متحور نيمبوس يتفوق على أوميكرون ويثير قلق العالم

متحور نيمبوس يتفوق على أوميكرون ويثير قلق العالم

تشهد الساحة العالمية تطورا جديدا في مسار جائحة «كوفيد-19» مع ظهور المتحور NB.1.8.1، الذي أطلق عليه «نيمبوس» ويثير اهتمام الأوساط العلمية منذ رصده لأول مرة في يناير الماضي.

وقد تم رصده بأعداد قليلة داخل المملكة المتحدة، لكن نسبته تزيد تدريجيًا حول العالم، وسجلت سنغافورة وهونج كونج أكبر عدد من الحالات في الأسابيع القليلة الماضية، كما تشهد الهند الآن ارتفاعا في المتحور الجديد، الذي تم اكتشافه مؤخرًا.

وهذا المتحور الذي ينتمي إلى عائلة «أوميكرون» أظهر قدرة ملحوظة على الانتشار عبر القارات، حيث تم توثيق حالات إصابة به في آسيا وأمريكا الشمالية، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى تصنيفه كـ«متحور تحت المراقبة» نظرًا لخصائصه الوبائية المميزة.

وتحذر منظمة الصحة العالمية من تزايد الإصابات في عدد من مناطق العالم، خاصةً في إقليم شرق المتوسط، وفى بيان رسمي، أكدت المنظمة أن المتحور «نيمبوس» يخضع حاليًا للرصد، لكنه لا يمثل خطرًا صحيًا إضافيًا مقارنة بالمتحورات المنتشرة حاليًا.

وقال الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، إن «نيمبوس» هو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وقديمًا كان يُسبب نسب وفيات مرتفعة، ويعتبر أحد الأمراض الخطيرة، لافتًا إلى أن متحور فيروس كورونا الجديد تنقصه طفرة واحدة ويتحول لنوع من «نيمبوس» أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ويتسبب في التهاب رئوي حاد وفشل تنفسي وحرارة، وكانت نسب وفياته أعلى من كورونا.

وعلى الرغم من سرعة انتشار هذا المتحور، إلا أن البيانات المتاحة حتى الآن تطمئن إلى أنه لا يبدو أكثر خطورة من سلالات «أوميكرون» السابقة. فحسب تحليلات الخبراء في الشبكة العالمية للفيروسات، فإن الطفرات الجينية التي يحملها في بروتين «سبايك» تمنحه قدرة أكبر على الارتباط بمستقبلات ACE2 البشرية، ما قد يفسر سرعة انتشاره مقارنة ببعض المتحورات السابقة، لكنها لا تؤثر بشكل كبير على قدرة الأجسام المضادة الناتجة عن التطعيم أو العدوى السابقة على التعرف عليه.

كما تؤكد الدراسات المختبرية أن العلاجات المضادة للفيروسات مثل «باكسلوفيد» و«رمديسيفير» تحتفظ بفعاليتها في مواجهته.

وأفاد العلماء بأن متحورًا جديدًا شديد العدوى من كوفيد قد يثير موجة من الإصابات هذا الصيف، كما أظهرت بيانات أخرى من وكالة الأمن الصحي البريطانية أن نسبة الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بكوفيد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها هذا العام، وهي الآن أعلى بنسبة 97% من المستوى المسجل في مارس.

وحذر علماء بريطانيون من أن متحور «نيمبوس» قد يؤدي إلى زيادة حادة في حالات كوفيد خلال أسابيع قليلة، ودعوا الفئات الضعيفة إلى تلقي التطعيم.

ولفتوا إلى أن مناعة العديد من الناس ضد الفيروس، التي تكونت من الإصابات السابقة واللقاحات القديمة، قد تراجعت على الأرجح، ما يعني أنهم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

متحور كورونا الجديد «نيمبوس» أكثر انتشارًا

قال إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة إن فيروس كورونا سيظل دائمًا يتحور، موضحًا أن طبيعة عائلة كورونا أنها تتحور باستمرار.

وأوضح في مداخلة لقناة «إكسترا نيوز» أن المتحور الجديد أكثر تماسكًا مع خلايا الجسم والإصابة أصبحت أسرع ويحتاج يومين فقط لكي تظهر الأعراض، مشيرًا إلى أن أعراض المتحور الجديد عبارة عن فقدان حاستي الشم والتذوق واحتقان الحلق وارتفاع درجة الحرارة، وتكسير الجسم، بالإضافة إلى إسهال ومغص والأعراض تستمر لمدة حوالي أسبوع وبعدها تختفي.

وأكد أن المتحور الجديد ليس أشد خطورة لكنه أكثر انتشارًا، مشيرًا إلى أن المتحور يمثل خطرًا على كبار السن وأصحاب الأعراض المزمنة.

وأردف: «هناك موجة من الإصابات ففي خلال 30 يومًا تم تسجيل 150 ألف إصابة لدى منظمة الصحة العالمية على مستوى العالم»، موضحًا أنه تم تسجيل حالات في آسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وموجود في إفريقيا.

ورغم أن منظمة الصحة العالمية تقدر أن الخطر الإضافي لهذا المتحور على الصحة العالمية ما يزال منخفضا، إلا أن سرعة انتشاره في 22 دولة حتى الآن تثير بعض القلق، خاصة في ظل التراجع العام في إجراءات المراقبة والفحوصات.

وفي هذا السياق، تطلق الشبكة العالمية للفيروسات تحذيراتها وتوصياتها استباقا للموسم الشتوي المقبل. حيث تشدد على أهمية تلقي الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات -ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة- للجرعات المعززة المحدثة.

كما تحث على عدم إهمال تطعيم الأطفال، الذي ثبتت فعاليته في الوقاية من المضاعفات الخطيرة مثل متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة. أما بالنسبة للحوامل، فتؤكد البيانات أن التطعيم لا يحميهن فقط، بل يوفر حماية منقولة لأطفالهن حديثي الولادة قد تصل إلى ستة أشهر.