال أول يوم عمل بعد الإجازة؟.. نصائح للتغلب على التعب العقلي

عاد الموظفون إلى أعمالهم صباح اليوم الثلاثاء بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى، وسط محاولات لاستعادة وتيرة العمل المعتادة والتغلب على حالة التباطؤ الذهني التي ترافق العودة من العطلات الطويلة، بحسب ما أكدته دراسات نفسية وسلوكية حديثة.
ووفق تقرير نشره موقع «Mindbloom» المتخصص في الصحة النفسية، فإن العودة إلى العمل بعد فترة راحة طويلة تمثل تحديًا للكثير من الموظفين، حيث يتعرض البعض لما يُعرف بـ«الصدمة الانتقالية» بين نمط الراحة والانفصال عن الضغط المهني، وبين نمط الالتزام والمسؤولية، وأشار التقرير إلى أن هذه الحالة طبيعية ويمكن إدارتها بأساليب عملية مدروسة.
وأوضح التقرير أن الخطوة الأولى للتعامل مع هذه المرحلة هي العودة التدريجية إلى أجواء العمل، من خلال تقبل الانخفاض المؤقت في مستويات التركيز والنشاط، وتجنب التوقعات غير الواقعية باستعادة الإنتاجية الكاملة منذ اليوم الأول. ولفت إلى أن منح النفس وقتًا للتأقلم يساهم في تقليل الشعور بالتوتر ويحد من الإرهاق النفسي المفاجئ.
كما بين الموقع أن من بين الوسائل المفيدة في هذا السياق إعداد قائمة مهام واقعية في أول يوم عمل، بحيث يتم تقسيم المهام إلى بسيطة ومعقدة، مع البدء بالمهام اليومية الروتينية التي تمنح شعورًا تدريجيًا بالإنجاز، وهو ما يعزز بدوره الرغبة في الاستمرار بوتيرة طبيعية.
وفي دراسة نشرتها «جمعية علم النفس الأمريكية» APA، تبيّن أن العودة إلى العمل بعد العطلات يمكن أن تكون أسهل عند اتباع أنماط حياة صحية، مثل الحفاظ على ساعات نوم منتظمة، وتجنب السهر، واتباع نظام غذائي متوازن، وكما أكدت الدراسة أن النشاط البدني الخفيف، مثل المشي أو ممارسة التمارين البسيطة، يسهم في تقليل مستويات القلق وتحسين المزاج العام، مما ينعكس إيجابًا على أداء الموظف في الأيام الأولى بعد العطلة.
وفي السياق نفسه، أشار تقرير صادر عن موقع «Harvard Business Review» إلى أن الحوار الإيجابي مع الزملاء عند العودة من الإجازة يلعب دورًا مهمًا في تحسين بيئة العمل ودعم التحفيز الجماعي، وأوصى التقرير بفتح نقاشات عملية حول الأهداف والخطط القادمة بدلًا من التركيز فقط على تبادل الذكريات والأنشطة الترفيهية، مؤكدًا أن التعاون المهني بين الفريق يخفف من حدة العودة ويزيد من فرص استعادة الإيقاع الطبيعي.
وبين التقرير أن العودة من الإجازة تمثل فرصة لإعادة ضبط السلوكيات الوظيفية، مشيرًا إلى أن بعض المؤسسات حول العالم بدأت تعتمد إجراءات تنظيمية خاصة بالأسبوع الأول بعد العطلات، مثل جدولة الاجتماعات بعد مرور يوم أو يومين من العودة، وإعطاء الأولوية للمهام الأقل ضغطًا، وذلك بهدف تسهيل عملية التدرج في استعادة الأداء الطبيعي.
كما خلصت دراسة نشرتها «جامعة كاليفورنيا، بيركلي» إلى أن مدة التكيف بعد الإجازات تختلف من شخص إلى آخر، لكنها غالبًا ما تتراوح بين يومين إلى أربعة أيام. وأوضحت أن العطلات الطويلة قد تؤثر على الإيقاع البيولوجي للجسم، وبالتالي فإن استعادة النمط الوظيفي المعتاد تحتاج إلى وقت وتخطيط، وليس فقط الحضور الجسدي في مقر العمل.