إذابة الجثث وتصريفها مع مياه الصرف: طريقة مبتكرة للدفن في المملكة المتحدة (تفاصيل)

إذابة الجثث وتصريفها مع مياه الصرف: طريقة مبتكرة للدفن في المملكة المتحدة (تفاصيل)

عادةً ما يلجأ سكان المملكة المتحدة عند موت أقاربهم إلى دفن الجثث في القبور، أو حرقها من خلال إضرام النار بها، ولكن قد تحصل طريقة بديلة أخيرًا على الموافقة في البلاد.

وقد تُفضي استشارة جديدة أجرتها لجنة قانونية مستقلة حول أساليب الجنازات، إلى الموافقة القانونية على جنازات «الغلي في كيس» في المملكة المتحدة، إذ تعتمد تلك الطريقة على تحلل الجثة بسرعة في الماء والمواد الكيميائية القلوية تحت درجات حرارة عالية، تاركًا السائل والعظام فقط، بحسب ما ذكرت صحيفة «ديلي ميل».

ويُمكن أن يتسرب هذا السائل، المعروف باسم «النفايات السائلة»، إلى المجاري مع مياه الصرف الصحي الأخرى والعظام، والتي يمكن طحنها وتحويلها إلى رماد ليأخذها صاحب الجثة إلى منزله.

في الوقت الحالي، لا يوجد إطار تنظيمي لهذه الطريقة، المعروفة رسميًا باسم حرق الجثث بالماء أو التحلل المائي القلوي، مما يحظر استخدامها في البلاد، ولكن يقول المدافعون عن هذه الطريقة إنها أفضل للبيئة، بينما يعتقد آخرون أنها طريقة مهينة للتخلص من الجثث.

ما هو حرق الجثث بالماء؟

ويستخدم حرق الجثث بالماء، والمواد الكيميائية القلوية، والحرارة، وأحيانًا الضغط والتحريك، لتسريع عملية التحلل الطبيعي، تاركًا شظايا العظام وسائلًا محايدًا يُسمى المخلفات السائلة، تكون هذه المخلفات معقمة، وتحتوي على أملاح وسكريات وأحماض أمينية وببتيدات، لكنها لا تترك أي أنسجة أو حمض نووي.

ويتم تصريف هذه المخلفات مع جميع مياه الصرف الأخرى، بينما يمكن طحن العظام المُطرية ليأخذها صاحبها إلى المنزل ويدفنها، تمامًا مثل الرماد، مع أن أي مفاصل معدنية للفخذ والركبة تبقى سليمة.

وفي الولايات المتحدة وتحديدًا داخل مركز «برادشو» للاحتفال بالحياة في «مينيسوتا»، يوجد جهاز تحلل قلوي في الطابق السفلي، وقد بلغت تكلفة تركيبه 750،000 دولار (580،000 جنيه إسترليني) قبل حوالي عقد من الزمان، إذ تُوضع الجثث في صندوق فولاذي مستطيل الشكل، يبلغ ارتفاعه حوالي مترين وعرضه مترين، ويبدو كأنه جزء من خزنة بنكية شديدة الحراسة.

وبضغطة زر واحدة، يُغلق الجهاز ويبدأ بالتعبئة بالماء، لتبدأ العملية التي تستغرق 90 دقيقة، في النهاية، تذوب جميع الأنسجة وتصبح خالية من الحمض النووي، ويصبح لونها بنيًا يشبه لون الشاي.

ووفقًا لصحفي من مجلة «Wired» زار منشأة حرق جثث في كاليفورنيا، فإن رائحة الجثة البشرية المُسالة «تشبه رائحة المحار المطهو ​​على البخار.

يُذكر أن حرق الجثث في الماء ليس جديدًا- فقد سُجِّلت براءة اختراع العملية عام 1888- ولكنه أصبح الآن خيارًا متاحًا لعامة الناس.