سفارة روسيا: الاتحاد السوفيتي ساهم في تطوير فنون الرقص والباليه في مصر

قال سفير روسيا لدى القاهرة، جيورجي بوريسينكو، إن السوفييت ساهموا في تطوير فنون الرقص والباليه المصرية، مؤكدا متانة الروابط الإنسانية الحديثة وكثافة التبادل الثقافي بين البلدين، جاء ذلك خلال مؤتمر بمقر السفارة الروسية بالقاهرة، حول مشروع «افتتاحية رقص العالم»، بعد وصول فرقة «كوستروما» للباليه الوطنية الروسية إلى مصر في الجولة الفنية، التي تشمل ايضا عرضا بدار الأوبرا المصرية بمناسبة احتفال بعيد روسيا الوطني.
وأشار رئيس قطاع الإنتاج بوزارة الثقافة المخرج خالد جلال، إلى أن الصداقة الوثيقة والراسخة بين الشعبين والرغبة المتبادلة في نقل الخبرات في المجال الفني والمعرفة بالتقاليد، مستمرة بين البلدين.
وتحدثت رئيسة ومنتجة فرقة «كوستروما» للباليه ايلينا تسارينكو بالتفصيل عن مبادرة دراسة التقاليد المتعلقة بالرقصات الشعبية، التي تم تنفيذها بالفعل في الصين والإمارات العربية المتحدة ومن الخطط تنفيذ هذا المشروع في المستقبل في جميع دول الأعضاء في البريكس، ويشمل تنفيذها في مصر ، من خلال رشات دراسية نظمتها فرقة الباليه الروسية لطلاب أكاديمية الفنون المصرية و بالتعاون مع إحدى فرق الفولكلور المصرية الرائدة وهي فرقة «رضا» للفنون الشعبية.
وأعربت تسارينكو، عن امتنانها للمساهمة القيّمة والدعم الشامل للمشروع من السفارة الروسية بالقاهرة وللسفير جيورجي بوريسينكو ووكالة «روس سوترودنيتشيستفو» الفيدرالية الروسية ولوزارة الثقافة المصرية وإدارة دار الأوبرا المصرية وفرقة رضا للفنون الشعبية، التي ستشارك في المشروع وستعرض ثقافة الراقصة الوطنية على المسرح الرئيسي في دار الأوبرا .
ولفتت إلى أن مؤلفة ومؤدية المشروع هي فرقة الباليه «كوستروما» الوطنية الروسية وهي إحدى أحدث الفرق الثقافية في روسيا المعصرة، التي تعمل بالنشاط على تطوير ثقافة الرقص الشعبي، وليس فقط في بلدها، وبل أيضا في الخارج.، ويُمثل العرض الكوريجرافي لفرقة «كوستروما» للباليه بعنوان «العرض الوطني لروسيا»، الذي نال إعجاب أكثر من 7 ملايين متفرج في 27 دولة عنصرا ثقافيا للمشروع، وتتولى كلية الرقص «مدرسة الباليه الاقليمية»، التابعة لفرقة باليه «كوستروما»، تنفيذ الجانب التعليمي للمشروع.
وتابعت: يدرس طلابنا ثقافة الرقص متعددة الجنسيات مع الممثلين الأصليين للبلد المعين، ويقوم اساتذتنا بأجراء ورشات تدريبية في الخارج، على سبيل المثال، في أستراليا ونيوزيلندا وفرنسا ودول أخرى في جميع انحاء العالم. وهذا يُثبت مجددا أن لغة الرقص مفهومة للجميع وأنها لا تستطيع فحسب، بل ينبغي أن تُوسّع آفاق مهمتها كأداة فعّالة للحوار الثقافي الهادف إلى إقامة الصداقة بين الشعوب.
من جانبها قالت ماريا فيشكينا، مديرة كلية الرقص بعنوان «مدرسة البالية الإقليمية»، إن مشروع «الداتشا الإبداعي الدولي» التي ستفتح آفاقا فريدة للراقصين ومصممي الرقصات من دول الأعضاء في البريكس، مما يتيح لهم فرصة الانغماس العميق في عالم فن الرقص الروسي، سيتمكن المشاركون ليس فقط من دراسة أسس الرقص التقليدي، وبل سيتبادلون أيضا الخبرات، مما سيساهم في بناء علاقات ثقافية متينة بين الدول المشاركة.
وتم اختيار مدينة كوستروما الروسية العريقة كموقع اجراء التدريبات، مما يمنح البرنامج أهمية خاصة نظرا لتراثها التاريخي الغني وتقاليدها الثقافيةـ بالإضافة إلى التدريب، ستتاح للمشاركين فرصة تجربة جميع جوانب الضيافة الروسية.
ويهدف البرنامج إلى بناء فضاء ثقافي موحد لمجموعة البريكس، من خلال التبادل الثقافي وتعميق المعرفة بالرقصات الوطنية وتعزيز العلاقات الدولية والتعرُف على أجواء روسيا وبناء شبكة من الاتصالات الدائمة، وتابعت: نحن مقتنعون بأن مشروعنا سيُمثل مرحلة مهمة في تطوير العلاقات الثقافية الدولية.
وسيحضر المشاركون دروسا متقدمة وورشات تدريبية وأنشطة إبداعية تهدف إلى توسيع معارفهم ومهاراتهم في مجال الرقص وتصميم الرقصات، ويُقدم التدريب نخبة من مصممي الرقصات الروس ومعلمي باليه كوستروما،و سيُتوّج البرنامج بدراسة رقصة «كالينكا» التي قدمها الفنان المكرّم الروسي يوري تسيرينكو، ويحصل المشاركون على الحق الحصري في استخدام هذه الرقصة في مجموعاتهم ومؤسساتهم التعليمية على أساس مجان.
ويتضمن البرنامج فعاليات ثقافية وتعليمية ومن بينها يوم سياحة في عاصمة روسيا موسكو مع زيارة الساحة الحمراء ومسرح البولشوي، بالإضافة إلى زيارة الاثار التاريخية في كوستروما للتعمُق في فهم التقاليد والعادات الروسية.
وسيساهم التفاعل بين المحترفين من مختلف البلدان في تشكيل بيئة إبداعية وفنية. على مدار أسبوعين ستُعقد دروس مشتركة بمشاركة راقصي باليه كوستروما وطلاب كلية الباليه. سيتمكن كل وفد ليس فقط من دراسة أساسيات الرقص الروسي، بل أيضا من تقديم ورشة دراسية حول الرقص التقليدي لبلده. سيُشكّل «الداتشا الإبداعي الدولي» نقطة انطلاق لظهور أفكار ومبادرات جديدة سيتم تنفيذها في المستقبل. سيُختتم البرنامج بحفل موسيقي فاخر، حيث سيعرض المشاركون نتائج أعمالهم ويتبادلون التقنيات ويستعرضون مشاريعهم الإبداعية المشتركة.
وأردفت: سيتمكن جميع المشاركين في مشروع «الداتشا الإبداعي الدولي» من تمثيل بلادهم في مهرجان الرقص الدولي الكبير لدول البريكس، الذي سيعقد في إطار مهرجان الشباب العالمي في عام 2027 في سوتشي.