الإسلام: الدين الأكثر انتشارًا عالميًا في العقد الماضي (بحث)

كشف مركز “بيو” للأبحاث، وهو مؤسسة بحثية أمريكية مرموقة تتخذ من العاصمة واشنطن مقرًا لها، عن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن الإسلام هو الدين الأسرع نموًا في العالم خلال العقد الأخير. وبحسب التقرير، فإن عدد المسلمين ارتفع بمعدل تجاوز أي جماعة دينية أخرى، ليواصل الإسلام بذلك احتلال المرتبة الثانية عالميًا بعد المسيحية من حيث عدد الأتباع.
وبالاعتماد على بيانات من 201 دولة ومنطقة، تغطي ما نسبته 99.8٪ من سكان العالم، رصدت الدراسة سبع مجموعات دينية رئيسية: المسيحيون، والمسلمون، والهندوس، والبوذيون، واليهود، وأتباع الديانات الأخرى، بالإضافة إلى من لا يعتنقون أي دين.
ووفقًا للأرقام، شهد المسلمون زيادة قدرها 347 مليون نسمة خلال الفترة من 2010 إلى 2020، وهي زيادة تفوق بكثير النمو الذي سجلته باقي الديانات مجتمعة والذي بلغ 248 مليون نسمة. ومن اللافت أن هذا النمو العددي تجاوز إجمالي عدد البوذيين في العالم عام 2020، الذين بلغوا 324 مليونًا.
الفجوة تتقلص.. المسلمون يقتربون من المسيحيين
تُظهر البيانات أن الفجوة بين أعداد المسلمين والمسيحيين على مستوى العالم آخذة في الانخفاض. ففي عام 2010، شكّل المسلمون حوالي 23.9٪ من سكان العالم، مقابل 30.6٪ للمسيحيين. لكن بحلول عام 2020، ارتفعت نسبة المسلمين إلى 25.6٪، بينما انخفضت نسبة المسيحيين إلى 28.8٪. ويعزو التقرير هذا التراجع النسبي في أعداد المسيحيين إلى ارتفاع نسبة الأشخاص الذين لا يعتنقون أي ديانة، لا سيما في الدول الغربية.
في الأرقام المطلقة، بلغ عدد المسلمين في العالم عام 2020 نحو 2 مليار نسمة، بينما وصل عدد المسيحيين إلى 2.3 مليار. ومع ذلك، فإن وتيرة نمو السكان المسلمين كانت الأسرع بين جميع المجموعات الدينية، حيث سجلوا زيادة قدرها 347 مليون شخص خلال العقد، مقارنة بزيادة قدرها 122 مليونًا للمسيحيين.
البوذيون في تراجع
أما المجموعة الدينية الوحيدة التي شهدت انخفاضًا عدديًا فهي البوذيون، الذين تراجع عددهم بمقدار 19 مليون شخص، ليصل إجمالي عددهم إلى 324 مليونًا حول العالم.
مؤشرات مستقبلية
تشير هذه الأرقام إلى تحولات ديمغرافية لافتة قد تعيد رسم الخريطة الدينية للعالم خلال العقود المقبلة، خاصة إذا استمر الاتجاه الحالي في النمو السكاني للمسلمين. ويعزز هذا النمو عوامل عدة، من بينها ارتفاع معدلات الولادة في الدول ذات الأغلبية المسلمة مقارنة بغيرها، إلى جانب استقرار نسب الانتماء الديني بين المسلمين، بخلاف ما يحدث في ديانات أخرى تشهد معدلات أعلى من الانفصال الديني أو “اللادينية”، وفقًا للتقرير الأمريكي.
وبينما تتراجع نسبة المسيحيين من سكان العالم بمقدار 1.8 نقطة مئوية، فإن نسبة المسلمين ترتفع بنفس المقدار، ما يعكس تحولًا تدريجيًا في التوازن الديني العالمي، قد تكون له انعكاسات ثقافية واجتماعية وسياسية مستقبلًا.