زواج شخص مصاب بمتلازمة داون يثير النقاش.. ورأي خبيرة في تعديل السلوك

أثار فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر شابًا مصابًا بمتلازمة داون يحتفل بزفافه جدلًا واسعًا بين رواد السوشيال ميديا، بين مشجعين يرونه انتصارًا للإنسانية والحق في الحب والحياة، وآخرين طرحوا تساؤلات حول أهلية المصابين بهذه المتلازمة لخوض تجربة الزواج وتحمل مسؤولياته.
وسط هذا التفاعل الكبير، طرح البعض تساؤلات حول قانونية هذا النوع من الزيجات، ومدى الإدراك العقلي والنفسي لدى المصاب بمتلازمة داون، ومدى أهليته لتحمل متطلبات العلاقة الزوجية.
في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، قالت دكتورة منة بدوي، أخصائية التخاطب وتعديل السلوك وتأهيل الأطفال المتأخرين، إن زواج المصابين بمتلازمة داون ممكن ومشروع، بل من حقهم كغيرهم أن يعيشوا علاقات عاطفية طبيعية، بشرط توافر عدة عوامل.
وأضافت منة «من حقهم يحبوا ويتجوزوا، بس لازم يكون سنهم العقلي موازي لسنهم الزمني. يعني لو عنده 30 سنة مثلًا لازم يكون إدراكه العقلي قريب من هذا السن، ويكون مدرك هو داخل على إيه وبيتحمل مسؤولية».
وأكدت الأخصائية أن الدعم الأسري هو العمود الفقري للنجاح في زيجات من هذا النوع، قائلة: «الناس لازم تبطل تخاف من ارتباطهم لأن في ناس بتفتكر إن أصحاب متلازمة داون بيموتوا بدري، وده مش صحيح، لأن الرعاية الصحية من البداية، مع المتابعة الطبية ورسم القلب والرياضة والتخاطب وتنمية المهارات، بتساعد جدًا على تحسين الحالة».
وأوضحت أن القدرات تختلف من شخص لآخر، فبعض الحالات مؤهلة نفسيًا واجتماعيًا ومهاريًا للدخول في علاقة زواج، بينما حالات أخرى قد تكون أقل قدرة على ذلك. وقالت: «هما بيردوا متأخر شوية، بس بيردوا صح، يعني لو سألته عامل إيه هيقولك الحمد لله، مش هيرد عليك بكلام غير منطقي».
وأضافت أخصائية التخاطب وتعديل السلوك وتأهيل الأطفال المتأخرين أن مفتاح نجاح أي تجربة زواج لشخص مصاب بمتلازمة داون هو وعي الأسرة وتوفير الدعم النفسي والطبي والاجتماعي له، إلى جانب فهم المجتمع وقبوله لهذه الفئة باعتبارهم أشخاصًا لهم الحق في الحب، والتجربة، والاختيار، تمامًا مثل غيرهم.