قبل الاختبارات.. خبير تربوي يقدم إرشادات هامة لأهالي طلاب الثانوية العامة 2025

قبل الاختبارات.. خبير تربوي يقدم إرشادات هامة لأهالي طلاب الثانوية العامة 2025

أكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، أهمية الدعم النفسي للطلاب خلال امتحانات الثانوية العامة 2025، موضحا أن الدعم النفسي يمثل القاعدة الأساسية التي يبني عليها النجاح الدراسي للطلاب، مشيرا إلى أن الفشل الدراسي في كثير من الحالات لا يرتبط بانخفاض معدل الذكاء، بل يعود غالبًا إلى اضطرابات في الحالة النفسية، وعلى رأسها التوتر وقلق الامتحانات، والذي قد يتسبب في تقليل نشاط الدماغ بنسبة تصل إلى 30%.

لماذا يعتبر الدعم النفسي ضرورة لنجاح الطلاب؟

وأوضح الدكتور حجازي أن هناك أسبابًا عديدة تبرز أهمية الدعم النفسي للطلاب، لعل أبرزها ما يلي:

يساعد على استقرار الحالة النفسية ويمنع تطورها إلى درجات عالية من القلق تؤثر سلبًا على الأداء الدراسي.

يعزز قدرة الطالب على تحويل الضغط إلى دافع إيجابي بدلًا من أن يتحول إلى عامل انهيار.

يسهم في تحسين كفاءة الذاكرة وزيادة مستوى التركيز، مما يسمح للطالب بالتركيز على الفهم بدلًا من الانشغال بمشاعر الخوف.

يرفع من الحالة المزاجية ويعزز وظائف الدماغ، خصوصًا الفص الجبهي المسؤول عن اتخاذ القرارات وحل المشكلات.

يدعم تنظيم الوقت ويقلل من الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق مثل الصداع أو اضطرابات المعدة.

كيف يمكن للأسرة أن تقدم دعماً نفسياً فعالاً؟

وأشار الدكتور حجازي إلى أن للأسرة دورًا محوريًا في توفير المناخ النفسي الملائم للطالب، وذلك من خلال عدة ممارسات، أبرزها:

الابتعاد عن مسببات القلق: مثل المقارنات السلبية مع الآخرين، أو توجيه الانتقادات المستمرة، أو الضغط الزائد عبر التهديد والابتزاز العاطفي، أو فرض اختيارات تعليمية لا تتناسب مع قدرات الطالب.

تهيئة بيئة دراسية مناسبة: عبر توفير مكان هادئ، مريح، جيد الإضاءة والتهوية، مع استقرار أسري يدعم الطالب نفسيًا.

مشاركة الطالب في تنظيم وقته: من خلال المساعدة في وضع خطة مذاكرة فعالة، إيقاظه في الأوقات التي يحددها، وتقليل مصادر التشتت خلال فترات الدراسة.

التركيز على الجهد المبذول: عبر تعزيز المحاولة والمثابرة أكثر من التركيز على النتيجة النهائية فقط.

الاستماع بتعاطف: من خلال الإصغاء لمخاوف الطالب وتقديم الدعم دون إصدار أحكام أو التقليل من مشاعره.

إظهار الحب غير المشروط: عبر احتضانه من حين لآخر، وإظهار الدعم والاهتمام بصرف النظر عن الأداء الدراسي.

تعزيز الثقة بالنفس: والتأكيد على أن قيمة الطالب لا تتحدد بدرجة أو نتيجة امتحان، بل بكينونته وجهوده المستمرة.

المرونة في التخطيط للمستقبل: بدعمه في وضع أكثر من خطة بديلة بعد الثانوية، وتشجيعه على التفكير في كل الخيارات المتاحة بإيجابية.

إهمال الدعم النفسي يهدد مستقبل الطلاب

وحذر الدكتور حجازي من أن غياب الدعم النفسي قد يؤدي إلى تراجع القدرات المعرفية، وانخفاض كفاءة الذاكرة، ما ينعكس سلبًا على إجابات الطالب في الامتحان.

وعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤدي هذا الإهمال إلى اهتزاز الثقة بالنفس، وتشكيل صورة ذاتية سلبية، بل وقد يُعرض الطالب للإصابة بأمراض جسدية نتيجة التوتر، بالإضافة إلى فقدان الحافز والرغبة في التعلم.